إلى متى يستمر مسلسل العنف؟! وكم من الزهور اليانعة ستلحق بغصون وأريج ورهف وقائمة طويلة بلا أسماء اشتركوا.. فقط في مصير مؤلم ونهاية حزينة لعيون بريئة.. ألفت كل أصناف التعذيب بلا رحمة بمباركة أبٍ بلا قلب ولا ضمير وزوجة الأب السوداوية التي يخيف اسمها من يسمع تلك التسمية، فما بالكم إذا كانت الحياة تحت كيان لا يرحم ولا يجد أي مشاعر إنسانية تعيش بداخلها، لذا تقتل أحلام روح الطفولة، فلقد غاب الضمير والعقاب لزمن ليس بقصير، وكان العقاب العادل القصاص من الأب الجلاد والزوجة التي خلعت معاني الإنسانية، على أمل أن تكون (غصون) آخر قصص العنف الدامي ولكي يخاف المتجاوزون الضاربون عرض الحائط بالدين والأخلاق بلا هوادة ولا خوف من العقاب.
فالبعض يمارس العنف في البيت والعمل والشارع ومن هو أضعف منه من الأطفال والنساء بحكم الوصاية والولاية وسكوت المجتمع المضيف المطبق ومحاولة الإعلام لنفض غبار القضية وخاصة بعد إيجاد (الأمان الأسري) الذي يهدف لنشر الوعي ومحاربة العنف، ولكنها كيف؟! ومتى نجد قوانين صارمة تطبق على أرض الواقع؟!
نريد أن يتعلم الجميع حقوقهم وواجباتهم بعد دروس طويلة مكررة عن الواجبات فقط، نريد هيئة وحقوق الإنسان أن تصل إلى كل إنسان مهما كان جنسه، عمره موقعه، بلا روتين وتبليغ روتيني، نريد مبادرة حقيقية لوضع حد للعنف الذي يزعزع كيان النفوس الضعيفة، نريد دورا أكبر للمشايخ والعلماء بنصرة الضعفاء وسن قوانين عادلة مستمدة من شريعتنا (كنظام مكتوب) لا يقبل بالاجتهاد والتخفيف نريد أن يصبح العنف من ذكريات الماضي، هذا.. إذا فعلنا ما يجب تفعيله بعيداً عن التنظير والكلام الجميل والتوصيات التي تحبس في الأدراج، فالجيل القادم يفترض ألا يعيش السيناريو.. من جديد.
