استعرضنا في الجزء الأول من هذه المقالة نتائج دراسة تطوير العمل الميداني في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجمل ما خلصت له هذه الدراسة في بيان واضح لمسار العناية بالتطوير.
ولقد توقفت بعد ذكر وقفتين في الموضوع تناولت كيف أن الله يوفق الإنسان إذا سار في حياته على وفق ما شرعه الله له، وأنه سيحقق نتائج إيجابية على مستوى الفرد أو على مستوى الدولة والثانية حول التوافق بين المسؤولين في الأجهزة الإدارية والأمنية على تقدير الدور الشرعي والأمني والاجتماعي الذي تؤديه الرئاسة حتى بلغت نسبة ذلك كما سبق 91% واسترسل بباقي الوقفات في هذا الجزء.
الوقفة الثالثة: أن مواطني هذه البلاد والمقيمين فيها كانوا مثالا صادقا على الولاء لهذا الدين، فالذين شملتهم الدراسة عينة عشوائية من كل مناطق المملكة، ومع ذلك كانت نتائج استفتائهم موافقة بل متوافقة مع مخرجات عمل الرئاسة، وما ذلك إلا أن المسلم وإن وقع منه الزلل - إذ كل ابن آدم خطاء - لا يريد أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
الوقفة الرابعة: كل هذا النجاح سواء على مستوى رجل الشارع أم على مستوى قيادات القطاعات الإدارية ومع ذلك لم ينل حظه من التغطية الإعلامية المناسبة فلماذا لم يأخذ نصيبه من الآلية الإعلامية بل أحيانا على العكس تجد بعض الإعلاميين يحاول أن يصطاد في الماء العكر، ويركز على بعض الجوانب التي إذا فصلت عن سياقها ظنها القارئ ناحية سلبية، وأذكر أنني قرأت كما قرأ غيري أن إحدى الصحف المحلية لم تبرز من هذه الدراسة إلا عدد الميدانيين من رجال الهيئة من حملة الشهادة الثانوية فما دونها، ومطالبة أحد المسؤولين بأن يحمل رجال الأمن الذي يرافقون رجال الهيئة السلاح، وقد عقب رئيس الفريق على هذا الإبراز السلبي لنتائج الدراسة في الصحيفة ذاتها.
الوقفة الخامسة: إذا كانت هذه انطباعات الجمهور، وهذه مواقف المسؤولين من الهيئة، فهذا يؤكد أن ما يشاع في بعض وسائل الإعلام التي لا تتحرى الدقة والأمانة فيما تنشر عن الهيئة، أن هذه الوسائل تضخم الخطأ وتبرز بعض الجوانب التي قد تبدو سلبية إذا فصلت عن سياقها.
الوقفة السادسة: هذه الدراسة أجراها معهد علمي متخصص (وهو معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية) في جهة علمية متخصصة محايدة هي (جامعة الملك سعود) من خلال فريق علمي أكاديمي متنوع التخصصات بل ينتمي لأكثر من جامعة، وتناولت الدراسة عينات مختلفة المشارب والمناطق من الرجال والنساء من السعوديين ومن غيرهم من إخواننا المقيمين، وتناولت فئات من عامة المسؤولين، إذا فالنتائج التي توصلت إليها الدراسة نتائج علمية معتمدة تؤكد النجاح، وتشهد للتفوق، وتدحض الشائعات، وتحقق التوازن.
وختاماً ففي جعبة الرئاسة من الدراسات الإدارية والاجتماعية والأمنية الشيء الكثير مما نوه عنه فضيلة وكيل الرئيس العام للرئاسة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل أثناء حلقة النقاش المذكورة، ونتمنى أن تتوصل الدراسات المستقبلية إلى نتائج إيجابية مثمرة بناءة وفق ما يتطلع إليه ولاة الأمر أعزهم الله بطاعته، ووفق ما يتطلع إليه القائمون على جهاز الرئاسة، ووفق ما ينتظره رجل الشارع العادي.
ونسأل الله أن يكلل جهود العاملين بالنجاح والتوفيق، والله من وراء القصد.
أستاذ مشارك في جامعة الملك سعود