نجح فريق طبي بمستشفى سعد التخصصي بالخبر بقيادة الدكتورة عائشة الحجاج استشاري جراحة المخ والأعصاب، والدكتور حميد القادري استشاري التخدير والآلام، في استئصال ورم دماغي لفتاة بحرينية عبر تخدير الأعصاب الحسية بالرأس من دون تخدير عام، مع إعطاء المريضة مهدئًا خاصًا لتكون شبه نائمة.
وأفادت الدكتورة عائشة الحجاج بأن المريضة قدمت إلى مستشفى سعد وهي تعاني تشنجاتٍ عصبية، استمرت معها لأكثر من أربع سنوات، ورغم إخضاعها للعلاج في أحد المراكز الطبية بموطنها، إلا أنها ظلت تعاني من تلك التشنجات نتيجة إصابتها بورم مصحوب بتهيج، واستسقاء للفص الأيسر من الدماغ.
وأضافت استشارية جراحة المخ والأعصاب: أنه لوحظ حدوث تغيرات شديدة وغير متوقعة بالورم بعد تناول الكورتيزون لتخفيف استسقاء السوائل حول المنطقة التي يعتقد بأنها ورم، مشيرة إلى أن هذه التغيرات كانت قريبة جدًا من منطقة الحركة ومركز الكلام بالمخ.
وأوضحت الدكتورة الحجاج أن الفريق الطبي قرر بعد إجراء التحاليل والفحوصات الأولية، ضرورة إجراء الجراحة لإزالة الورم، رغم خطورتها وتوقع حدوث بعض الآثار السلبية على مناطق الحركة والتعبير الكلامي بالمخ، نظرًا لقربهما الشديد من الورم.
ومن جانبه بين الدكتور حميد القادري استشاري التخدير والآلام بالمستشفى أن التقنية التي استخدمت في التخدير في هذه الجراحة تعتبر من الممارسات النادرة في مجال التخدير أثناء جراحات المخ والأعصاب، مشيرًا إلى أنه تم إخضاع المريضة إلى تخدير من نوع خاص يسمح لها بالمشاركة بالحديث والحركة أثناء إجراء الجراحة.
وألمح الدكتور القادري أن ندرة وصعوبة التخدير في هذه العملية تمثّلت في المرحلة الثانية من التخدير وهي مرحلة إزالة الورم، موضحًا أنه تم تحضير المريضة بصورة تجعلها جاهزة للإفاقة لتكون متجاوبة مع متطلبات هذه المرحلة من العملية دون الإحساس بأية آلام، وهو ما جعل المريضة مدركة لكل شيء حولها، لدرجة أنها طلبت بعض الماء لتشربه أثناء الجراحة.
وعلى الصعيد ذاته لفتت الدكتورة عائشة الحجاج إلى دور جهازي الإبحار العصبي (Nero Navigatior) و(التحفيز العصبي)، في نجاح استئصال الورم، حيث ساعد الأول في تحديد مكان الورم بدقة، وبالتالي إزالته دون المساس بأي من المناطق الحسية المحيطة به، وتمكّن الثاني من تحفيز مناطق الحركة والكلام لدى المريضة عن طريق بثه للذبذبات الكهربائية المحفزة، مشيدة بالدور الكبير الذي لعبه التخدير في هذه الجراحة.