بمثل ما تغري للتأمل بقايا نباتات صحراوية جفت تاركة بصمات عروقها مع الزمن في أجساد أحجار صغيرة تتناثر على امتداد رؤية التراب...
تغري للتأمل ذاته بقايا أعشاب على امتداد شواطئ كالتي بين فيينا والمجر تتسلق طيوفها جذوع أشجار بقيت تشهد عبث الماء بسطوح أي عابر... أو قفزت تحتمي بخشب المراكب العتيقة الموحشة في غربة الصمت...
* * * بمثل ما تغري للتفكر طيات خيوط الزمن على وجوه البائسين الكادحين وهي تستل نحو جوفك نبال صرخاتها المكبوتة...
تغري للتفكر عينه بطون القطط المتلاصقة بظهورها فارة بين النفايات في الليالي البهيمة في الأحياء التي تتماثل فيها حاجة القطة بحاجة الرضيع...
* * *
* * * بمثل ما تغري للأسى همهمات النميمة بين الأفواه والآذان في المحافل...
تغري بالأسى ذاته جوقات التطبيل في محافل النفاق...
* * * بمثل ما يغري للفرح موقف صدق...
يغري للفرح ذاته موقف تجاوز عن حق...
* * * بمثل ما تغري الصدور للانتفاخ نياشين الترقيات...
بمثل ما تغري العقول لقراءة المنجزات...
* * * بمثل ما تغري الأوراق الأحبار لتلوينها
بمثل ما تغري الأوراق النيران لالتهامها...
* * *
بمثل ما يغري الوفاء في مواقف الصدق بالإقبال...
يغري الوفاء ذاته في مواقف الكذب بالإدبار...
* * *
المغريات ذات حدين...
أحدهما جاذب للشهيق...
والثاني جاذب للزفير...