توقعت دراسة صعود أسعار النفط وتجاوزها حاجز 140 دولارا للبرميل. ولم يتوقع أي من المشاركين في الدراسة التي أعدها بنك ساب للربع الثالث انخفاض أسعار النفط عن 110 دولارات للبرميل.
وأشارت الدراسة إلى أن العام الماضي شهد ارتفاع أسعار النفط إلى الضعف تقريباً وسط تنبؤات بوصول متوسط سعر خام غرب تكساس إلى 111 دولارا للبرميل هذا العام، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عائدات الصادرات السعودية من النفط. وتبين من خلال الدراسة نصف السنوية لعام 2008 التي يجريها البنك أن الصادرات السعودية من النفط قد تجاوزت حاجز 330 مليار دولار بزيادة قدرها 61% عن عام 2007. والواقع أن زيادة أسعار النفط ستؤدي إلى زيادة عائدات التصدير ومن ثم العائدات الحكومية بصورة عامة.
من جهته أرجع تقرير لصندوق النقد الدولي الارتفاع الحالي في أسعار النفط إلى الانخفاض في قيمة الدولار.
وأشار التقرير الذي صدر مؤخرا إلى أن هناك عددا من الأسباب أسهمت في ارتفاع أسعار النفط، من بينها العوامل المناخية في بعض الدول المنتجة للنفط، وتصاعد التوترات السياسية في الشرق الأوسط، ومحدودية الطاقة الإنتاجية للدول المصدرة، فضلا عن استمرار ارتفاع الطلب بسبب قوة نمو الاقتصاد العالمي, خاصة في الدول النامية مثل الصين.
وأرجع التقرير ارتفاع سعر النفط الحالي إلى أربعة أسباب رئيسية هي انخفاض سعر الدولار وتصاعد التوترات السياسية، علاوة على الظروف المناخية التي أثرت في عمليات الإنتاج في الولايات المتحدة وغيرها من الدول, ما أدى إلى نقص المخزون، وأخيرا استمرار تصاعد الطلب القوي من الدول النامية.
وبين التقرير أن الارتفاع الكبير في أسعار النفط لم يولد بعد تأثيرات ملحوظة في النشاط الاقتصادي العالمي ومعدلات التضخم، وذلك بسبب أن دورة الارتفاع في أسعار النفط الحالية التي بدأت منذ عام 2002 هي بسبب ارتفاع الطلب الحقيقي، كذلك بسبب انخفاض تكلفة العمل في الإنتاج واتسام أسواق العمل بطابع أكثر تنافسية، كذلك تحسن السياسات النقدية للدول النامية والصناعية.
وتوقع التقرير أن يكون لارتفاع أسعار النفط تأثير في معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة، خاصة أن النمو الاقتصادي وانخفاض الدولار أديا إلى ارتفاع أسعار الكثير من المواد الأولية والمواد الخام.
وبالنسبة إلى الدول النامية، فإن الوضع يمثل تحديا كبيرا، حيث إن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة سيكون له تأثيره الساحق في الميزانيات المنزلية، وموازين المدفوعات الخارجية.