هل علي تبديل (لباسي) كي أرضي مختلف الأذواق؟
واللباس الذي سيرضي ذوق (عمرو) هل سيقبل به (زيد)؟
* * *
تعب أزلي يعيشه الفرد جراء طمعه في إرضاء فلان، وكسب قناعة فلانة.. وسيستمر التعب ما استمر يستجدي رضاهم..!!
هناك أفراد همهم تتبعك.. ملاحقتك.. تصيد السلبيات فيك، والتي قدر لا تراها سلبية.. وتعرض عنها إرضاء لهم.. فلماذا تعرض!!؟
أجل.. لماذا تعرض وكلك قناعة بإيجابية الفعل..؟!
* * *
أثناء تبضعي في مجمع تجاري عبرت أمامي طفلة في حدود عشر سنوات من العمر.. لفت نظري صبغة شعرها..
طفلة تصبغ شعرها...! فعل غير مستساغ بوجه عام.. بيد أنه أضحى طبيعيا..
أما ما لفت نظري لون الصبغة.. أحمر فاتح أقرب للبرتقالي.. لون غير مستساغ للعامة وإن عُرِض على الرف ضمن ألوان الأصباغ، فكيف بتغيير شعر طفلة به..!!
أمام هذا التصرف لا مجال لقضية إرضاء الآخرين وعدم رضاهم لأنه فعل غير مستساغ عقلاً في حق طفلة من عدة أوجه أهمها النتائج الصحية المترتبة على استخدام مواد كيمائية على فروة رأس طفلة غضة...
فهل يندرج ما تطرقت له أعلاه أو ينطبق على الموقف؟! بالطبع لا.. حيث ينبغي علينا أن نفرق بين ما يرفضه العقل لضرره.. وما يرفضه فلان لأنه يصطدم وأهواءه أو ثقافته السلوكية والفعلية..
* * *
يحدث أن تنوي شراء بدلة أعجبتك، وحين اتجاهك صوب (الكاشير) قاصداً تسديد ثمن البدلة يعترض دربك صديقك مبدياً عدم قبوله ل (الديزاين)..(اللون).. فتحجم عن شرائها.. آخذاً بالمثل القائل: كل ما يعجبك والبس ما يعجب الآخرين..!! علماً بأن هناك من يأكل ما يعجب الآخرين.. كالأبناء عندما يرغمون على تناول طعام لا يستسيغونه لأن الوالدة أو الخادمة لم تطه سواه.. إما أكله أو البقاء جائعاً.
* * *
ثقافة إرضاء الآخرين ذات بعد واسع إذا ما علمنا أن بيننا من يهمهم بالدرجة الأولى رضا الغير على حساب رضاهم فيبتلون بمرض (الازدواجية).. كخط سير مزدوج يحتار أمامه السائق أي الخطين يصل به إلى المكان المقصود دون مشقة وعناء..
من ينشد رضا الأشخاص على الدوام يعاني من (مهنة) تبديل اللباس بصورة مستمرة.. فهل هو أشبه بمن تنوي قضاء سهرة مدعوة إليها فتقف في حيرة أمام خزانة ملابسها أي فستان يليق بالسهرة حتى تجبرها الحيرة إلى (تجريب) كل الفساتين لديها.. تسأل المرآة أي فستان هو الأجمل والأفضل حين تعكس لها شكل الفستان عليها.. لو أنها اكتفت باختيار الفستان الأفضل من الخزانة لكانت بذلك اكتفت برضاها دون رضا طرف آخر.. وإن كانت المرآة..
أتفق في حاجتنا لمن يختم على ورقة قبولنا للشيء باستحسانه له وثناءه عليه.. وأختلف مع من يتراجع عن الشيء الذي قبل به عن قناعة، لأن هناك من لم يستحسنه..
إذا نحن في مفترق طرق مختلفة لثقافة الإرضاء فأي طريق تجده الأنسب لك...؟
إضاءة خافتة:
- من حيث انتهى الصمت؛ ابتدأ الكلام؛ فانتفض الهدوء وتصدعت الحروف قبل أن تقع على السطر المتعرج.
- من أجل الذهاب إليك شقوا الـ(نفق).. وقبل وصولي إليك طموحي (نفق).
- آن لنا غربلة فكرنا.. وتدوير نفايات عقلنا.
ص.ب 10919 ? الدمام 31443
Happyleo2007@hotmail.com