بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره ودعت سيدي وقرة عيني والدي الغالي الشيخ سالم بن حمد السالم الذي توفاه الله يوم الاثنين الموافق 23-3-1429هـ عن عمر ناهز السابعة والسبعين عاماً تقريباً قضاها في عبادة الله وخدمة دينه ووطنه من خلال عمله الوظيفي بوزارة المالية التي قضى فيها كل خدمته الوظيفية التي بلغت عند إحالته إلى التقاعد 41 عاماً سخر نفسه خلالها لخدمة وظيفته ومراجعيه من خلال أعماله المتعددة التي منها عمله في الإدارة العامة للمقررات والقواعد في قسم المخصصات والرواتب وعمله مسؤولاً عن صرف عوائد الدوادمي والأفلاج التي ترك فيها ذكراً حسناً ولله الحمد من خلال التيسير على المراجعين وإنجاز الصرف لهم أولاً بأول والتسهيل على الضعفاء منهم الذين يتكبدون المشاق سفراً من أماكن بعيدة مثل وادي الدواسر والسليل لاستلام عاداتهم السنوية من الأفلاج. |
ولعله ينطبق عليه قول الشاعر: |
قد مات ناس وما ماتت مكارمهم |
وعاش ناس وهم في الناس أموات |
كما كان رحمه الله عطوفاً على الفقراء والمساكين والمحتاجين وله في ذلك باع طويل سواء بماله أو بجاهه فكم ساعد محتاجاً في قضاء حاجاته وكم دعم محتاجاً متعففاً أسأل الله أن تكون له نوراً وبرهانا. |
أما في الكرم فقد ترك أثراً لا ينسى وذكراً لا يمحى سواء في منزله بالرياض أو في مزرعته بملهم (الرويضة) إذ كان ضيوفه وأصحابه يتوافدون ويحلون ضيوفاً كراماً عليه ولا سيما في عطل نهاية الأسبوع أو الأعياد والإجازات. |
أما في خدمة بلده (ملهم) فقد كان من الرواد الذين بذلوا الجهد والمال في خدمة بلدهم مع مجموعة طيبة من أبناء ملهم المخلصين نسأل الله أن يتغمد برحمته من توفى منهم وأن يوفق الأحياء منهم ويجزي الجميع خير الجزاء. |
وإن كان رحيله قد ترك في النفس جرحاً عميقاً فإن مما يعزي أهله ومحبيه ما أعده الله سبحانه وتعالى من أجر للصابرين إذا صبروا واحتسبوا، كما أن الأعداد الكبيرة من الأصدقاء والأحباب الذين أدوا صلاة الميت على الفقيد بجامع الأمير عبدالله بن محمد بعتيقة وشيعوه إلى حيث دفن بمقبرة ملهم ودعواتهم له قد أدخلت السرور والاطمئنان على النفس، نسأل الله أن يتقبل دعواتهم ويكتب أجورهم ويرحمنا وإياهم بواسع رحمته ويجمعنا بفقيدنا في مستقر رحمته وفسيح جناته وجميع موتى المسلمين والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
|