من المؤكد أن هنالك شروطاً آسيوية وتوجهات رسمية محلية بتحويل وتغيير الدوري الممتاز لكرة القدم إلى الدوري السعودي للمحترفين بأسرع وقت ممكن، وبمثل ما قامت به دول آسيوية عديدة ستشارك في الدوري الآسيوي للمحترفين، وكان آخر دولة الإمارات.. لكن هل يكفي تغيير المسمى فقط؟! وهل نحن جادون بتطبيق كل الشروط المالية والإدارية والفنية والإعلامية وغيرها من قوانين وأنظمة صارمة؟! ماذا عن تشكيل اتحاد أو هيئة أو رابطة مستقلة تتولى الإدارة والإشراف والتنظيم لدوري المحترفين؟!
قبل سنوات طرح الأستاذ تركي الناصر السديري هنا في (الجزيرة) فكرة إيجاد اتحاد للمحترفين، ليعمل باستقلالية وبعقلية إدارية احترافية، واليوم وفي ظل الظروف والمستجدات، أصبح وجود هذا الجهاز ضرورياً، سواء بمسمى اتحاد أو رابطة أو هيئة، ويكون مسؤولاً مسؤولية كاملة عن دوري الأندية السعودية التي تطبق نظام الاحتراف الراهن، ويخضع لقوانين ولوائح وتعليمات وشروط الاتحاد الدولي في هذا الشأن، وتحديداً فيما يخص العقوبات والانتقال والتعاقدات والإجراءات المالية والتأمين الصحي وكيفية مشاركة اللاعب المحترف مع المنتخبات السعودية ومع ناديه في الاستحقاقات الداخلية والخارجية.
نجاح دوري المحترفين السعودي ومعه تطور وارتقاء الكرة السعودية، يتطلب في المقام الأول أن يكون تحت مظلة جهة إدارية مستقلة ومتكاملة في هيكلتها وأجهزتها وكوادرها، وذات صلاحيات واسعة تسمح لها بصياغة واتخاذ القرارات وتنفيذ البرامج وفق لوائح واضحة وسارية على الجميع دون تسهيلات أو اعتبارات شخصية أو مزاجية لأندية على حساب أخرى، كما تعتمد في تشكيل مجلس إدارتها على الانتخاب من مرشحي أندية المحترفين في الدرجتين الممتازة والأولى..
خربها الثنيان
على الرغم من أحقية يوسف الثنيان في المطالبة بالمبلغ المتبقي له من تسويق شريط اعتزاله، إلا أنني أختلف معه ومع بعض الزملاء على تهويل الموضوع، واعتبار أن هناك ظلماً كبيراً وقع على الثنيان، وأن الهلال أهدر حقوقه ولم يحترم تاريخه لمجرد أنه - أي الثنيان - لم يتسلم الجزء البسيط المتبقي من عقد التسويق.
هنالك مبالغة في نقل وتصوير الشكوى، وكأننا أمام كارثة كبرى حلت باللاعب السابق يوسف الثنيان، هذا الذي لا أحد ينكر أو يتجاهل إبداعه الكروي ونجوميته ومواهبه الفذة، لكنه فيما يتعلق ب(الفلوس) والحقوق أخذ من الهلال أكثر مما أعطى، ونال من الدلال والاستثناءات والمكافآت الشيء الكثير وبمقدار يفوق عطاءات وتضحيات نجوم الهلال الآخرين، إضافة إلى أنه حظي بحفل اعتزال تاريخي، ثم يأتي بعد هذا كله لينسى وينسف هذه المواقف الكريمة الخيرة ويتقدم بشكوى ضد النادي الذي رعاه وكرمه وتسامح معه؛ لأنه لم يتسلم الدفعة الأخيرة من حقوق شريط (النمر) البالغة 256 ألف ريال من أصل مليون ريال قيمة شراء الحقوق التي تسلم دفعاتها الأولى كاملة وقدرها 744 ألف ريال.
يوسف لم يخطئ في المطالبة بحقوقه المالية، كثيرة كانت أو قليلة، وإنما بأسلوبه وبإقحام ناديه وتأزيمه عبر شكوى رسمية كان بإمكانه تجاوزها واستخدام قنوات أخرى غيرها، تضمن له حقوقه وفي نفس الوقت تحفظ لناديه الاحترام والود والتقدير، والعلاقة القوية مع جماهيره التي كانت تتمنى منه أن يتعامل مع هذه الإشكالية البسيطة العابرة بعقلية النجم الكبير والقائد المحنك والابن المحب الوفي البار لناديه.. المهتم بتاريخه وسمعته ونجوميته.
فضائح الرياضة المدرسية
سعدت بتفاعل الكثيرين مع ما طرحته الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان (المعلمون سبب تخلف الرياضة المدرسية)، ومصدر سعادتي نابع من حجم الاهتمام بهذه القضية، والحرص على مناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وخصوصاً من معلمي التربية البدنية أنفسهم، حيث أبدوا في ردودهم واتصالاتهم رغبتهم في إيضاح مواقفهم ووجهات نظرهم وأيضاً معاناتهم.. وعلى العكس تماماً كانت الجهة المعنية في وزارة التربية والتعليم - كعادتها - غائبة وغير مهتمة بما يقال ويكتب ويتردد عن موضوع يخصها وهي وحدها من يتحمل مسؤوليته ونتائجه سلبية كانت أو إيجابية.
إلى جانب ضعف مستوى وتأهيل الكثير من معلمي البدنية، هنالك مشاكل ومعوقات إدارية ومالية، وأخرى تتعلق بالأجهزة والملاعب والمنشآت، وعدم توفرها في معظم مدارس المملكة وفي مختلف المراحل الدراسية، بما في ذلك المباني المدرسية الحكومية غير المستأجرة، فعلى الرغم من إنفاق مليارات الريالات على بناء المدارس إلا أن الملاعب والتجهيزات غالباً ما تكون معدومة أو متواضعة جداً في شكلها ومحتوياتها؛ الأمر الذي يجعل تنفيذ مادة التربية البدنية ومزاولة الألعاب الرياضية داخل المدرسة أمراً مستحيلاً، أو ربما يكون ضررها أكثر من نفعها.
إدارياً وتنظيمياً.. أشار بعض المعلمين إلى وجود خلل في أسلوب وطريقة أداء ومتابعة وخطة عمل الإشراف التربوي للمادة، وقبلها الإدارة العامة في الوزارة، خصوصاً في البرامج والمنافسات بين المدارس، وفي اكتشاف المواهب وتحفيزهم والعناية بهم.
***
* ما زال الحكم العالمي عبدالله الخليفي يواصل نجاحه وإبداعه وتألقه في محافل الكرة الطائرة العالمية، مقدماً صورة مشرفة لرياضتنا وللإنسان السعودي عموماً.
* قد يبدو مقبولاً أن يحل الدوري السعودي في المركز 41 عالمياً، لكن أن يأتي ترتيبه ثامناً عربياً بعد اليمن ولبنان فهذا أمر محير ومريب ويشكك في مصداقية نتائج كهذه..!
* لجنة تقرير مصير لاعب الطائي أحمد عباس لا تحتاج إلى كل هذا الموقف من التأجيل والتعطيل والمماطلة، والسماح له بالسفر والمشاركة مع غير ناديه في معسكر خارجي.
* كيف يجدد ناد بحجم وطموحات ومكانة الهلال مع الحارس حسن العتيبي وهو الذي لم يرغب أي ناد في التعاقد معه طيلة فترة إدراج اسمه على قائمة الانتقال؟!
abajlan@hotmail.com