«الجزيرة» - معن الغضية
واصل التلفزيون السعودي مقابلاته مع عدد من الموقوفين في قضايا لها ارتباط بالإرهاب وفي الحلقة الثالثة من سلسلة هذه المقابلات...
في البدء تحدث محمد اليوسفي عن تجربته قائلاً: أول شيء أنا تجربتي في الانترنت قبل حوالي 10 سنوات أو 9 سنوات تقريبا، يعني كنت أحارب الغلو في الدين، بس بعد فترة اصطدمت بناس في منتدى معين، هو مشبوه وكلكم أنتم تعرفونه، اصطدمت بناس وتحول المنتدى إلى صراع فكري، دخلنا في مواضيع أنا أشوف ما كان لها داعي، كالمواضيع اللي نتحدث فيها هذه مواضيع فكرية لكنها تحدث شحن
وبلبلة وفتنة وفيها شيء من التشدد.
المقدم: يعني الشاب عندما يصل إلى هذه المرحلة من السجالات التي تنحو نحو التشدد نوعاً ما، وايش الأسباب التي تدعو الشاب أن يصل إلى هذه المرحلة ليش وصلت إليه.؟
محمد اليوسفي: والله أشوف هي شغلة أولاً وأخيراً، هي شغلة العناد طبعا المنتدى أي منتدى هو اثبات لوجهات النظر مع الشخص المتحاور يعني إزاء موضوع مع أو ضد وكل عضو في هذا المنتدى يحاول أن يثبت وجهات نظره أنها صحيحة بأي شكل، وبأي ثمن في أي موضوع.
طبعا أنا غلطت غلطة أنه أنا كنت أسحب مواقع ثانية ردود وأضعها في ردود مثلا إذا أنا ما كان عندي ردود.
المقدم (مقاطعا):كانت هذه الردود تسخر بشي؟
محمد اليوسفي: تسخر بشيء تسخر بلبلة وبأشياء زي كده فالمشكلة وأنه ما كان لها داعي، وعرفت بأنه في أشخاص أكيد مثلا يأتيك على البريد الالكتروني ك(سب) أو كده أو كده من نفس الموقع، أو الأعضاء، أو كده، أو يحمسوك ويحاولوا أن تخرج من طورك، تقريبا كده أنه في حاجات في ناس وراء الموضوع هذا، أنا ماني عارف مين هم بس في حاجات بتحرك، وأشياء، تخريب فكر، تخريب تقاليد، وأعراف وموروثات حاجات كده مو.
المقدم: طيب سنعود إلى تجربتك ولكن ننتقل إلى زميلك الذي يجلس بجانبك وهو أبو عبدالله ونقدر له مجيئه ومشاركتنا في هذا الحوار، وهو أيضا صاحب تجربة أبو عبدالله نشكر حضورك، وياريت تحدثنا عن تجربتك اللي مريت فيها في الانترنت.
أما أبو عبدالله فقد قال عن تجربته: حقيقة دخلت الانترنت تقريبا قبل 6 سنوات وكان عمري تقريبا 14 سنة أي كنت في المرحلة المتوسطة .
وكان ميولي للتصميم والديزاين والجرافيك، يعني مجالات التصميم في الانترنت.
المقدم: هل كان من يرشدك في هذه المرحلة المبكرة من العمر؟
أبو عبدالله: والله ما كان أحد يرشدني في استخدام البرامج، وهذا نمى عندي شيء اسمه أنه اعتمد على نفسي في كل شيء، ولا أعتمد على أحد، وأبحث بنفسي حتى أصل إلى مرحلة الإبداع والتميز، وهذه من هنا بدأت وبعد ذلك جاءت أحداث 11 سبتمبر، وشاهدت في إحدى القنوات عرض فيديو لمنفذي الهجمات والتي كان يقدم له أسامة بن لادن، وتأثرت بهذا الفيديو في المرحلة العمرية إللي أنا فيها، وبدأت بعدها أبحث عن مواقع إللي تتكلم وتحث على الفكر هذا.
المقدم: بداية التأثر كانت بمشاهدة المتشددين عبر التلفزيون، ومن ثم البحث عنهم وعن توجههم في الإنترنت؟
أبو عبدالله: بالضبط وهذا كانت البداية.
المقدم (مقاطعا): الخطوة الثانية فيها.. بدأت بالبحث؟
أبو عبدالله: بديت البحث ووجدت عدداً من المواقع التي أصلاً أسست لهذا الغرض، ولكن بمعنى أصح وجدت كتّاب يكتبون، وفي البداية ما كان انتشار مواقع كان كتاب معينين يكتبون ويؤيدون هذا الفكر، وقتها ما كان في شيء اسمه محاربة الفكر، لأنه أصلاً باقي ما انتشر الفكر انتشار كامل، فكان في كتّاب زي كده وبعد ذلك بدت تظهر المواقع، تركت أنا لانشغالي بالدراسة.
المقدم: قبل الانتقال لهذه الفترة من تجربتك، إيش كانت نوعية اسهاماتك في هذه المواقع هل إسهاماتك فقط بالمطالعة أم بالكتابة أم بالمشاركة؟
أبو عبدالله: في الحقيقة في المرحلة هذه ما كانت أكتب في المنتديات، وزي كده بس كنت أكتفي بالإطلاع والمتابعة المستمرة مع التأييد، ولكن ما كنت أشارك بردود أو أشياء زي كده وكان ذلك في المرحلة المتوسطة.
المقدم: بعد هذه المرحلة ابتعدت شوية عن الإنترنت؟
أبو عبدالله : نعم ابتعدت
المقدم: والتوجه الفكري.. هل ابتعدت عنه؟
أبو عبدالله: لا
المقدم: التوجه الفكري لا زال موجودا فيك.. بس ابتعدت عن الإنترنت؟
أبو عبدالله: إيه ابتعدت عن الإنترنت لكن التوجه الفكري لا يزال موجودا، ما كان فكر بالضبط، لكن كان حب للجهاد وهذا الجهاد، وهذه قناعة فقط كانت موجودة عندي، وإن طريق الجهاد في أفغانستان، وأما في العراق وقتها ما كان العراق، ولكن كان في أفغانستان لين تقريبا في الصف الأول أو الثاني ثانوي، بديت بالدخول على هذه المواقع بعد ذلك بديت بالالتزام والظهور بمظهر الشخص المستقيم وانخرطت في كتابة الردود والمشاركات خلال هذه المدة.
المقدم: دعني أنتقل إليك شيخ صالح استمعت إلى التجربتين من الشباب أود اسمع تعليق منك على هاتين التجربتين، وأيضاً أن نتحدث عن الشبه الدينية التي يستغلها المتشددون حتى تكون أولى خطوات تجنيد هذا الشاب.
الشيخ صالح: الحمد لله وبعد.. طبعاً المتشددون لفظ شرعي يوازي كلمة الغلو، وقد جاء النهي عنه، الدين دين سماوي، ختم الله به الأديان ظاهره بيَّن لا يحتاج إلى أحد أن يزيد فيه ولا يجوز لأحد أن ينقص منه.
المقدم (مقاطعا): أصبحوا يحرفون فيه الآن يا شيخ وغيروا الأحكام.
الشيخ صالح طبعاً الدين إنما اتخذ طريقاً فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام، المجاهدون موعودون بأرفع الدرجات، الشهداء في أعلى المقامات، نطقت بها الآيات والأحاديث النبوية، ولا يستطيع أحد أن ينفيها ونفيها كفر ورد لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهم جاءوا بهذه الحقائق ثم خلقوا واقعاً من أنفسهم كما قال الابن أبو عبدالله، ثم أرادوا أن يوظفوا عاطفة الشباب، ويجندوهم لهذه المهام وهم دلت التجربة ولا يوجد عاقل يغفل التجربة دلت التجارب على أن ليس المقصود رفعة شأن الإسلام، وإنما المقصود أشياء أخرى وإلا لو سلمنا جدلاً على ما يقولون إن الجهاد فرض عين، مع إننا نقول به إن الجهاد فرض عين، وإن المقصود تحرير الأرض المغتصبة.
الآن آتوني بأثرة من علم أو دليل يقول إنه هناك علاقة ما بين الجهاد في الأراضي المحتلة من قبل أجنبي وما بين التفجير في بلادنا؟ وما العلاقة بين الجهاد في سبيل الله وكونك تأتي تكفر ولاة الأمر؟ ما العلاقة حتى يكون سوق الجهاد وتأتي تشكك الناس في علمائهم؟ ما العلاقة بين هذا وهذا، لا يوجد أي لوازم وإنما هذا ينافي هذا، ولكنه يساق الابن إلى ساحة يزعمون للناس أنها ساحة جهاد شرعي، ثم إذا وصل إليهم قيل له ارجع فجاهد حقاً في بلادك هذا هو الغالب المقصود.
المقدم: إذاً هي مرحلة
الشيخ صالح: نحن لا نتكلم إنها الغالب وإنما هي مرحلة أن يؤزم الوضع الداخلي، هذا هو يجعلنا أن نقول غالبا تلك التنظيمات أصلاً هي مخترقة من جهات أعداء تريد تفريق شمل المسلمين.
المقدم: د. فايز دعني أتحدث عن هذا العالم الافتراضي، وهذه الشبكة العالمية، أليس هناك ضوابط بحكم تقدم العلم، وتقدم التقنيات التي تحفز على المشاريع الإنسانية ومجمل اتجاهاتها، أليس هناك ضوابط لوضع هذا العالم الافتراضي أكثر أمناً وبعداً عن تجنيد هؤلاء المتطرفين؟
د.فايز: هو أفضل ضابط لأي محتوى قادم على الإنسان هو الضابط العقلي والضابط المعرفي لدى الانسان الذي يصد هذه الهجمة القادمة ويميز الطيب من الخبيث.
جاءت شبكة الانترنت إلى العالم الإسلامي، وكان هناك فوضى كثيرة في المفاهيم، كثرت الجماعات، وكثر الكلام في كثير من المسائل التي هي مسائل مناظرة الدول، وأصبحت الجماعات تتحدث عنها، وخاصة الدول الإسلامية التي بها مشكلات أو قلاقل، ظن من ظن أن هذه المشكلات يمكن استيرادها إلى المملكة تحت مفاهيم إسلامية، ولذلك خابت كثير من التنظيمات لانها تستورد المشروع الإسلامي من دول معادية للمشروع الإسلامي، هنا المشكلة بينما في المملكة العربية السعودية المشروع الإسلامي هو مشروع دولة وليس مشروع جماعات، ولذلك لم تجد هذه الجماعات فرصة للمزايدة إلا بأسماء جديدة ونقل الصراع إلى مناطق أخرى، ثم لماذا لم تنجح هذه النماذج عن طريق الجهاد في افغانستان؟ ومن ثم الجهاد في المرحلة الثانية ثم الآن في العراق وبعض الدول أصبحت تزايد على بعض المفاهيم في شبكة الانترنت، هذا العالم لديه ضوابط، وفي هناك قوانين وصدر قانون جرائم.
المقدم: ألاّ تطبق هذه القوانين؟
د.فايز: تطبق... ولكن يصعب في شبكة الانترنت أن تلاحق (5) ملايين مستخدم في المملكة، وإذا أخذنا مع المثل الذي يرفع هذا العدد.
والذي يحدث على شبكة الانترنت هو في البداية تسويد الواقع الذي يعيشه المجتمع، هذا الواقع أسود، وتحطيم الرمز السياسي، وتحطيم الرمز الاقتصادي، وتحطيم الرمز الديني، ومهاجمة العلماء، وعندما يصبح هذا الواقع أمام الشباب.
المقدم (مقاطعا): وأي الرموز التي تظهر عندها؟
د.فايز: يبدأ الشاب في مرحلة الفراغ، وفي هذه مرحلة الفراغ يبدأ الشاب يلتقط تدريجياً، وتظهر رموز جديدة، لذلك كثير من الشباب الذين في القاعة والذين يسمعوننا ويشاهدوننا الآن استخدموا فتاوى وكتب حملّوها ونزلوها عن طريق أبو فلان أو فلانة كما شاهدنا في الحلقة الماضية كل هؤلاء الأسماء لا نعلم ما هي أسماؤهم مع ذلك يقومون بها ويتبادلون مطبوعات مثل المجلات الالكترونية وغيرها.
عندما يبدأ تسويد هذا الواقع يبدأ العزل، تبدأ هذه المصادر، هذه المصادر الوحيدة للفكر، ينشأ عند الشاب منظومة متكاملة يقنع بها، ويرى أنها تمثله، والتي يمكن أن ينصر أمة الإسلام حتى هذه المجلات وشاهدنا في العام الماضي الحلقات التلفزيونية التي بثت إن القانون يمنع سماع الراديو أو التلفزيون أو قراءة الصحف المحلية، وإنه تعطى نشرات داخلية حتى يكتمل العزل، وعندما يكتمل العزل يبدأ الانسان يبحث عن مراجع، أو يظهر بديل عن طريق هذه النشرات، أو عن هذه القناعات هذه القناعات عندما تكتمل لديه عن طريق التعزيز المكثف بشبكة الانترنت تتحول إلى اتجاهات، ويصبح هذا الإنسان في اتجاه متشدد أو متطرف، وعندما يصل إلى هذه المرحلة التامة يدخل في سلوك الذي قد يتحول إلى أعمال عنيفة في الشوارع، كما لاحظنا في السنوات الماضية.
المقدم: تجنيد الشباب المندفعين المتحمسين بلا شك تدفع الأسرة ثمناً له، يجلس معنا في هذه الطاولة الشيخ جعفر بن شري وهو يحدثنا عن تجربة عاشها واثنين من أبنائه يفتقدهما، سيتحدث بالتأكيد عن هذه التجربة شيخ جعفر حدثنا عن هذه التجربة بكافة أبعادها، بعدها الواقعي، بعدها التربوي، بعدها النفسي، حتى إذا سمحت.
الشيخ جعفر: تجربتي مريرة، وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم يقول (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) ولدغت أكثر من مرتين مع الأسف، لأني غلبت العاطفة على الصحيح، كان ابني الأكبر يعمل في إحدى الوظائف العسكرية وارتكب لي جريمة مضاربة حكم وخرج من السجن مختلف.
المقدم (مقاطعا): كيف كان بعد خروجه؟
الشيخ جعفر كان متزمت، وكان زاهدا في الحياة، وكان زاهدا حتى في الوظيفة، حاولت إرجاعه للوظيفة رفض وكنت أداريه.
المقدم: بأي دعوة يرفض؟
الشيخ جعفر.. إنه هذا عمل غير صالح في مخه ونيته، وكأن هو في مجموعة يسميهم هو الأحباب وسمعتها أنا من قبل وكان يستاء مني، وكان يروح الأحباب وكنت أنصحه يا محمد الأحباب أنا، الأحباب الحكومة.
المقدم (موضحاً): علشان نوضح تقصد بالأحباب مجموعة من الشباب يلتقي بهم.
الشيخ جعفر: ما هم مجموعة شباب، لكن المغررين الشباب هذه بداية إلى التغرير بالشباب وكان يطلقون على أنفسهم الأحباب
المقدم: يعني لاحظت عليه بعد خروجه من السجن بوادر تشدد؟
الشيخ جعفر... تشدد وعزوف عن الدين، وعزوف عن العمل، وعزوف حتى كان له زوجة توفى عليه طفل، وما تأثر هو أكثر على أساس يقول هو في الحياة إذا طالت عليه الحياة تعذب من طرف تعذيب ويعني يحاول، كان شارد الذهن، كان قليل الاجتماع مع الناس، حتى أنا رفض الشغل وطلبت منه مرافقتي، قال طيب طاح معي معي ولكن كنت أشوف يميل إلى التقشف كنت اشتري له سيارة جديدة، أفصل له ملابس، واعطيه فلوس ما كان يحاول ويركب سيارة خردة وعلمت فيما بعد إن المبالغ اللي أخذها مني كان يوزعها على الإخوان دول اللي يسمون أنفسهم الأحباب في عندهم مواقع خصوصاً في منطقة الرياض. فتهاونت.
المقدم (مقاطعاً): كنت على اطلاع بهذا؟
الشيخ جعفر كنت على معرفة إنه يذهب إلى الشباب.
المقدم: طبعاً ما كنت تدري ويش نيته؟
الشيخ جعفر لا لو كنت أعرف ويش نيته يعني لو كنت أعرف إن نيته خبيثة في البلد كان له تصرف وتشدد في الدين أنو حتى أنا يمنعني الحياء إني أقولكم كما قالها أحد الشباب في المجالس أو ما يعتبر ندوة، واللي يقول أقسم بالله العظيم هذا الكلام قبل حوالي 8 سنوات أو 9 سنوات يا جميع مؤمن وفي بيته تلفزيون أنه كذا هذا قبل ما يخرج إبني من السجن هذا الشاب اللي كان معي إبني كان جاي لينا من خارج محافظة الليث.
المقدم (مقاطعاً): ويش نوعية النشاط اللي جاي علشانه؟
الشيخ جعفر... النشاط ينصحون الناس عن أشياء، أولها التلفزيون كذا كذا كلام ماهو طيب وبعدما انتهوا سحبتهم في بيتي وناقشتهم حتى تعرف الآن تجاوب تعرف كيف على رجال في المجمع جميع من في بيته تلفزيون كذا وكذا، كيف يا وقح، ياخسيس، وانهمرت دموعه مرة على خده قلت له إذا أنت أنا زادي بطنك وتعتبر ضيفي وغادر المنطقة هذه ولا ترجع لها مرة ثانية. لا أنت ولا الثاني هذه بداية حتى.
المذيع: نعود لقصة الابن.
الشيخ جعفر طبعاً نعود لقصة الابن نعم، نرجع إلى قصة الولد.
يا محمد خليك معي هو في الحقيقة بار في ضعف في الولد، ولكنه كان عنده تشدد أكثر من اللازم بداية مراحل الأخوان أو الأحباب
أثروا عليهم مجموعة أنتو تعرفوا، كان محمد معي والله ياأخي كنت أحاسبه الساعة اللي يفارقني فيها، أني اعتبرها يوم كامل حتى إني ما أحب أقوله ليش يا محمد، وأحاول أجيه من بعيد على أساس ما يتضايق مني، ولا أسوي شيء تعرف احنا أصايل مع الحكومة وكنا مرافقين
واشتريت له سيارة وزوجته الأولى طلقها وجاب له زوجة ثانية
المقدم: يعني بدأ التأثر من الانعزال ومصاحبة بعض الأشخاص إلى تفكك وضعه الاجتماعي؟
الشيخ جعفر... نعم نعم بالضبط فضلهم على الاجتماع مع والدته، مع أنهم مع بعض والدته فيه بعض الشهامة لكنهم اثروا عليه.
المقدم: ما الذي حصل بعد التأثير؟
الشيخ جعفر... اللي حصل اشتريت له سيارة في جدة وأعطيته مبلغ، وكانت والدته وأخوانه في الرياض وأنا بروح أسلم عليهم بالعادة لازم يكلمني بعد يومين، ثلاثة، وما كلمني وانقطع مني عشرين يوم ما كلمني، وسألت والدته وين محمد، ما كلم ولا مرة، قالوا آخر مرة في الجبيل، المهم علمنا بعد 25 يوما إنه باع السيارة بعد أحداث 11سبتمبر في أمريكا، وبعدها بحوالي شهر باع السيارة ومعاه مجموعة حوالي 27 وانتقلوا إلى أبو ظبي وسافروا إلى باكستان ورجعوا ثم في باكستان استقبالهم وركبوا من الدوحة حتى وصلوا إلى هناك.
المقدم (مقاطعاً): إلى وين؟
الشيخ جعفر إلى باكستان ثم إلى أفغانستان ثم أنخرط معهم، وبلغت الدولة على طول وحسيت بالندم إني فرطت في ابني مابلغت عنه.
المقدم: ياسر اللي يشاركنا في هذه الحلقة، طبعاً هو من الشباب أصحاب التجارب، لك الشكر يا ياسر أنك حضرت في هذه الحلقة، وتنقل التجربة بوجهها الأخر السلبي حتى يتخذ منها الشباب درسا وعظة وعبرة، حدثني عن تجربتك في مجال الانترنت متى بدأت؟ وكيف بدأت؟
ياسر: تجربتي السابقة تقريباً بدون تخطيط مسبق، وكلمة الجهاد كانت ماهي في بالي نهائياً.
المقدم: قبل كم سنة تقريباً؟
ياسر: تقريباً قبل خمس سنوات، وبداية التجربة كانت صدفة بحتة، يعني ذهبت إلى موقع في الإنترنت عام وجلوسي على أساس التصفح مواقع عادية جداً، وعن طريق الصدفة لقيت موقع يسمى الجهاد، فانخرطت عن طريق الموقع هذا.
المقدم (مقاطعاً): مباشرة انخرطت ولا جلست فترة تراجع فيها نفسك؟
ياسر: خلينا نقول فترة قراءة من خلال هذا الموقع
المقدم: كم استمرت هذه الفترة؟
ياسر: استمرت تقريباً ثلاثة أشهر.
المقدم: بعدها قررت الانخراط ضمن صفوفهم.
ياسر: نعم
المقدم: أبرز الأمور أو الأفكار التي كانت تدار في هذا الموقع
ياسر: الجهاد فرض عين واكتشفت بعدين لاحقا إنه تفكير خاطئ تمام، في البداية تقبلت الفكرة على أساس أنه الجهاد فرض عين، وقلة علم شرعي، يعني أنا ما عندي علم شرعي، فقالوا فرض عين.
المقدم: لم يكن لديك علم شرعي؟
ياسر: نعم لم يكن لدي علم شرعي.
المقدم: واقتنعت على طول بالأشياء اللي قرأتها؟
ياسر: على طول قرأت الكلام أو زي ما تقول مقال طويل جداً بالأدلة الشرعية، والجهاد حالياً فرض عين، فطبيعي شخص زيّ ما عنده علم شرعي أن يقرأ آيات وأحاديث والنتيجة أنه الجهاد فرض عين طبعاً يتشرب الفكرة هذه.
المقدم: بعد ما تشربت الفكرة وتشبعتها ويش الأدوار اللي قمت بها أيضاً في هذا الموقع؟
هل كان لك أدوار في البيانات مثلاً أو صياغة أشياء أخرى أو مشاركة في كتابة مواضيع؟
ياسر: تقدر تقول أقل القليل وما تقدر تسوي حاجة، أنك تنشر المنشور وتعيد إعادة المقال.
المقدم: القائمون على الموقع كانوا يطالبون رواد الموقع بنشر الأفكار؟
ياسر: نعم كانوا يطالبون بنشر الأفكار، وقمت بنشر مجموعة بريدية على موقع آخر، وصرت أجمع عليها المواد التي تسمى جهادية أضعها عندي، وأنشرها على البريد الإلكتروني.
المقدم: هذه أبرز الأدوار اللي ساهمت فيها؟
ياسر: نعم
المقدم: متى الفترة اللي يعني اكتشفت فيها أنه هذه المقولات غير صحيحة؟
ياسر: بصراحة في البداية ما عارف الا صحيحة.
المقدم: ألم تبحث عن مصادر أخرى؟
ياسر: لم أبحث عن مصادر أخرى كان عندي المصدر هذا أخذ منه كل حاجة، وما أدور كدة ولا كدة كنت اعتبره مصدرا وحيدا لو جاء واحد لي قالي غير كدة، أقوله لا أنا قرأت بحث أو مقال طويل ما اقتنعت، وما اكتشفت خطأ المقالات هذه إلاّ بعد ذلك.
المقدم: لدينا لقاءات يتحدث أصحابها تجربتهم مع الفكر المتشدد الذي عايشوه في فترة ما فتاة تستخدم الإنترنت 10 ساعات، وشبان يجهلون مواقع العلماء الثقات، وأمواج من الأفكار المتشددة تحملها رموز متخفية ساعدت في تطابق معادلة التجنيد الأعمى.
فتاة -أم أسامة: أهم شيء إنه ينسيك المشاكل اللي أنت فيها، لدرجة كنت أقعد على الكمبيوتر لدرجة 10ساعات، أيه يعني لما يشوفوا زي كده بيحطوا نفسهم يعني بيكونوا مجاهدات ويسموا نفسهم مجاهدات، وزي كده وعادي أنا صراحة أقولك إحنا كنا نضحك على بعض أحيانا، يعني على اللي إحنا بنسويه صراحة يعني أنا بقولك، أحيانا نضحك على بعض من مجاهدات، مجاهدات إيش نجاهد في إيش إحنا بنجاهد.
المصري أبو عزام الأنصاري: من خلال التواصل معهم من خلال المنتديات، كنا نسمع مثلا شخص قال لك مجلتك غير جيدة فنيا نقول له نحن ما عندنا خبرة عندك استطاعة تساعدنا، ما عندا مانع يعني مثلا واحد يعني يرفض والثاني يقبل هكذا مثلا شخص نحتاجه ككاتب نتواصل معاه ونرسل له رسالة تكتب معنا في المجلة وتشارك قد يوافق وقد يرفض وواحد يرفض وتبدأ تتكون علاقات بهذه الطريقة.
الإريتيري: ولما مثلا يعني إذا عرض عليه هذا الشيء، فأنا مثلا شخص لي اسم ثقافات لكن ما لي شيء من الثقافة يعني شيء قليل من العلم أو شيء قريب من العربية فلما عرضوا علي هذا الشيء ما كان عندي مانع من كتابة شيء معين يعني.
البنت أم أسامة: في البداية كان هذا عن طريق البريد الإلكتروني لأن المنتدى أغلق. فصار التواصل بين المجموعة كلها عن طريق البريد الإلكتروني
موقوف: ما كنا ما كنت أعرف عن مواقع العلماء شيء ولا كنت أعرف المواقع الجهادية وكما أسلفت لك الحق والحماس الزايد وبدينا ونتابع أشرطة الجهاد ثم بدوا بالإنحراف بنا تدريجيا من جهاد إلى شبه تكفيرية حتى إحنا اقتنعنا بهذا الكلام.
المصري أبو عزام الأنصاري: نعم هدف المجلة وهدف الإنترنت عموما والمواقع كلها هو بيصدق فكر ويؤثر في الناس أهم شيء تكون الأمنيات بعيدة عن ذكر أي شيء ذكر معلومات شخصية ذكر معلومات تقرب من الوصول إليك .
الموقوف 5: الإنترنت تقريبا مؤثر 100% على جميع الفئات من ناحية التعليم من ناحية المنهج، من ناحية التربية، مؤثر على الشباب هو إللي أثر علينا في الآونة الأخيرة في انحرافنا للفئة الضالة، هم أثروا هم استحلوا الإنترنت واستغلوا هم القاعدة، وأتباع القاعدة، والفئة إللي الموجودة في السعودية، استحوذوا على الإنترنت، وما كان فيه أحد يغطي الفراغ الموجود ولا فيه أحد يوجه الشباب، وكثير من الشباب يمكن تقريبا أقول لك 90% شباب الجهاد يمكنهم يتبعون الفكر هذا ولكن محد يبين الشيء هذا.
المقدم: أود أن اسمع تعليق من الشباب حول ما استمعوا إليه الآن، محمد اليوسفي تحدث بعض الشباب عن الحماس الزائد واستغلاله، وتحدث البعض عن الجهل بعض مواقع العلماء، حدثني كيف تقرأ أحاديث الشباب الآن، وأنت عايشت التجربة في مواقع الإنترنت؟
محمد اليوسفي: طبعاً الحل تقفيل المواقع، الحل يمكن نسأل د.فايز في ذلك سؤالي للدكتور فايز هل كل المواقع المشبوهة كلها مقفلة تجي تدخل تلقاها مقفلة، طبعاً عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، سؤالي للدكتور فايز هل يمكن إيجاد طريقة حتى بالبروكسي لو أحد عنده بروكسي مفتوح أو شيء ما تقدر تدخل الموقع هذا جيد، لو المسؤولين في هذا يوجدوا طريقة حتى في البروكسي طالما أنت مسيطر مع الإنترنت وتقفل وتقدر هذا أوجد طريقة حتى في لأنه البروكسي أصلاً من وين بتيجي من دول هي مفتوحة ما هي مفتوحة الانترنت.
المقدم: طيب ممكن نسمع تعليق الدكتور فايز، دكتور تعلق على الموضوع.
د.فايز: هذا السؤال يوجه إلى التقنيين، لأن هذا حرب تقنية بين المجرم والمقاوم، حرب أبدية لا تتوقف، طبعا يمكن إيقافها فنيا قفل المواقع وتتبع البروكسيات، وحتى أكون صادقا معك كثيرا ما تكون البروكسيات التي تقدم مجانا تقدم مجانا على شبكة الإنترنت تتبع جهات أمنية دولية وتقدم هذه البروكسيات مجانا، حتى تعرف الأشخاص الذين يستخدمونها، أين يذهبون؟ وأين يتجهون؟ يا ريت هي تقدم بالمجان هي تقدم خدمات للجهات التي تقدم هذه الخدمات، ولكن السؤال الذي طالما هناك تقنية، وهناك طريقة تجاوب، وهناك الإنترنت الفضائية، وهناك الإنترنت التي ترسل عبر البريد الإلكتروني المواقع وغيرها، والآن لدينا قنوات فضائية لا تقل سوءا فيما تبثه خاصة فيما ثبت من بعض الجزر أو بعض الدول، أو الأقمار الصناعية التجارية لا تقل سوءا عما تبثه الإنترنت، السؤال إللي يمكن أن يطرح الأن لماذا نتحدث عن الإنترنت، وكأنها عدو، الإنترنت ليست عدو، لازم ندركها كحقيقة، وما ينبغي في هذه الحلقة أو غيرها من الحلقات أن تقفل الإنترنت من البيوت، هذا ليس المطلوب، الإنترنت وسيلة حضارية، عصرية، للتعليم، والترفيه، والتسوق، والتواصل مع الآخرين، ولكن إذا استخدمت كوسيلة تجريم هنا نقف مع السائل، الإنترنت إذا لم تكن في البيت حاضرا جميلا تضيف للبيت وإلى العلم والمعرفة ما الفائدة من الإنترنت؟ هذه الإنترنت اللي يستخدمها (5 ملايين) شخص أزعجتنا ماذا لو انتشر الانترنت وأصبح كل واحد يستخدمها ماذا سيحدث؟ أنقتل بعضنا البعض؟ أين العقل الآن؟ إذا كان كلما جاءت وسيلة ساء استخدامها في المجالات السيئة، جاء البلوتوث واستخدمناه في مجالات سيئة، وجاء الإنترنت ليست المشكلة في التقنية، هي المشكلة في الثقافات والسلوكيات، وعدم الاستخدام، ولذلك وللحقيقة هذا الدور يعني أن المؤسسة الأمنية وغيرها من المؤسسات الضبطية، الآن تلملم مشكلات مؤسسات أخرى لم تقوم بدورها كما ينبغي، يعني البيت افتقد نظامه الذي كان هو المرجع الأساسي للأسرة، ومحضن للفكر، ومحضن للتوجيه ومحضن للإنشاء، والمسجد، المسجد لم يعد له دور والحي والجيرة والقرابة ولم تعد لها ذلك الدور، استعضنا عنها بالوسائل الإلكترونية ثم أين اتجهنا؟ اتجهنا إلى المواقع التي قادتنا إلى التهلكة.
أنا حقيقة ألاحظ من خلال كلام الشباب، ومن كلامكم، وتجربة الأخ ياسر، إن المعادلة الرئيسية كيف تصنع متطرفا أو متشددا هو أن تجد شخصا متحمسا ولديه قلة علم، وقد رأينا الشخص بديع الذي لديه شوية ثقافة، وفكر، وضعوه مسؤولا عن نشر الثقافة والفكر، ولديه مشكلات نفسية وعقلية ولديه فراغ وكل هذه المشكلات في النهاية إذا غاب المرجع الذي يؤصل له المسائل ويقوده إلى الطريق المستقيم، ماذا توقعنا منه إما أن يكون منحرفا ذات اليمين ويتشدد ويتطرف ويضيق على نفسه، أو ينحرف ذات اليسار ويكون يتجه نحو المواقع الإباحية، نحن نتحدث عن التشدد الآن والتطرف ولكن أيضا هناك أناس آخرين غارقون في الإباحية والفاحشة في مواقع الإنترنت، أيها الناس الإنترنت ليست وسيلة تدمير هي وسيلة عصرية من أعظم اختراعات القرن العشرين قدمت للناس كي يستفيدوا منها ولكن لماذا انحرفنا منها؟
السؤال وكل واحد يسأل نفسه لماذا انحرفنا؟
الشيخ صالح: الدوائر الحكومية وقتل أبنائنا وشردوا وضاعوا باسم الجهاد في سبيل الله.
الشيخ جعفر هل هذا معقول أنت ما أنت مقنعه أبوه ما يقنعه.
د.فايز: هذا الطريق مفتوح أمامك ولا يمكن أن يكون شخص يحمل هذا الفكر أن يبني.
ياسر: إن هذه مصيبة هذا ما اتعظ الآن متى يتعظ.