تتسابق المدن هذه الأيام على إقامة مهرجانات الصيف.. لهدف أسمته.. جذب السياح ومحاولة عدم خروجهم من المدينة.. وبالذات للخارج.
* هو هدف جيد.. وغايته نبيلة.. وهي محاولة طيبة.. وبالذات. إذا تم الإعداد بشكل جيد لهذا المهرجان.. وإذا كان هناك عمل جاد وتخطيط وإخلاص وشعور بالمسؤولية.. وإذا تظافرت الجهود وكان هناك بذل وعطاء وعزم على إنجاح هذه المهرجانات وتحقيق أهدافها المتوخاة.
* أما إذا كانت إقامة المهرجان من باب (ترانا سوِّينا مهرجان) أو من باب (الله يعين المغصوبين) فهذا بلا شك لن يحقق هدفاً.. ولن يصل إلى غاية.. بل هو مجرد (فرقعة إعلامية) وصور وترزز لا تخرج عن نطاق (حنا سوِّينا مهرجان مثل الآخرين).
* والمتابع لهذه المهرجانات الصيفية يجد تشابهاً كبيراً في برامجها ويجد رتابةً وتكراراً في هذه البرامج.. ويجد غلبة أو توجه أفكار مجموعة دون أخرى.. فهو ليس مهرجاناً شاملاً يستقطب الجميع ويمنع الكل من السفر بل يستقطب فئة بسيطة.. هذا إذا افترضنا بالفعل.. أنه يستقطبهم.
* أكثر برامج هذه المهرجانات وأكثر مناشطها.. هي من تلك الفئة المملة المكرورة.. وهي توجد في برامج الصيف وفي غيره.
* فإقامة محاضرة مثلاً.. هي أصلاً موجودة في غير المهرجان، وهذا المحاضر موجود قبل المهرجان، وقد حاضر أكثر من محاضرة قبل وبعد المهرجان.. فأين الجديد؟ ولماذا أصلاً محاضرة؟
* وهكذا إقامة الندوات والمناشط المشابهة.. هي أصلاً موجودة على امتداد السنة وفي غير المهرجان بل وفي كل مكان.. فلماذا تدرج ضمن برامج المهرجان ونقول.. إنها منشط صيفي؟
* إن المتتبع لمناشط وبرامج أكثر هذه المهرجانات.. يجدها من فئة (ترانا سوِّينا مهرجان) فقط.. ولا يؤخذ في حسبانها استقطاب الناس.. ولا يسبقها تخطيط على أيدي خبراء مهرة، ولا يستفاد من أخطاء وإيجابيات الآخرين.
* إن إقامة مهرجان صيفي لا تعدو تجمع أكثر من شخص.. يضعون أفكاراً عشوائية ثم (يتقاطون) أو يطلبون (قَطَّة) أو تبرعات ثم يبدأون في استقبال الأفكار ويرحبون بأي فكرة.. المهم تسد فراغاً ولا يهمهم.. هل هي مطلوبة ومقبولة أم لا؟
* ثم يبدأ التنفيذ لنكتشف أن بعض البرامج والمناشط ألغيت.. وهذه استبدلت.. وهذا غاب.. وهذا اعتذر.. وهذا أُلغي لعدم الحضور، وهذا (عطاهم ركبه) وذهب للجيران..!!
* محاضرات لا يحضرها إلا خمسة أشخاص.. هم العاملون في المهرجان أو العمال أنفسهم.. ماذا يعني ذلك؟
* هل يعني.. أن الناس تريد محاضرات في مناشط الصيف؟
* وهكذا بعض الألعاب المكرورة المملة.. أو استقطاب الأسماء المكرورة المملة أيضاً.. في أي مجال أو أي ميدان كان.
* نحن في حرب مع قضية اسمها السفر للخارج والسياحة الخارجية.. ويجب أن نكون في مستوى هذه الحرب.
* إنني لا أقول أبداً أبداً علينا أن نتنازل عن مبادئنا وأخلاقياتنا ونطرح برامج أو مناشط غير مشروعة.. بل أقول إن الأفكار لم تعتم عن برامج مطلوبة ومقبولة ومشروعة.
* ما ينقصنا أو ينقص البعض أن تنفذ مهرجاناً سياحياً بإخلاص وأمانة ومسؤولية وعزيمة جادة صادقة وليس مجرد إسكات للبعض أو ندخل من باب (نفذنا مهرجاناً صيفياً وبس).
* إن المؤلم.. أن بعض أو ربما أكثر العاملين أو المخططين أو المنفذين لبرامج الصيف أو هذه المهرجانات.. من الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي: (كِنَّهْ على مَلِّه.. على شان يلحق إجازته خارج المملكة).
* تجد هذا الشخص أو ذاك.. (مضبط) الحجوزات مع الأسرة للخارج.. ويحاول (تطيير) المهرجان وتمشية الأمور، و(تسكيت) الناس، ثم ينطلق مع عائلته للخارج.
* هل ننتظر من هذا المهرجان أن يستقطب أحداً أو أن يحقق غايةً أو هدفاً؟!
* أبداً.. هو مجرد عبء من كل وجه.. والشعار الحقيقي لأكثر هذه المهرجانات.. هو (العبوا والا سرينا.. ترى الحجوزات طارت علينا!!) يعني.. (تراكم طوّلتوها بمهرجاناتكم اللِّي غَثَّتنا)!