المرأة عندما نزلت إلى سوق العمل كقوة فاعلة ومنتجة ومؤثرة في الاقتصاد, بل داعمة ومسرعة لعجلته، حاولت أن تصنع لها أيضاً حيزاً في الوجدان الاجتماعي يستطيع أن يقدر ويحترم الجهد الذي تقدمه ومردوداته بعيدة المدى سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي.
لكن من ناحية أخرى لم تكن السبل والطرق ممهدة لها تماماً، ولم يكن الفضاء الذي تعمل به إيجابيا تماماً على مستوى تقدير هذا الوجود وإعطائه المزيد من الدعم والصلاحيات.
فكانت المرأة بشكل لا واعٍ أو تلقائي تلوذ بالمقاعد الخلفية المهيأة لها أو المتوقعة منها، مؤدية أدوار(السكرتاريا التنفيذية)، بشكل يقصيها عن الفاعلية الإدارية, وبمنأى عن صناعة القرار أو التأثير فيه أو حتى أخذه باتجاه يخدم مصالحها.
على سبيل المثال، على الرغم من أن أرقام الحسابات في البنوك المحلية والعالمية تشير إلى أن النساء يمتلكن أرقاماً هائلة، إلا أن سيدات الأعمال ما برحن يشكون من غياب الأنظمة واللوائح التي تدعم أعمالهن وتدفعها نحو النمو والازدهار.
وعلى الرغم من أنه على المستوى الرسمي قد صدر عدد من التشريعات والأنظمة التي تتيح للمرأة مساحةً واسعةً من التحرك المفضي إلى الفاعلية والإنتاجية الاقتصادية، سواء في ما يتعلق بشرط ولي الأمر، أو الاستقلالية فيما يتعلق بالمعاملات التجارية، أو التأسيس لأقسام نسائية في جميع الدوائر الحكومية المتعلقة بأعمال سيدات الأعمال.
ولكن على أرض الواقع مع الأسف نجد أن المرأة ما زالت مؤطرةً في إطار القصور وعدم الأهلية، مقصاة عن مواطن صناعة القرار، ولعل هذا الأمر يتعلق بالبعد الثقافي أكثر منه بالقرار السياسي، فثقافياً ما برح عمل المرأة على المستوى المحلي مطوَّقاً بالكثير من الصعوبات وعلامات الاستفهام التي تصل إلى حد الاستهجان.
ولكن من ناحية أخرى نجد الكثير من التحركات والدعم الإيجابي من قبل أكثر من جهة لتجاوز هذه الصعوبات، وفي مقدمتها الغرف التجارية التي أشركت المرأة في مجالس الإدارة عبر الانتخابات العمومية في أكثر من مدينة سعودية.
اليوم الغرفة التجارية في الرياض (العاصمة) والواجهة الحضارية الأولى, تنظم انتخابات لأعضاء مجلس الإدارة في الغرفة التجارية بالرياض، ويشارك فيها القسم النسائي في الغرفة، إنها الساحة مشرعة الآن أمام سيدات الأعمال للمشاركة وغرس رايات وجودهن وليس الاقتراب فقط من مواطن صناعة القرار بل المشاركة فيه.
عزيزاتي سيدات الأعمال إنها البوابة الذهبية, لا بد من السعي نحو المشاركة في الانتخابات من خلال حس وطني واعٍ بالمسؤولية وملتزم بها، حيث لم يعد هناك من مجال للتردد أو الاستجابة للمثبطات والإحساس بالخذلان. الغرفة التجارية بالرياض تنتظر مشاركة كاملة من سيدات الأعمال سواء على مستوى الترشيح أو التصويت، إنها فرصة بأجنحة متينة ستحلق بكن وتبعدكن عن أرض التشكي والتألم ومعاتبة الواقع والنقمة عليه.
نرجو أن لا تأخذكن إغراءات عواصم العالم والسياحة الصيفية عن المشاركة في هذه المهمة الوطنية الكبرى، التي تمثل خطوات واسعة في مجال عمل المرأة وفاعليتها الاقتصادية.