Al Jazirah NewsPaper Monday  14/07/2008 G Issue 13073
الأثنين 11 رجب 1429   العدد  13073
لجنة الحج المركزية
د. عبدالله إبراهيم الحديثي

تميز شهر رمضان المبارك العام الماضي 1428هـ وحج هذا العام بنجاح باهر توافق ذلك مع استلام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مهام عمله كأمير لمنطقة مكة المكرمة - لا شك أن بوادر الخير هذا توجب الحمد والثناء والشكر العظيم على بوادر التوفيق والنجاح - ولقد أحسن سموه الكريم في دعوة مبادرة ربما لأول مرة تجتمع لجنة الحج المركزية مباشرة بعد انتهاء موسم الحج لدراسة هذا الموسم سلبياته وإيجابياته خدماته ومتطلباته والاستعداد المبكر لتعظيم النجاح ودراسة السلبيات ووضع الحلول والمقترحات اللازمة للارتفاع بمستوى الأداء ونجاح موسم الحج القادم إن شاء الله وقد تدارس الاجتماع الملاحظات التي رصدت على أداء القطاعات الخدمية والملاحظات التي أبرزتها الممارسات الفعلية - ولعل من المناسب أن تتدارس اللجنة في اجتماعاتها القادمة المتواصلة إن شاء الله ما يأتي:

الدولة والحج

منذ أنشأت هذه الدولة الفتية ووحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله أول منظومة وحدوية عربية قامت الدولة بالرغم من تواضع الإمكانيات المادية والبشرية وهي تبذل ما في وسعها من إمكانياتها لراحة الحجاج والسهر على راحتهم واعتاد ولاة الأمر بعد وفاة الملك المؤسس رحمه الله على اتباع هذا النهج والخطى وبذل الغالي والنفيس لراحة الحجاج وسلامتهم تابع بجهد كبير وعمل دائب الملك سعود بن عبدالعزيز غفر الله له الذي وسع الحرمين الشريفين وفتح الطرق وبذل الغالي والنفيس لتسهيل أداء هذه الشعيرة - كما تابع الملك فيصل نهج أبيه وأخيه في الاهتمام بهذه الشعيرة وبناء الطرق وتقديم الخدمات الصحية والأمنية بل إن الملك فيصل بن عبدالعزيز للتاريخ كان أول من فكر في أن من أدى فرضه لزم أرضه وذلك أدنى للسعوديين المتعودين على تكرار الحج كل عام أو أكثر من مرة وقد كان لي شرف حضور مجلسه العامر في الحج وهو يخاطب والدي رحمه الله الشيخ إبراهيم راشد الحديثي في أن يطالب رجال العلم المواطنين بعدم تكرار أداء الحج ليكون بذلك متسعا للقادمين من الخارج والذين يؤدون نسكهم لأول مرة - ثم بذل الملك خالد رحمه الله الغالي والنفيس لراحة الحجاج - وتوجت هذه الجهود بتاج العز والشرف والأجر الذي ناله خادم الحرمين الشريفين إن شاء الله الملك فهد بن عبدالعزيز الذي تم في عهده توسعة الحرمين الشريفين توسعة كبيرة لم يشهد التاريخ مثيلا لها - كما دعت المملكة الدول الإسلامية إلى تحديد نسبة من السكان من كل دولة تؤدي فريضة الحج حتى يتسع المكان للجميع - ولا شك أن الدولة تبذل جهدها ومالها وإمكانياتها ورجالها لتسهيل أداء هذه الشعيرة.

المرافق والسكن في مكة - منى

لعل الحديث عن هذا الموضوع يطول ولا أود أن أعرض لبعض النظريات الفقهية التي لا ترى تأجير بيوت مكة المكرمة وأن على القادر الاستضافة للحجاج القادمين وإخلاء دوره لهم فلعل من المناسب تقييم المساكن في مكة المكرمة وإضفاء الكثير من متطلبات الأمن والسلامة على هذه المباني التي مضى على الكثير منها سنوات طويلة دون صيانة مناسبة والاهتمام بالمظهر الداخلي والخارجي والمرافق الصحية وكذلك تخصيص أماكن لتناول الحجاج وجباتهم الغذائية والاهتمام بالنظافة والمظهر العام ونوعية وكمية الغذاء، كما أن من المناسب تناول الخيام المقاومة للحريق بمنى والتي مضى على إنشائها سنوات حيث إن الصيانة لهذه الخيام معدومة مع وجود أسماء لشركات الصيانة على مداخل بعض الخيام حيث لوحظ انه من الناحية الإنشائية تم ربط رواق الخيمة الجانبي من ناحيتين فقط وبطريقة الحزام وعند فقد أحد الرباطين فإن رواق الخيمة يتعرض للتحرك مع أنه مزود في الجانب السفلي بماسورة حديد لثبات الرواق ولكن هذه القطعة الحديدة في الجانب السفلي تمثل خطرا في حالة تحرك الرواق أو وجود هواء شديد من الممكن أن تؤذي الحاج في داخل الخيمة إذا تحرك الرواق - كما أن الكثير من الحجاج يتعمدون إلى إخراج حزام الأبواب لاستعمالات أخرى نظراً لسهولة استعماله، كما أن المرافق الصحية في هذه المجمعات تتعرض لكثير من تسرب المياه من المواسير وسوء الاستخدام وقفل الأبواب أما المثلث للخيمة رأس الخيمة فهو معد بطريقة هندسية جيدة ولكنه ربما يحتاج في قادم الأيام إلى إضافة طبقة من العازل لتعزل الحرارة خاصة ونحن نقترب من أشهر الصيف الحارة، شمال الجمرات يوجد نماذج يقال إنها مشروع لإسكان الحجاج في سفوح الجبال والحقيقة أن هذه العمائر ومن شكلها الخارجي وارتفاعها وعرضها يبدو أنها غير مناسبة فالمطلوب الارتفاع أكثر وكذلك أن تكون هذه العمائر ذات صالات واسعة ومتعددة الأغراض مع إمكانية استعمالها في غير موسم الحج مقرا لجامعة أم القرى أو إسكان الطلاب وأن تعذر استعمالها لأغراض رسمية فلعلها تكون سكنا للمعتمرين الذين لا تمكنهم ظروفهم من السكن في الفنادق والعمائر بالقرب من الحرم الشريف مع تأمين مواصلات ترددية للحرم الشريف.

المواصلات

يكاد النجاح يكون رفيقاً لقرار سابق بقصر دخول السيارات إلى منى وعرفة على السيارات ذات التسعة ركاب وأكثر ويشمل ذلك الجموس والأتوبيسات ولعل التفكير في نظام مواصلات حديث وتفويج مناسب في يوم التروية والطلوع إلى عرفات والنزول إلى مزدلفة والتحرك إلى منى ودراسة تخصيص المسارات الرئيسية وخاصة وأن شعيرة الحج يؤديها رجال كبار في السن ونساء وأطفال - وحتى يتم التفكير في حلول عملية وواقعية فإن التفكير في منع سيارات النقل المتوسطة (الجموس) وهي الوسيلة الأكثر نقلاً لحجاج الداخل من مناطق المملكة المختلفة وكذلك دول الخليج قد يؤدي إلى إرباك حركات السير في حالة عدم وجود البديل المناسب حيث إن دخول السيارات المتوسطة إلى المواقف ومن ثم الانتقال في نقل عام إلى مرافق السكن قد يخلق الكثير من الإرباك المروري خاصة وأن الكثير من حجاج الداخل يحملون معهم كمية كبيرة من الاستعداد لمثل هذا الموسم كالفراش والأغطية وفواكه وخضار ومياه تقيم أودهم في أيام التشريق، كما أن إلزامهم بالنقل العام أو استخدام حافلات كبيرة مع قلة عددهم وعدم رغبة البعض منهم المشاركة مع آخرين قد يربك حركة المرور والذهاب من منى إلى عرفات والعودة إلى مزدلفة - منى - خاصة وأن عرفات شرفها الله لا يتوفر فيها خيام ثابتة وعلى الحاج أحيانا أن يحمل معه خيمته وما يتيسر في سيارته الجمس ويتعذر ذلك إن كان سيستعمل النقل العام الحافلات العامة أو الخاصة - كما أن ذلك قد يولد وجود عدد كبير من الاتوبيسات بركاب قليلين حيث إن أكثر الناس وخاصة سكان المملكة والخليج ربما يود أن يكون الاتوبيس خاصا به دون مشاركة غيره وهو ما قد يضاعف عدد السيارات ويخلق الاختناقات المرورية كما أن ذلك سيخلق سوق سوداء لأجور الاتوبيسات في غياب تسعير معتمد من جهات التفويج.

المغادرة جواً أو بحراً

يشعر المواطن السعودي بكثير من الأسى لسوء تخطيط مغادرة الحجاج جوا أو بحرا وما على أي مسؤول يرغب رؤية ذلك بالعين المجردة إلا مشاهدة ما يحصل على أبواب دخول الصالة الشمالية للحجاج من تزاحم وسوء إدارة واستقبال وامتداد الصفوف لمئات الأمتار وبيع عربات نقل العفش بأثمان عالية والحقيقة أن التراكم والفوضى مدعاة عدم وجود تنظيم مناسب وعدد معين من البوابات في الحقيقة أن الحاج (أ) قد تكون رحلته بعد ساعتين وهو في آخر الطابور ولن يستطيع أن يتخطى الصفوف كما أن الحاج (ب) رحلته بعد أربع ساعات وتجده في مقدمة الصفوف فلو نظمت الصفوف بالتعاون مع شركات الطيران بأسبقية الرحلات لكان ذلك أيسر للحجاج المغادرين مع أنني قد لفتت نظر الزميل معالي الأستاذ عبدالله الرحيمي رئيس الطيران المدني إلى هذه المشكلة وأفادني أنه يعايشها بشكل يومي بل إنه يقضي سحابة نهاره وبعض ليله في المطار محاولا إصلاح الحال في ضوء الظروف الحالية قبل بدء التوسعات الجديدة - كما أن الميناء ليس بأفضل حال من المطار حيث يتكدس آلاف الحجاج في الطرق والممرات وأرضية الميناء لانتظار البواخر والعبارات التي تنقلهم إلى وطنهم وهذه المشكلة تتكرر كل عام حتى أصبحت لازمة من لوازم موسم الحج.

إنني متفائل جدا بالجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل فهو بواسع فكره وثاقب بصره ونظراته المستقبلية حري بأن يضع التقدم والتيسير والتسهيل والرعاية لحجاج بيت الله وعماره بين عينيه وفي مقدمة أولوياته.والله الموفق



aalhudaithi@cecorp-sa.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد