يغدق الإحساس سيلاً من المحبة والتقدير، ويكتنف المشاعر هالة من الفخر والاعتزاز، حينما صافحت (الجزيرة) قراءها قبل أيام عن حجم أرقام مبيعاتها واشتراكاتها، والموثق من الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع بعد أن بلغ المعدل اليومي لصافي المبيعات والاشتراكات خلال شهر (يونيو) 2008م، 131.021 نسخة؛ فكانت الأكثر توزيعاً وانتشاراً محلياً، والأشهر عربياً ودوليّاً، وبشفافية عالية، واستقلالية تامة في الإدارة.
لقد أصبحت (الجزيرة) بحق وجبة يومية متكاملة - ثقافية ومعلوماتية وإعلامياً -. وأصبحت ساحة شاسعة تتواجه عليها الآراء وتتلاقح الأفكار. وأضحت بما لا يدع مجالاً للشك الأكثر حصولاً على الجوائز الدولية والعربية والمحلية، ومن ذلك: أنها أول صحيفة سعودية تتلقى تكريماً خاصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك إزاء إسهاماتها ومبادراتها بإنشاء كراسي باسمها في معظم الجامعات السعودية، كما أنها وصلت الأسبقية بحصولها على المركز الأول في جائزة التميز الرقمي لأفضل موقع إلكتروني لعام 2007م، وحصولها على جائزة أفضل طباعة في آسيا عام 2007م، وحصولها على جائزة الصحافة العربية بدبي لثلاثة أعوام متتالية، وانفرادها بجائزة أفضل تغطية صحفية لموسم الحج لعامين متتاليين.
صحيح أن العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات. تلك البدايات التي نستعيد ذكراها قبل خمسين عاماً بحجم المسافات الشاسعة والواسعة، وبين ما يؤكده حجم الواقع المعاش في مؤسسة (الجزيرة) اليوم، فتقدمت خطوات في طريق تواجدها على الساحة الإعلامية، وتفوقت على بقية الصحف الأخرى، وأصبح القراء من مختلف الشرائح والأطياف يستأنسون بمتعة قراءتها ومتابعتها كل يوم.
لم يبق لي إلا أن أنظم الحروف باقة شكر وامتنان وعرفان لرئيس تحريرها القدير الأستاذ: خالد بن حمد المالك، فوراء كل عمل عظيم رجل عظيم وقيادة حكيمة؛ فهو من قام بتطوير الصحيفة، وأعطاها صلاحيات أكبر وسلطة أقوى لتتمكن من أداء عملها على أكمل وجه وأحسن صورة، ثم الشكر موصول إلى جميع القائمين على ذلك الصرح العظيم، ودعواتي بمزيد من التوفيق والنجاح لعزيزتي (الجزيرة).
د. سعد بن عبدالقادر القويعي
drsasq@gmail.com