في ظل ما تعيشه الأمة الإسلامية من متغيرات دولية وأحداث يومية تتبدل ساعة بساعة ولحظة بلحظة يأتي الحديث عن ثوابت الأمة في كتاب صدر عن دار طويق للنشر والتوزيع بالرياض بعنوان (ثوابت الأمة في ظل المتغيرات الدولية) لفضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر القصد منه تأصيل قواعد وتوضيح مسائل يستبين بها المسلم الثابت من المتغير من غير خوض في المسائل التفصيلية إلا على سبيل التمثيل.
فيدخل في معرفة الثوابت لغة واصطلاحاً والفرق بين الثوابت المطلقة والثوابت النسبية والعوامل التي تجعل الثوابت نسبية متغيرة عند المجتهد الواحد وهي تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد.
ثم يذكر جملة من الأسباب المعينة على الثبات على الثوابت بشكل مجمل.. ثم العوامل المؤدية للتنازل عن الثوابت والتبدل فيها.
ويؤكد في كتابه على أنه ليس كل تغير مذموم وليس لزاما أن يكون التغير الطارئ على فرد أو مؤسسة أو جماعة تغير في ثوابتها. فالتغير منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود ومنه ما يعذر الإنسان فيه.
والمسألة الأخرى أن الثوابت النسبية قد تتبين بين الناس ولا يشترط أن يكون الخلاف فيها اختلاف تضاد بل قد يكون اختلاف تنوع وهو الذي ينبغي أن يكون بين العاملين للإسلام فيتمم بعضهم بعضا للقيام بواجبات التكليف المناط بمجموع الأمة، ليكون التباين نسبياً لا يوجب عداوة أو شقاقاً.. أما في كتابه الآخر فقد جاء بعنوان (رسالة المسلم في حقبة العولمة) والذي أشرف عليه مركز البحوث والدراسات بدولة قطر لمحاولة الإرتقاء بالوعي الإسلامي وتبصير المسلم برسالته والمهمة التي يلزمه أن يضطلع بها لإلحاق الرحمة بالعاملين انطلاقاً من قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
وما يتطلب ذلك من الوعي بالذات أولاً وما تمتلك من قيم خالدة قادرة على العطاء والتعامل مع نوازل البعض ومتغيراته وما ترتكز إليه من مخزون تراثي وشخصية حضارية تاريخية حملت قيم الحق والعدل والخير للإنسانية جمعاء وشاركت فيها جميع الأجناس والالوان والثقافات فجاءت نسيجاً إنسانياً عالمياً ولم تكن حكراً على أحد فبرئت بذلك من أدواء الجمود والانغلاق مما يتطلب الوعي بالمخالفين وعقائدهم وتاريخهم وحاضرهم بل كافة مكوناتهم الثقافية حتى يلج المسلم في تعامله معهم على بلج من خلال رؤية واضحة ومعايير ثابتة.
وقد تحدث في كتابه عن العولمة والسنة ومجالات العولمة.. الاقتصادية منها والثقافية وآثارها العقدية والثقافية العامة.
ثم الآثار السلبية لعولمة الإعلام والموقف الشرعي من العولمة والفرق بين رفض العولمة والتعامل معها بسياسة الرفض.. وذكر ثلاثة محاور ليتحقق الأمل الموعود وهي تطوير النظم الإسلامية وآليات تفعيلها وتطبيقها في المجتمعات الإسلامية ثم طرحها للناس ودعوتهم إليها.
والمحور الثاني بيان ما في العولمة الوافدة من مثالب وبيان الحلول الشرعية والبرامج الإسلامية التي يمكن أن تحل محلها مع توضيح الوجه الذي جعلها تفضل غيرها.
والمحور الثالث تحصين المجتمع المسلم من مثالب العولمة وما فيها من أخطاء لبناء المجتمع المسلم المؤهل في كافة المجالات.
جاء الكتاب الاول في 44 صفحة والثاني في 96 صفحة من القطع المتوسط والتجليد عادي.