بين الدهشة وعدم التصديق، نسمع ونقرأ بين الحين والآخر اقدام بعض من كبار السن من (الرجال) بالزواج من طفلات في عمر أحفادهم.
أخبار ازدادت في الأيام الأخيرة، والموضوع يكاد يكون ظاهرة، وهذا ما يتطلب تدخل أجهزة الدولة وطلبة العلم، ورجال الفكر والمثقفين والدعاة، ومنظمات المجتمع المدني، وكبار رجالات الأسر والعوائل التي (ينجرف) بعض الآباء ويسقطوا في وحل اغراء المال الذي يعرضه (المراهقون المتأخرون) من كبار السن الذين يرددون ببلاهة (نريد أن نجدد شبابنا)..!
هذه الظاهرة الغريبة على أي مجتمع متحضر، يجب أن يتصدى لها الجميع، فالبدء على أئمة المساجد أن يعالجوا هذا الفعل الشاذ، فتناول هذه المسألة في خطب الجمعة يعد عملاً ضرورياً ومطلوباً، لأن خطب الجمعة يجب أن تعالج مشاكل الأمة الشرعية والسلوكية، والزيجات غير المتكافئة عمرياً تسبب المشاكل و(البلاوي) للأمة، وتحدث مخالفات شرعية وأخلاقية وصحية، فكيف يستطيع من يتجاوز عمره الستين عاماً أن يحقق رغبات فتاة عمرها اثنا عشر عاماً وهي التي لا تتعدى شراء لعبة أو علبة شكولاتة فهل ينشغل بشراء الهدايا مقابل إصابتها بإصابات جسدية ونفسية..؟! وكيف إذا كانت أقل من ذلك حيث تذكر المعلومات بأن أحد المتقدمين للزواج ممن تجاوز الستين عاما قد تقدم للمحكمة في حائل للزواج من طفلة عمرها 10 سنوات..!
المضحك أن (العريس) يقول إنه سيؤجل (الدخول) على عروسه حتى تصل إلى 15 سنة، بمعنى أنه سيكون عمره 65 عاماً أو أكثر.. فكيف سيتعامل هذا المسن مع فتاة متفتحة للحياة؟!.. ووالد هذه الفتاة وغيرها، ما الذي يدفعه إلى تقديم ابنته لقمة سائغة.. هل هو اغراء المال.. أم ماذا؟!
ألا يعلم بأنه يحول ابنته إلى سلعة تباع ويجردها من إنسانيتها ويجعل منها برضاه (عبدة) ذليلة..!
هل الشرع يقبل بذلك..؟!
وإذا كانت مثل هذه الأفعال مخالفة للشرع، ومدمرة للمجتمع والأخلاق، لماذا يسكت طلبة العلم، وأئمة المساجد والدعاة عن هذه الأفعال..؟!
لماذا يسكت المفكرون ورجال الإعلام والثقافة..؟!
ولماذا استشرت هذه الظاهرة؟ هل هناك خلل في السلوك.. أم خلل في الفهم الشرعي.. أم ماذا..؟!
أفتونا قبل أن يتحول رجالنا إلى وحوش.. وبناتنا إلى متع تباع وتشترى.
jaser@al-jazirah.com.sa