توقد حر صيف هذا العام اللاهب ليقاوم ويكبت المشاعر ويزيد شح المياه وشحوب الخضرة وهجرة الوجه الحسن بحثاً عن الجو الشاعري، فقبل ستة أشهر كان الجو شديد البرودة ودرجة الحرارة تنزل إلى ما تحت الصفر، والله العزيز الحكيم له حكمة في تقلب الفصول الأربعة وله حكمة أيضاً في جعلها منذ سنين فصلين برداً وحراً ولم نعد نشعر بالخريف أو الربيع فالحر بعده البرد والضيق بعده الفرج، فعام المحل هذا وعام العجاج لابد أن يتبعه - إن شاء الله - عام رخاء وربيع والصبر مفتاح الفرج رغم قول شاعر قديم: (الصبر مرمرني وريقي عقدها). |
|
لا بد بعد الضيق يجي انفراجي |
الله كريم رد يوسف ليعقوب |
والسنين كانت قديماً تسمى بأحداثها مثل عام الرحمة وأسماء أخرى عند البادية مثل سنة صقله وقشاطة، وعندما يأتي ربيع يسمونه مثلاً سنة الرجعان وهذا العام لم تنزل الأمطار فيه وحدثت فيه عواصف رملية، وإضافة إلى الصيف والحر - أعاننا الله عليه - فهو عام المحل والعجاج. |
وقفة من شعر محمد بن مهلهل الهذال: |
يا الله يا اللي فارض الكف بالخمس |
تفرج لن صاروا عمامه عداوه |
اللي يخص حقوقهم مابهم طمس |
وحقوقنا تضفى عليها الغشاوه |
قلبي كما بن تناقز من الحمس |
والا كما سمن يفوح بتاوه |
|