أولا في بداية حديثي أحب أن أرفع إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - الإعجاب والتقدير على الخطوة (الإيجابية) في رعاية الزواج الجماعي الذي ساعد حوالي (1636) عريساً وعروسة أن يدخلوا بوابة تكوين الأسرة المسلمة من خلال مشروع الشيخ (ابن باز) لتزويج الشباب.. وأن هذه الخطوة - وأقصد (تزويج الشباب) - جاءت قبلها خطوات إيجابية أهمها (تدريب وتأهيل الشباب) على مواجهة الحياة الزوجية، والإعداد لمعرفة هذه العلاقة التي يطمح الجميع إلى أن تدوم إلى الأبد بإذن الله.
وحديثنا عن (الزواج الجماعي) الذي تبنته تقريباً كل المناطق السعودية دون استثناء؛ فهناك في الأحساء وفي المدينة وفي الطائف وفي جدة وفي حائل والقصيم وتبوك.. وباختصار في كل منطقة ومدينة وقرية تقام هذه الاحتفالات التي يرعاها أمير كل منطقة من هذه المناطق الغالية. والسؤال الذي نطرحه ويطرحه معنا جميع الشباب الذي لم يتمكن من الزواج بعد من الجنسين: هل الزواج الجماعي هو الحل للقضاء على العنوسة؟
والإجابة بالطبع (نعم ولا).. الزواج الجماعي بالفعل هو أقوى الحلول لتقليص العنوسة؛ لأنه سيفسح المجال أمام (مجموعة كبيرة) من الشباب من الجنسين لدخول (القفص الذهبي) بدلاً من البقاء في قفص العنوسة الذي أطلقنا عليه سابقاً (القضبان الحديدية)، ولكن هناك ما زالت عقبات وصعوبات ومشاكل تقف في طريق المسؤولين الذين يبذلون جل جهدهم في تزويج الشباب، ومن أهم هذه الصعوبات إقناع أولياء الأمور (الآباء بالذات) بأن يتخلوا عن تمسكهم بشروطهم التعجيزية أمام الشباب التي تترك (عاهة زمنية) في نفوس بناتهم.. فمثلاً الإصرار على أن البنت لا تتزوج إلا من شاب من قبيلتها وأسرتها.. وأمامي الآن قصة الفتاة السعودية التي تزوجت أخيراً بعد وفاة والدها، والقصة تقول: (اندهش الحضور والمأذون الشرعي في المحكمة الكبرى في مدينة جدة أن العروس أجبرت على الانتظار مدة (أربعين سنة)؛ لرفض والدها يرحمه الله تزويجها من خارج قبيلتها، وأن الفتاة انتظرت هذه الفترة الطويلة من دون زواج بسبب عضل والدها لها، وإصراره على عدم تزويجها هي وشقيقاتها الثلاث الأصغر منها (44 و48 و56) عاماً.. ونقلت القصة عن العروس بعد انفراج أزمتها مع الزواج عقب وفاة الوالد بعد هذه المدة الطويلة.
وأكدت العروس وجود الكثيرات من بنات أقاربها بلا زواج للسبب نفسه، موضحة أن العرسان الذين كانوا يتقدمون لها غير مؤهلين إلى أن جاءت الفرصة وتقدم لها زوجها الحالي (عمره 80 سنة). ومع أنه طاعن في العمر إلا أنه أفضل من العنوسة. ووجهت الفتاة رسالة إلى الآباء قائلة: (حرروا أنفسكم من هذا التشدد الجاهلي لأنه يضر ببناتكم).
- الرياض Farlimit@Farlimit.com