لا أدري عن تسميتها بالضبط، فهي تكتب قناة المستقلة، وأحيانا قناة الديموقراطية، وهي قناة تصدر من لندن وتركز على مسائل تتعلق بالسنة والشيعة، وتدخل إلى خصوصيات الشعوب دون أن تطرق أبوابهم، لذلك كسبت كثيرين من المشاهدين المشاغبين!!
وعلى منوال شاعر المليون نهجت هذه القناة، ولكنه نهج يميل للعربية الفصحى، ليس حبا كما أظن ولكن لأن المقدمين فيها تلوث ألسنتهم الفرنسية ويتعبون في القراءة بالعربية خاصة إخواننا في دول المغرب العربي الذين أرثي لهم عند التحدث بالعربية لصعوبة مخارج الحروف لديهم.
وقد خدمت هذه القناة الشيعة والسنة معاً، لكن خدمتها للشيعة أكثر وأكبر كما قال الكوراني في إحدى القنوات العراقية: خدمت الشيعة من حيث لا تشعر.
صاحب القناة رجل ذكي جدا عاش في السودان مؤديا عملا إعلاميا لإحدى الدول العربية، ثم رحل إلى لندن وأسس هذه القناة التي جذبت الكثيرين ممن يودون الظهور على القنوات ولو من مبدأ (خالف تعرف) وهو مبدأ جيد لصاحبه ولصاحب القناة الذي يعطي الفرصة في الرد لمن يوافق هواه أما من يخالف ويعرف المقدم أنه سوف ينتصر وأن حجته قوية فإن الخط ينقطع، ثم ينظر المذيع للمخرج ويقول: الخط انقطع من عندك، آآهـ لا لا من عند المتصل!!
يقول النجديون في أمثالهم (الذئب ما يهرول عبث) أي أنه لا يسرع في مشيته إلا إذا كان أمامه فريسة يقتات منها وهو مبدأ تفرضه حاجة القنوات الفضائية كلها إلى الدعم النقدي والاحتواء تقية وجلبا لصوت جديد وهي فرصة للأذكياء من أجل كسب المال سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات لها أهداف تحاول نشرها ولو بطريقة صارخة أمام المشاهد الذي ينشده أمام الشاشة من هذا الطرح أو ذاك.
لا أدري لماذا تركز المستقلة على مسائل بين السنة والشيعة، وكأنها ستغير مفاهيم الشيعة عن علي وفاطمة والحسن والحسين وعن النواصب والوهابيين وابن تيمية ونحوهم وهل ستمنعهم من الصراخ والضرب بالسلاسل في مناسباتهم الخاصة أو هل هي ستغير مفاهيم أهل السنة عن الرافضة ولعنهم وقناعتهم بظلم الفرس لتاريخ المسلمين وتشتيت إسلامهم إلى طائفي ما أنزل الله به من سلطان وهل ستغير ما جاء في كتب أهل السنة عما يسمونهم بالروافض؟؟ هذا المنحى يشبه تماما (شاعر المليون) الذي يقوم على العصبية المنتجة لعدد كثير من الرسائل عبر الشات التي تمتصها جيوب المعدين لذلك البرنامج أي أن تجييش العاطفة هو المطلوب لتسمير عدد من الأعين على تلك الشاشة ومتابعة العراك والحراك الذي ينتهي إلى محاكمة فاشلة لا يظهر القضاة فيها حكما متفقا عليه!!
وقناة المستقلة أيضا تركز على الشؤون الداخلية للشعوب وذلك تحت مسمى الديمقراطية والحرية فتجد برنامجا عن حقوق المرأة في السعودية وتجلب له ممن تراهم ضد البيئة النقية المتمسكة بأخلاق الإسلام والمجتمع المحافظ والذين يريدون أن تشيع الفاحشة بين المسلمين تحت ستار حرية المرأة المسلوبة، وكأن المرأة السعودية ما زالت تباع وتدفن كما هي في الجاهلية الجهلاء قبل الإسلام ثم هي لمثل هذه الأمور الحساسة تختار ضيوفا ممن مرقوا بسهام ضد مجتمعهم وأهلهم وذويهم وممن يظن بهم أنهم موعز إليهم من أعداء الإسلام أن يعلنوا على الملأ أنهم معارضون لخلق وخصوصيات مجتمعاتهم.
وآخر تقليعات المستقلة أن جاء فيها برنامج عن العنوسة والزواج وهو خاص بالسعودية وكأن العنوسة لا توجد في أي بلد عربي أو مسلم إلا السعودية، ويأتي هذا البرنامج ليعلن للناس عن أشياء أسرية خاصة جدا جدا فيعلنها كثير من المتصلين عبر التلفون وهم يزعمون أنهم من السعودية بينما هم من المغرضين والكارهين للسعودية ويريدون تشويه صورتها.
أعتقد أن الديموقراطية والحرية والاستقلالية لا تكون بالتعدي على خصوصيات الأديان أو الشعوب بهذا الشكل الصارخ والممقوت وإلا فمن أهل من يزعمون أنهم يبحثون عن حقوق المرأة ومن رشحهم ليمثلوا المجتمع السعودي الذي لا يمثلون إلا أنفسهم ومن نهج المستغلة أنها تحاول استغلال أي مناسبة في أي بلد لتدعى بحفاوة لتلك المناسبة من باب الاحتواء والاتقاء لحريتها!!!
فاكس 2372911
Abo_hamrah@hotmail.com