عندما أراد المستثمر الأمريكي مالكوم غليرز شراء نادي مانشستر يونايتد قامت قيامة جماهيره وخرجوا في مظاهرات صاخبة اعتراضاً على شراء الثري الأمريكي غليرز لناديهم، ولكن بعد فترة من تملكه للعدد الأكبر من أسهم النادي تغير رأيهم فيه مئة وثمانين درجة عندما أصبح المالك الثري يصرف على النادي بسخاء ويشتري لاعبين متميزين للفريق الكبير حتى أصبحت الجماهير الحمراء تثني على الثري الأمريكي بل وتجله وتعتبره جزءاً مهماً في النادي، وطبعاً هناك الكثير من التجار ورجال الأعمال الذين قد لا يفقهون شيئاً في كرة القدم ولكنهم حريصون على امتلاك أندية كبيرة وجماهيرية وتحقق بطولات وهذا أصبح حلم أكثر الأثرياء.
ومن مالكي الأندية الإنجليزية الكبرى يأتي الروسي رومان إبراموفيتش مالك نادي شلسي اللندني الشهير وأيضا هناك مايك إليشاي مالك نادي نيوكاسل يونايتد وغيرهما الكثير، وليس بمستغرب الآن شراء الأثرياء للأندية الرياضية خاصة التي تهتم بلعبة كرة القدم ولها مكانة محلية وإقليمية ودولية، فقد زال التخوف لدى جماهير الأندية بل أصبح مصدر طمأنينة أن يشتري النادي الذي يشجعونه تاجر أو ثري خاصة والمالكون لا يتدخلون فنياً في الفرق بل تلك مهمة الجهاز الفني، فيما كسب ملاك تلك الأندية الشهرة التي قضوا شطراً من أعمارهم سعياً إليها، كذلك تحسن وضعهم الاجتماعي والتجاري وأقاموا علاقات رفيعة المستوى؛ مما أدى إلى رفع عائدات تجاراتهم، كما أصبح لملاك تلك الأندية قيمة سياسية لم تكن تخطر على بالهم حينما تملكوا تلك الأندية، وهذا ما جعل الطلب على شراء الأندية العالمية موضع تنافس بين التجار والأثرياء؛ ففي إسبانيا يملك النادي الملكي أو ريال مدريد الثري رامون كالديرون وكذلك برشلونة الذي يمتلكه رامون إبراموفيتش وكل هؤلاء وغيرهم من ملاك الأندية الشهيرة أصبح لهم ثقل سياسي واجتماعي ورياضي لم يكونوا ليحلموا به لو لم يتملكوا تلك الأندية الكبيرة، وها هو رئيس وزراء تايلاند السابق ناكشين شينوترا وبعد ترجله من منصبه السياسي في بلده ينتقل إلى إنجلترا ويشتري نادي مانشستر ستي فأصبح ملء العين والأذن والبصر بينما كان في بلده لا يعرفه إلا بعض التايلنديين المهتمين بالسياسة.
هذا ونجد كرة القدم قد أصبحت صناعة من الوزن الثقيل؛ لما لها من جماهيرية لا تتوفر لأي لعبة أخرى، ورغم معارضة بلاتر وتحفظه على دخول التجار والأثرياء لعالم كرة القدم، وكذلك معارضة الكثير سابقاً، ونحن منهم، لتملك الأندية من قبل أثرياء أو رجال أعمال إلا أن نجاحاتها أوروبياً يجعلنا نعيد النظر كرة أخرى؛ فقد تنجح عندنا مع وضع قوانين وأطر تحفظ حقوق كافة الأطراف، ومن تلك الأطر أن يكون النادي شركة تجارية لها أسهم مطروحة يتملك المالك منها 51% بينما الأسهم الباقية تكون مشاعاً للجميع يتداولها المتداولون في أسواق الأسهم وتحت لائحة العرض والطلب.
ويبقى السؤال: متى تصبح أنديتنا شركات مساهمة ولكل منها مالك أوحد هو من يستطيع أن يحصل على 51% من العدد الفعلي من أسهم النادي مما يخوله لامتلاك النادي؟ وعند ذلك نجد أننا قد طبقنا الخصخصة من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم. معارضة بلاتر لدخول الأثرياء لعالم كرة القدم وادعاؤه باستعباد اللاعبين من قبل أندية الأثرياء لها قصة أخرى سنتطرق إليها لاحقا بإذن الله.
إنصاف إلهي لعبدالغني!!
احتراف اللاعب حسين عبدالغني قائد فريق الأهلي واللاعب الدولي السابق في المنتخب الوطني واللاعب المخضرم في نيوشاتيل لمدة ثلاث سنوات بمبلغ قدره مليونان ومئتا ألف دولار للنادي منها مليون دولار، وللاعب مليون ومئتا ألف دولار، أعتبره انتصاراً لعبدالغني على كل من أرادوا النيل من هذا اللاعب الاستثنائي المتميز في مسيرته الطويلة، وها هو يكرمه الله - سبحانه وتعالى - أيما تكريم، فأمنية أي لاعب في العالم هو الاحتراف في الأندية الأوروبية تحديداً، فأكرم الله حسين بأن جعل احترافه في أجمل البلدان الأوروبية وفي ناد له شهرته ومكانته سواء في سويسرا أو على المستوى الأوروبي.
وبغض النظر عن المبلغ الذي تسلمه عبدالغني فهو يعتبر لاعباً ثرياً؛ لذلك لن تفرق معه كثيراً قيمة العقد، ولكن كونه سيعيش ويلعب في أرقى بلد في العالم والبلد المسالم الذي لم يدخل الحربين العالميتين الأولى والثانية رغم وجوده في وسط المعارك الضارية بحكم موقعه فنعتقد - بكل المقاييس - أن الباري - جل وعلا - قد أنصف عبدالغني من صحافة الجهل والتخلف ومن حكام كرة يحكمون بصافرتين.
وهذه وحدها هبة من الله خص بها حسين عبدالغني ليختتم حياته الكروية في ناد أوروبي راق وليعيش ثلاث سنوات في أفضل وأجمل البلاد وأرقاها وأكثرها أمناً، فنبارك من القلب لأبي عمر الرجل الطيب هذه الخاتمة الرياضية الحسنة، والله ولي الصالحين.
نبضات!!
- نسمع عن من يطلق اسم (فريق عالمي) على الفريق الذي لعب في نهائي أندية القارات وهذا (الاسم الصحيح للبطولة) والمسماة رواجاً بطولة كأس العالم للأندية، فهل من الإنصاف أن نسبغ على أي فريق وصل للتصفيات النهائية لكأس القارات للأندية لقب عالمي بينما الله وحده يعلم كيف تأهل إلى تلك النهائيات؟ ومع ذلك وتجاوزاً نقول إن هذا النادي عالمي أثناء البطولة والموسم الذي يليها بينما المواسم التالية يكون فيها ناد محلي؛ فلو صعد فريق إلى الممتاز لأصبح فريقاً ممتازاً بحكم تصنيفه، ولكن لو هبط هذا الفريق فهل يظل فريقاً ممتازاً؟!! وهل يحق لمشجعيه وإدارته أن يطلقوا عليه لقب الممتاز بينما أصبح درجة أولى أو في الدرجة الثانية؟؟!!.. يا ناس فوقوا ولا تضحكوا الآخرين علينا!!
- للإحاطة فقد تأهلت فرق عديدة وكثيرة من دول مختلفة لنهائيات كأس القارات أو (كأس العالم) مجازاً مثل الأهلي المصري والرجاء المغربي والنجم الساحلي والاتحاد السعودي والهلال السعودي وسباهان الإيراني، ومع ذلك لم يطلق أحد على تلك الأندية اسم (عالمي) إلا فريق النصر.. فهل فقره للإنجازات جعل جماهيره يتمسكون باسم (عالمي) تنفيساً عن طول سنوات الجفاف القهرية والإحباط تجاه أندية أخرى مجاورة تحقق البطولات والكؤوس موسماً بعد آخر بينما هم لم يجدوا حلولاً للإحباط القهري الذي سقطوا فيه سوى التمسك بذلك الاسم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟!!
- هناك من يهاجم اللاعب طارق التايب بحجة اعتزاله مع منتخب بلاده، وهذه حالة طبيعية حتى أن لاعبين محليين مثل عبدالجواد وماجد عبدالله سابقاً ومحمد الدعيع حالياً قد اعتزلوا اللعب مع المنتخب بينما كانوا يمثلون أنديتهم، فما المشكلة في ذلك أيها المتربصون؟!
- لم يبق شيء لم يأخذه نادي الاتحاد من نادي القادسية حتى تسبب في نزوله للدرجة الأولى والقضاء عليه، وذلك بمباركة الرئيس المستقيل. أحد أنصار القادسية علق على انتقال اللاعبين الأخير إلى الاتحاد قائلاً: لم يبق في القادسية إلا جاسم الياقوت وليت نادي الاتحاد يأخذه فوق البيعة مجاناً!!
نبضة
العربات الخربة أكثر ضجيجاً!!