القارىء العزيز (أبو عبد الكريم1) في تعقيبه على مقال: (هل يتوقف الإبداع عندهم) المنشور في العدد 13063 الخميس 29-6 يثير بسؤاله التالي: أين هو الأدب من شحذ الهمم لخوض غمار الحياة بقوة وعزيمة؟
فيما يرى أن أكثر ما ينشر إنما هو لكسب الشعبية أو تعزيز الوصولية في خضم موجات الحياة الراهنة... فيما يؤكد في التعقيب على المقال الذي تلاه عن لغة التفاهم أن حكم القوي يطبق على الضعيف حتى في الحروف.
كما أصابع النرد حين يتقابل أمامها اثنان أحدهما الكاتب والآخر القارئ ولكل أدوات فهمه...
وعليه فإنه يؤيد ما ورد في مقال (فأطلقوه بثراء) عن القاموس العربي الحديث المنشور في اليوم الذي تلا ما سبق، وركز على أهمية لغة الكتاب الذين يستقي منهم القارئ جمال العبارة وسلامة الرسم وصحة البناء...
كذلك عقب على موضوع مماثل عن اللسان العربي وما اعتراه من اللحن وطرأ عليه من المفردات فرأى القارئ العزيز في تعقيبه عن مقال (الوتد) في 5-7-1429 أن (كثيراً من كتابنا لا يهتمون كثيراً بقواعد اللغة لذلك لا يدقق قراؤهم عند استخدامهم لغة الكتابة ويتساهلون عند التدوين تيمناً بهم)...
* * * وأبو عبد الكريم من القلة الذين يجعلون كتَّابهم يحرصون على ما يقدمون لقرائهم حصيفي الرأي النابهين لما يقرؤون... المتفاعلين مع نبضهم... لذلك هو ممن يعزز العناية الفائقة من الكاتب بقارئه... يأتي هذا التعزيز بأسلوبين: أولهما متابعته في تعقيباته اليومية... والثاني ما جاء به من التأييد لإيجابية الكاتب مع قرائه أورده في مقال الاثنين 4-7- (اليوم معكم).
* * * وجاء في تعقيبه عن مقال (الدراما التركية) المنشور السبت 7-7 ما ينم عن وعي بما يقرأ؛ إذ أكد أن الموضوع كشف عن مواطن الخلل بدقة، وأساس هذا الخلل هو عدم معرفة بعض - بل الأغلبية - من الجيل الحالي بالأمور الشرعية ولهاثهم وراء صور الكمال الوهمي...
وبالتأكيد أخي عبد الكريم هذا ما كان يهدف إليه المقال من ضرورة التثقيف بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل الأسري. ومن ثم إجراءات التعامل وأخلاق العلاقات بين الفرد والآخر؛ فمنها نستقي الصواب وليس من سواها.
* * * والعزيز أبو عبد الكريم ينثر آراءه فيما يرد من أفكار فيرى أن على الكاتب أن يتحلى بالتفاؤل ولا يترك أمراً يحجزه عن الكتابة، كما أنه يدعو إلى التأمل الإيجابي والتطلع إلى حياة مثلى في علاقات الناس سواء أفراداً في علاقاتهم الشخصية أو أكثر في مجالات أعمالهم...
* * * شكراً يا صديق الحرف
شكراً لهذا الوعي المتدفق من قارئ أنموذج أعتز به...
وإني أتطلع دوماً لما هو آت من تعقيباتك الثرية الصادقة...
* * * كذلك أبو محمد ومها الغامدي والجوهرة لتعقيباتكم كل التقدير والامتنان.
* * * عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855