تعلمنا ونحن في أولويات المرحلة الابتدائية الكثير من الحكم والأقوال والتي تدعو جميعها إلى احترام وتقدير وطاعة (المدرسين). وقد كان لنا أستاذ فاضل مصري اسمه (أبو المعاطي)جزاه الله مني ومن جميع طلاب المرحلة الابتدائية قبل أربعين سنة، مليون.. بل مليار شكر وتقدير على اهتمامه بنا واعتبارنا كأولاده..
الأستاذ (أبو المعاطي) وهو أستاذ المواد الدينية كلها (القرآن - الفقه - التوحيد - والحديث) وكان يدرسنا أيضاً اللغة العربية (القواعد - المطالعة - والأناشيد)، هذا يعني أن الأستاذ أبو المعاطي كان معنا يومياً في أربع أو خمس حصص، إضافة إلى أنة قائد الكشافة والجوالة في المدرسة..
المهم أن هذا الأستاذ الذي لا تفارق وجوهنا صورته المتسامحة والمؤدبة والمبتسمة كان يردد علينا ونحن من ورائه نردد: (قم للمعلم وفه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولا)..
بلحن غنائي عذب لحنه الأستاذ نفسه فهو أيضاً درس الموسيقى في أم الدنيا مصر على يد المايسترو أحمد فؤاد حسن - يرحمه الله.
تذكرت بيت الشعر هذا والذي لقننا إياه أبو المعاطي قبل أربعين سنة، وأنا أقرأ خبراً في إحدى الصحف الخليجية والتي نشرت الخبر والذي يقول: (إن أحد مدرسي اللغة العربية وهو مصري واسمه (أبو المعاطي) ليس بالطبع مدرسنا، فوجئ هذا المدرس الشاب لدى دخوله المدرسة، بمواطن خليجي يعترض طريقه وإلى جانبه اثنان من أبنائه وكل واحد منهم يمسك ب (عجرة) في يده وكافؤوا المدرس الشاب بالضرب والرفس واللكمات و(الطراقات) على وجهه ورأسه وظهره وصدره و(ملشوا) شنباته، بل حلقوا شعر رأسه ليكون عبرة لمن يعتبر من الأساتذة والذين يبحثون عن مصالح طلابهم.
المهم هؤلاء (الفرسان الثلاثة - الأب وولديه بعد أن فعلوا ما فعلوا بالمدرس ولو الإدبار منطلقين بسياراتهم إلى جهة غير معلومة).
وذكر الخبر (أن رجال الأمن وسيارة الإسعاف انتقلوا إلى المكان بعد بلاغ تلقته غرفة العمليات حيث أسعفوا المعلم (أبو المعاطي - الجديد) وتم نقله إلى العناية المركزة في إحدى المستشفيات في هذه الدولة الخليجية. وتبين بالتحقيق في الحادث أن المدرس المضروب، سبق وأن أعد تقريراً في حق ابن المعتدي يظهر سوء سلوكه، أدى إلى فصله من المدرسة الأمر الذي دفع ذوي الطالب إلى الانتقام الرهيب بضربه..
وختم التقرير قوله: سجلت قضية بالحادثة وجار استدعاء المواطن وابنيه للتحقيق معهم في قضية اعتداء بالضرب سجلت في حقهم).
والآن هل يحق لنا القول بأن الاعتداء على المعلمين والمدرسين والأساتذة والدكاترة (من الجنسين) ظاهرة خطيرة تهدد(التعليم) بل تخلق الرعب والخوف في نفوس أساتذتنا والذين نضع بين أيديهم فلذات أكبادنا..أطفالنا...
نحن لا نقول ألا يعاقب المخطئ من المدرسين في الابتدائية والمتوسطة أو الثانوية أو حتى الأساتذة في الجامعات..
ولكن هناك قانون ونظام في حق المخطئين ما علينا نحن أولياء الأمور إلا معرفة هذه القوانين.
يجب أن لا نكون قطاع طرق أو نأخذ ثأرنا بأيدينا، أنا متأكد لو أن هذا الوالد ذهب إلى وزارة التربية والتعليم أو أي جهة عليا وقدم شكوى بسبب فصل ابنه لأقنعوه بالسبب أو أخذوا حقه.. نحن لسنا قراصنة، لذا علينا احترام من علمنا حرفاً...
Farlimit@Farlimit.Com