|
أبى فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف إلاّ أن يكرِّم الدكتور (فوزي خضر) بمناسبة مغادرته المملكة عائداً لبلده (مصر)، بعد أن أمضى في السعودية عدداً من السنوات في جازان والطائف، وكان فيها فاعلاً ثقافياً من خلال تدريسه لمواد الأدب العربي والنقد، ومن خلال تأليفه لعدد من الدراسات والبحوث والكتب المتعلقة بالشعر السعودي، ومن أهمها (إطلالة على الشعر السعودي) الصادر عن أدبي جازان عام 1985م، ومن خلال إحيائه لعدد من الأمسيات ومشاركاته المنبرية المختلفة. وعندما يقوم فرع الجمعية بلفتة وفاء كهذه، فإنما يسهم بذلك في سدِّ ثغرة تعاني منها مؤسساتنا الثقافية والأكاديمية، تتمثّل في تجاهلها لأعلام أثروا وخدموا هذا الوطن، ومضوا لحال سبيلهم من دون كلمة شكر أو شهادة تقدير. |
ولم أر في عيوب الناس عيبا |
|
بدأ مقدِّم حفل التكريم - الذي غلب عليه الطابع الحميمي والبساطة - الأستاذ سامي الزهراني بعرض موجز لسيرة المحتفى به الذاتية، وهي سيرة عطرة أكاديمياً وإبداعياً نقتطف منها ما يلي:- |
- من مواليد الإسكندرية عام 1950م. |
- حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي بمرتبة الشرف الأولى. |
- عمل مدرساً للمواد الاجتماعية وفني تحاليل طبية وصحفياً وسكرتير تحرير ومحاضراً ومدير تحرير ومستشاراً ثقافياً. |
- لديه عضوية في عدد من المؤسسات والجمعيات والاتحادات، ومنها اتحاد الكتّاب المصري ورابطة الأدب الإسلامي والجمعية المصرية للدراسات التاريخية وجماعة الفنانين والكتّاب بالإسكندرية وجمعية الأدباء بالقاهرة وغيرها كثير. |
- نال عدداً من الجوائز ومنها الجائزة الأولى في الشعر لأعوام 1972، 73، 76، 77، 1978م والجائزة الأولى على مستوى الوطن العربي في التأليف الإذاعي 1991 من الإمارات والجائزة الثانية على مستوى الوطن العربي في التأليف المسرحي من السعودية، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر 1994م. |
- وحصل على عدد من الدروع والشهادات التقديرية. |
- أصدر أكثر من 12 ديوان شعر وله أيضاً أكثر من 30 دراسة أدبية ونقدية وألّف عدداً من القصص والمسرحيات الموجّهة للأطفال، وله مؤلّفات تمثيلية مختلفة وكتب عدّة مسرحيات. |
- كتب عنه كثيرون ومنهم عز الدين إسماعيل وعبد القادر القط ومحمد زكي العشماوي وصلاح فضل وفوزي سعد عيسى وفاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة ومراد مبروك. |
- توجد بحوث عن شعره في عدد من الكتب الجامعية. |
- عمل أستاذاً مساعداً للأدب العربي بكلية المعلمين بالطائف منذ عام 2003م. |
- ألقى بعدها الدكتور فوزي خضر كلمة شكر فيها القائمين على الجمعية على لفتتهم هذه وشكر بشكل خاص الدكتور عالي القرشي الذي استضافه كثيراً في منتدى عكاظ بالجمعية إبان فترة إشرافه عليه، وقال (كنت أود أن آتي إلى الطائف، وأعمل في مهنتي الأساسية فقط وهي التعليم الجامعي إلاّ إنني فوجئت بالدكتور (عالي) وفي أول لقاء لي به يقول لي:- أأنت فوزي خضر صاحب كتاب (إطلالة على الشعر السعودي)؟ تبسّمت وقلت: (نعم) وعرفت أنني لا خلاص لي من المشاركات الثقافية بالطائف طالما أنّ (عالي) هنا، وكان ما توقّعت فقدّمني (عالي) لجمهور الطائف في أكثر من مناسبة في منتدى عكاظ بهذه الجمعية، وفي فعاليات سوق عكاظ الثقافية التي أشرف عليها في أول سنة يحيا فيها عكاظ، وفي فعاليات لجنة إبداع بأدبي الطائف وفي فعاليات قسم اللغة العربية بكلية المعلمين بالطائف، فله مني وافر الشكر والتقدير والامتنان، وهذا ديدن (عالي) دوماً مهموم بخدمة الإبداع وتكريم المبدعين، وهو ديدن المثقف الحقيقي الذي يعي رسالته وسيسجله له التاريخ بمداد من ذهب، وأزعم أنّ له فضلاً في أقامة هذه الأمسية، وقد بلغني أنه من اقترح على زملائه في الجمعية إقامتها وهو أثير لديهم وكلمته مسموعة ومقدّرة، لذا جاء ترحيبهم بالفكرة سريعاً .. فللجميع جزيل الشكر. |
ألقى بعد ذلك الدكتور فوزي خضر عدداً من قصائده استهلّها بقصيدة (زائر):- |
|
|
|
|
|
|
|
|
القصيدة الثانية التي ألقاها الدكتور فوزي كانت بعنوان (خروج):- |
|
|
|
|
|
|
|
وفي صدري هب الحلم شهيا .. |
|
|
|
|
ألقى بعد ذلك الدكتور فوزي خضر قصيدتي (الجواد المعاند) و(سندريلا) والأخيرة ألقاها واقفاً وبشكل مسرحي مميّز. |
الدكتور عالي القرشي ألقى بعد ذلك كلمة شكر فيها عبد العزيز العسيري مدير فرع الجمعية وكافة زملائه على تبنِّيهم تكريم الدكتور فوزي خضر وعدّد بعضاً من مناقبه، وأعقب ذلك بقصيدة قال فيها:- |
(فوزي ومالي في الخطوب يدان |
ما هكذا الاخوان يفترقان |
إن كنت في عينيّ دوما بارعا |
آذانهم صمت عن التبيان |
صلبوك في زيف المصالح خلسة |
وطووا جهودك في جفا الكتمان |
أمض إلى عرن الأسود وكدّهم |
حن العرين لأوبة الشجعان |
|
وعكاظ حنت : أين من لبّاني |
لا زلت فيها بارع الألحان |
غامت بشاشتها وقد ودعتها |
لكن شعرك مذهب الأحزان |
الدكتور عبد الرحمن الطلحي ألقى كلمة موجزة قال فيها (الجواد المعاند الذي يكرم الليلة هو الجواد الذي عاند الطبيعة وإن تعثر حيناً لكنه صامد فهو جواد متميّز، والشكر موصول للجمعية التي صنعت الثقافة وكرّمت من يصنع الثقافة وهي - أي الجمعية - بمثابة (سندريللا) ولكنها ليست تلك (السندريللا) الواقفة بباب السلطان بل الواقفة بباب الثقافة)! |
الدكتور عاطف بهجات ألقى كلمة قال فيها:- (سيبقى في قلبي حنين لهذا المكان ؟مسرح الجمعية - الذي شهد أولى مشاركاتي الأدبية في الطائف ومن خلال منتدى عكاظ، وعندما يكرم الدكتور فوزي خضر الليلة في هذا المكان، فإنّما يؤكد ذلك حقيقة تميُّز هذا المكان كملتقى للإبداع والمبدعين الحقيقيين من كل صوب وحدب) .. |
الدكتور عاطف ألقى قصيدة بعنوان ( الجواد عاد) قال فيها:- |
الجواد والعناد فوق خط الانطلاق، |
|
لا يزال في حنايا الاشتياق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
(الجواد المعاند قام، فاستعاد الخطى من جديد) |
|
|
|
|
|
|
|
|
فالورود عتقت في الحب دهرا |
|
حطمتها بالعبير ... أعلنت خط البداية، |
واجتياز المؤلمات في الحكاية |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الأستاذ منصور محمد مريسي الحارثي، ألقى كلمة قال فيها (تكريم الجمعية الليلة للدكتور فوزي يكفي عن أي تكريم، فلهم الشكر كله وفوزي مبدع ويستحق منا كل التقدير والاحتفاء، وعندما يكرم شخصياً ففي ذلك تكريم لكل المبدعين). |
الأستاذ محمد النجيمي ألقى كلمة قال فيها (نحن سعداء أن وجدنا فضاء جميلاً كهذا يحقق لنا طموحاتنا بعد أن يئسنا من مؤسسات تصف نفسها بالثقافية، وهي أبعد ما تكون عنها، والجمعية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاستمرار في نهجها المتمثل في خدمة الإبداع والمبدعين، وتكريم كل من يخدم الثقافة وينتمي إلى مؤسسة الثقافة الحقيقية، وليس من ينظر للمؤسسات الثقافية كسلّم يصل به لمبتغاه من مكاسب شخصية وطموحات آنية أنانية). |
الدكتور أحمد الثقفي ما إن شرع في إلقاء كلمته حتى أجهش بالبكاء وغلبته الدموع وحالت بينه وبين إكمال إلقائها، الأمر الذي اضطر معه للذهاب للمنصة وتسليم الورقة التي تحتوي على كلمته إلى المحتفى به الدكتور فوزي خضر، واحتضن كلٌ منهما الآخر لوقت طويل في مشهد مؤثر صفّق له الحاضرون كثيراً. |
وقد تمكنّا فيما بعد من الحصول على نص كلمة الدكتور أحمد الثقفي المذكورة آنفاً ومنها:- (في مثل هذه المناسبات تنتزع الكلمات انتزاعا، وقد تخون العبارات المتحدث، وهذا حالي .. لأنني أقف أمام عَلَم عرفته من زمن، عرفته والداً في النُّصح والتوجيه، وعرفته أستاذاً في المشورة والتوجيه العلمي، وعرفته صديقاً في أمور ومنغصاتها، إنّه فوزي خضر الوالد والأستاذ والصديق). |
أستاذنا فوزي ليس في حاجة على الإطراء والمديح والتبجيل فهو من هو، ولكن مبدأ الوفاء يفرض علينا أن نكرمه وندعو على تكريمه في مؤسسات أخرى لما بذله من مناشط أثرت الساحة الثقافية داخل المملكة العربية السعودية منذ ربع قرن شاعراً وناقداً ولا أقول إلا ما قال الشاعر:- |
وكل لذاذة ستمل إلا |
مصادقة الرجال ذوي العقول |
وقد كنا نعدهم قليلا |
فقد صاروا أقل من القليل |
|
سيبقى لكم في مضمر القلب والحشا |
سريرة ود يوم تبلى السرائر |
وشكراً لجمعية الثقافة والفنون على سبقها التكريمي للدكتور فوزي). |
كلمة الأستاذ عبد العزيز العسيري مدير فرع الجمعية بالطائف، كانت آخر الكلمات الخطابية وقال فيها: ( أنتم من تمثلون الطائف وأنتم بمثابة وعاء حقيقي للثقافة والإبداع، وأذكر أنا أنه وقبل سنوات كان هذا المكان شبه مهجور إلاّ من أنشطة ورشة العمل المسرحي، ولكن الدكتور عالي القرشي أحياه بتبنِّيه مشروع (منتدى عكاظ) الذي استضاف فوزي خضر في عدد من فعالياته. ليس بعد المشهد المؤثر السابق وليس بعد الشعر أي مجال للكلام، وعلى اللغة أن تتوقف وليبقى الشعور هو الطاغي ويبقى الحضور الإنساني هو الأهم، والجمعية عندما تكرم الليلة الدكتور فوزي فإنّها بذلك تحقق رغبة الكثير منكم في تكريم المبدعين وستظل أبوابها مشرعة لكل فعالياتكم واقتراحاتكم التي من شأنها خدمة الثقافة والفن والإبداع في هذه المحافظة الغالية). |
وفي الختام جاء دور التكريم وقدِّمت للمحتفى به عدد من الدروع ومنها درع من فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف ودرع من جماعة أصدقاء الكتاب وهدية من مؤسسة (مكسد فيلم) عبارة عن تبنِّيها لإنتاج إصدار ديوان شعري صوتي للمحتفى به وتوزيعه في كافة أنحاء الوطن العربي، دون أن يتحمّل المحتفى به أي تكاليف مقابل ذلك، وقد أعلن عن هذا المقترح الأستاذ منصور محمد مريسي الحارثي. |
|