لمستُ اهتمام الإسلام - قرآناً وسنة - بالشباب تربية وتعليماً، وإصلاحاً وتقويماً، وهنا؛ يلفت القرآن الكريم أنظار الآباء إلى مهمتهم الأبوية المقدسة، وفي وصايا لقمان لابنه ومواعظه كما حكاها القرآن نفسه عن هذا الأب الحكيم في هذه الآيات الكريمات، وسأذكر أهمها:
* {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
* {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ}.
* {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}.
* {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ}.
ولنمض في تأمل آيات القرآن الكريم فأجده يثني على جماعة من الشباب بأنهم {فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} سورة الكهف13، لماذا؟ لأنهم هجروا قومهم الذين اتخذوا من دون الله آلهة ولجأوا إلى الله في كهف يعبدونه ويدعونه.
وكما نقرأ في أواخر النور - آية 59، تأديباً قرآنياً رائعاً لأعضاء الأسرة المسلمة يشمل الشباب، في موضوع الاستئذان من الصغار بدخولهم على الكبار في أوقات الراحة والخلوة: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
ونتأمل الآن اهتمامات نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بالشباب: تعليماً وتربية وتوجيهاً إلى الخير، وانتفاعاً بنشاط الشبيبة وحماسها وإخلاصها، فقال عليه الصلاة والسلام:
* (أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم).
* وعد الرسول- صلى الله عليه وسلم- السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (الشاب الذي نشأ في عبادة ربه).
* كما ذكر عليه الصلاة والسلام في ما يسأل عنه العبد يوم القيامة قبل أن يقضَى له أو عليه أنه (يسأل عن شبابه فيمَ أبلاه).
كما اهتم علماء السلف بالشباب، فها هو ابن شهاب الزهري يقول: (لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان، واستشارهم يبتغي حدة عقولهم).
كل ذلك لينشأ الشباب أطهاراً أبراراً بعيدين عن النزوات والشهوات التي تضعف الهمم، وتهدّ العزائم، وتصرف الشباب عن الاهتمام بالجد في الدراسة، وطلب المزيد من العلم النافع، لخدمة الدين والوطن.