أعد التقرير: خالد الفاضل
كنت قد كتبت مقالة قبل عدة أشهر في جريدة (الجزيرة) الموقرة تحت عنوان (تفاصيل ومراحل تجنيد الإرهابيين في المملكة عبر شبكة الإنترنت) ولاقت بفضل الله تعالى استحسان الكثير من المهتمين في هذه القضية لاسيما ونحن ما زلنا نعاني من الإرهاب الذي عاشته هذه البلاد حفظها الله تعالى وأدام عزها وذخرها، لاسيما بعد صدور بيان وزارة الداخلية الأخير والذي جاء ليؤكد خطر تنظيم القاعدة على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية. ولعل الكثير يتساءل كيف تم تجنيد هذه الأعداد وكيف كيف جمعت هذه الأموال وكيف يتم التنقل إلى غير ذلك من الأسئلة المهمة والتي تحتاج إلى إجابة واضحة أحاول أن أتلمسها في هذا التقرير..
والحقيقة أن موضوع تجنيد الشباب للخلايا الإرهابية موضوع حساس وقوي وللأسف الشديد أن من خرج عبر وسائل الإعلام وكتب المقالات لم يتطرق إلى الأسباب الحقيقة في كيفية انخراط شبابنا ضمن الخلايا الإرهابية حتى أصبحوا وقوداً للعمليات الانتحارية وضحايا لفتاوى التكفير والخروج على ولاة الأمر، بل إن الكلام لا يعدو أن يكون من باب الاستنكار لهذه الأعمال دون الوقوف على أصل هذه المشكلة وعلاجها بينما نجد الاهتمام البالغ وإقامة الندوات والمحاضرات والتفصيل في لباس المرأة وما يتعلق بذلك من (صبغات للشعر والميش والكعب العالي والتوكة والبكلة واللباس الضيق والعباءة هل هي مخصرة أو غير مخصرة والتحدث عن أنواع الكريمات المرطبة والمبيضة وغير ذلك والتي أشبعت طرحاً عبر وسائل الإعلام) وكأن القضية اليوم هي قضية شؤون المرأة، وهذا ليس تهميشاً وتساهلاً في شأنها ولكن الاستنكار في المبالغة في هذا الأمر وترك الجانب الفكري الذي يهدد استقرار أمن البلاد حكاماً ومحكومين لذا نجد أن الكثير من الآباء والأمهات بل والمربين في سلك التعليم لا يعرفون تلك الأسباب التي تهدد أبنائهم وأبناء المجتمع كي يحذروا منها ويتم تحصين الأبناء من الوقوع في مستنقعات التكفير والتفجير.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع ولحاجة الناس بشكل عام لمعرفة هذه الأسباب استعنت بالله جل وعلا في بيان ذلك نصحاً لله ولرسوله ولعامة المسلمين.
1- جماعة التبليغ والاستراحات وتجنيد الشباب.
قبل أن أبدأ بالتحدث عن جماعة التبليغ وخطرها على أمن واستقرار الدولة أنقل لكم كلاماً للشيخ صالح الفوزان ذكره أثناء قيام الفئة الضالة بالتفجيرات، حيث سئل فضيلته ما نصه: الجماعات المعاصرة هل لها دور فيما يحدث في هذه البلاد من التفجير والتكفير؟
فأجاب بقوله: نعم: الشر أول ما يبدأ صغيرا ثم يتطور.. إلى أن قال: لما انحازوا إلى الحزبيات وإلى الجماعات وإلى التفرق والاختلاف حصل ما حصل، ونخشى ولا حول ولا قوة إلا بالله أن يزيد هذا الأمر، ولكن لعل الله أن يهدي شباب المسلمين فيرجعوا إلى الصواب ويتركوا الحزبيات والجماعات والتفرقات، ويكونون جماعة واحدة، ويكونون حزبا واحدا هم حزب الله وجند الله عز وجل، انتهى كلامه حفظه الله.
وأقول: إن بلادنا كغيرها من البلاد الإسلامية التي غشيتها الجماعات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وقد بين العلماء حقيقة هذه الجماعات الإسلامية وخطرها على أمن واستقرار البلدان الإسلامية بشكل عام وبلادنا بشكل خاص، وجماعة التبليغ تعتبر بوابة من بوابات التجنيد لتنظيم القاعدة في بلادنا وبعض البلاد العربية الإسلامية.
وليس صحيحاً من يقول إن جماعة التبليغ لا علاقة لها بالقضايا السياسية ولا بالخروج على ولاة الأمر ويصفهم بأنهم دراويش لا يفقهون إلا الدعوة فقط، ومن يقول ذلك فهو حقيقة لا يفقه عن هذه الجماعة، فإن من يتابع المطلوبين أمنياً أو الذين خرجوا لساحات القتال في أفغانستان أو العراق أو من قاموا ببعض العمليات الانتحارية يجدهم قد انطلقوا من جماعة التبليغ ومن استراحاتهم ومخيماتهم ولعلي أذكر بعض النماذج عن ذلك/ فمصلح الشمراني الذي اشترك في تفجيرات العليات بمدينة الرياض عام 1416هـ كان من جماعة التبليغ ثم سافر لأفغانستان وعاد إلينا بثقافة التكفير والتفجير كما اعترف هو بنفسه عبر وسائل الإعلام، والقيادي البارز في تنظيم القاعدة بأفغانستان محمد جعفر القحطاني الهارب من سجن باجرام بأفغانستان كان من ضمن جماعة التبليغ (الأحباب) انظر جريدة الوطن عدد 2411 بل استراحة الدريهمية في مدينة الرياض والتي كان يجتمع فيها التبليغيون في مدينة الرياض خرج منها مجموعة من الشباب كانوا يتدربون على الأسلحة الرشاشة في الثمامة عن طريق أحد قيادي التنظيم وأحدهم قتل نفسه في إحدى المواجهات الأمنية في مدينة الرياض، لذا ذكر الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ما نصه: وحسبما بلغني عن بعض الثقات أنهم يرون أن لا طاعة لولاة الأمور عليهم.. إلى أن قال: ولذا يعرف عن هؤلاء أنهم يتربصون بالحكومة السعودية.. ص20، ولجماعة التبليغ في بلادنا استراحات ومخيمات يجتمعون فيها بشكل أسبوعي وشهري وسنوي في شتى مناطق المملكة وينشطون في الإجازات الصيفية بإقامة المخيمات وأذكر على سبيل المثال لا الحصر (استراحة الدريهمية) بجنوب مدينة الرياض فقد كانت هذه الاستراحة والتي أعتبرها (استراحة تفخيخ العقول قبل الأجساد) تفتح أبوابها كل يوم ثلاثاء لاستقبال حدثاء الاستقامة من الشباب ويتم استضافة أحد الدعاة والذين يغلب عليهم التنظيم الحركي، وفي الوقت نفسه يوجد سماسرة من أفراد قادة التنظيم القاعدة لاصطياد الشباب داخل هذه الاستراحة، فيتم اختيار الشباب بدقة وبخاصة إذا كان صاحب بنية جسمية ويرى عليه الاهتمام البالغ في الدعوة بالإضافة إذا كان صاحب سوابق ماضية سيئة، فيتم فرز كل من يصلح لقضية الجهاد والتجنيد وتخصص لهم لقاءات خاصة خارج الاستراحة ويتم وضع شخص (أمير) عليهم فيلقي عليهم الكلمات الوعظية وإعطائهم الأشرطة الإسلامية (الجهادية) وخاصة التي تتحدث عن قضايا الأمة الإسلامية والتي تتحدث عن الجهاد بشكل عام حتى يتمكن منهم ومن ثم تبدأ مرحلة الوضوح والصراحة بنصرة إخوانهم المسلمين في العراق أو أفغانستان، وإذا تغلغل ذلك حولوا من الجهاد داخل العراق إلى داخل هذه البلاد. وقد تعرفت على بعض الأشخاص من تلك الاستراحة حيث تم تدربيهم على الأسلحة الرشاشة خارج منطقة الرياض لأجل الاستعداد للجهاد وشخص من تلك الاستراحة قتل في إحدى المواجهات الأمنية وبعض من الدعاة الذين كانوا يرتادون تلك الاستراحة وهم دعاة للأفكار المنحرفة الجهادية، هم في قبضة رجال الأمن اليوم، ومن يقرأ ويتابع سير الذين يخرجون لساحات القتال في العراق أو أفغانستان يجد بعضهم كانت بدايته مع جماعة التبليغ.
وتجنيد الشباب لتنظيم القاعدة في بلادنا وفي بلاد المسلمين هي من صميم فكرة الإخوان المسلمين قديماً وليست وليدة الساعة فقد قال علي العشماوي المسئول عن التنظيم الخاص للإخوان المسلمين تحت قيادة سيد قطب مؤلف كتاب التاريخ السري للإخوان المسلمين:
وبدأ العمل في تجنيد مجموعات جديدة من الشباب المتحمس للإسلام، وكان من أقرب المجوعات إلينا، تلك المجموعة المندمجة في جماعة (الدعوة والتبليغ) وكان من السهل إقناعهم بأننا نعطيهم أكثر، وأن هذا هو الخط الإسلامي المتكامل الذي ينبغي أن يسيروا فيه، انظر ص99-100
وقال أيضاً: وكان اقترابي منهم إلى حدٍ كبير لمجرد أنهم (حقل جيد) يُعد الشباب الذي أريد، واقتطفت منه ما أشاء من الأخوة في تنظيمنا، وأكمل لهم فكرهم حسب خطتنا وحسب فكرنا المتكامل. انظر ص100
قلت: أليس هذا أقرب دليل على ما تقوم به الجماعات الإسلامية في بلاد المسلمين عامة وبلادنا خاصة، ألم يحن الوقت لمراجعات واقع المخيمات التي يديرها ثلة من جماعة التبليغ المنتشرة اليوم وبغفلة من الجهات المسؤولة والمعنية بهذا الأمر؟
2- التسجيلات الإسلامية والتعبئة الجهادية.
لا شك أن بلادنا الإسلامية هيأت كل سبل الدعوة وسهلت الكثير من المناشط الدعوية والعلمية وهذا فضل الله علينا وعلى هذه البلاد المباركة، ولكن هناك من يصطاد في المياه العكرة ويدس السم في العسل ويمرر كل ما يريده لإضلال شبابنا وشباب المسلمين (تحت شعار الدين)، فمثلاً الكثير من التسجيلات الإسلامية تحتوي على أناشيد جهادية حماسية ثورية، تنادي بالجهاد وبعصيان ولاة الأمر وبعضها يقرر العمليات الانتحارية، وتحتوي هذه الأناشيد على هدير الرشاشات وصوت التفجيرات وقصف الطائرات والصراخ وتكبير المقاتلين، بل بعض هذه الأناشيد الجهادية هي تلك الأناشيد التي دمجت مع وصايا من قام بتفجيرات شرق مدينة الرياض والمحيا فمن الأشرطة الجهادية التي تباع اليوم في التسجيلات الإسلامية والتي لا يتحدث أصحابها عن شروط الجهاد وضوابطه الشرعية بل يتحدث أصحابها عن فضل الجهاد والقتال في سبيله وتساهم بشكل غير مباشر في تغذية الأفكار المتطرفة كالأشرطة التي تتحدث عن غزوة أحد وبدر ومعركة حنين والقادسية وفتح سمرقند، وهذا ليس اعتراضاً عن التحدث عن هذه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده المبارك ومعرفة سير الجيل الأول من الأمة بل إن هذه العناوين عبارة عن غطاء يتستر المحاضر من خلاله حيث ينطلق في المحاضرة إلى ربط الشباب بما يحصل الآن في العراق وأفغانستان وتعداد فضل الجهاد وفضل الشهيد... وهذا الذي يريده الشباب وهذا الذي يجعلهم يتسابقون إلى ساحات القتال، وإلا لو كان في هذه الأشرطة فضل الجهاد والشهادة في سبيله ولكن قيد بشروط وأصول الجهاد لما رأينا شباب هذه البلاد في تلك الدول يقاتلون.
بل رأينا أن الكثير من الأشرطة التي توزع بالمجان هي من هذا النوع.
بل إن أحد الدعاة له أشرطة يتحدث فيها عن الجهاد وشريط آخر يثني فيه على أسامة بن لادن ومصرحاً بذلك.
وهذه الأشرطة تشحذ الهمم وتؤزر الشباب للإقدام للبلاد التي يحصل فيها قتال للانخراط مع الجماعات المسلحة ومن ثم يعودوا إلينا جاهزين للقيام بأي عميلة تطلب منهم أو يتم تجنيدهم هنا إذا لزم الأمر كما حصل لبعض الشباب.
ومما يدل على أن شباب هذه البلاد مقصود بالغزو الفكري من أصحاب المناهج الحزبية والحركية، أن الكثير من التسجيلات الإسلامية لا تبيع الأشرطة التي فيها تحذير من العمليات الانتحارية وتحذير من دعاة الضلال كأسامة بن لادن والمسعري والفقيه والظواهري، ولا تبيع الأشرطة التي فيها التحذير من الذهاب للجهاد في أفغانستان أو العراق وتحذير من الجماعات الوافدة باسم الدعوة كالتبليغ والإخوان المسلمين، وغيرها من الأشرطة التي تأبى وترفض بعض التسجيلات الإسلامية بيعها ونشرها للشباب والسبب لأن ذلك يخالف المنهج الذي يسيرون عليه والتزموا به وأخذوا العهد عليه.
ولذا أتحدى أي تسجيلات إسلامية في المملكة العربية السعودية التي تبيع الأناشيد الجهادية والمحاضرات الجهادية كالتي مر ذكرها أن تبيع الأشرطة التي فيها كلام للعلماء في التحذير من أسامة بن لادن والظواهري والفقيه والمسعري وغيرها من الفتاوى المهمة في قضايا الأمة.
3- تحذيرهم من العلماء الكبار أو من يفضح منهجهم وربطهم بصغار الدعاة أو من يوافقهم مناهجهم الباطلة.
وهذه من الطرق التي يسلكها منظرو الجماعات الإسلامية ومنظرو فكر القاعدة فهم دائماً ما يحذرون من كبار العلماء إما تلميحاً أو تصريحاً ويوصفونهم بأوصاف منفرة حتى يبتعد الشباب عن العلماء فيكون الشيخ هو شيخ الاستراحة أو المخيمات الذي يرى جواز الجهاد في العراق ويأتي لهم بأخبار المعارك في العراق أو أفغانستان أو ما يحصل من تمرد في الصومال وخروج في الجزائر وجواز سماع الأناشيد الإسلامية ويثنى على المجاهدين في العراق وأفغانستان وقادتهم فهذا هو الشيخ الذي يجب الأخذ منه ولزوم ركبتيه.
ولذلك هؤلاء يحرصون على تشويه صورة العلماء وطلبة العلم الذين يخالفونهم في طرقهم المخالفة للكتاب والسنة فتارة يتهمونهم بأنهم علماء سلطة وتارة يتهمونهم بأنهم لا يفقهون الواقع وتارة يتهمونهم بأنهم أعداء للدعوة وللدعاة وللجهاد وتارية يصفونهم عملاء للغرب والدول الأجنبية ويصفونهم بألقاب لأجل التنفير منهم وحتى لا يغتر الشباب بهم بزعمهم.
4- نشاطهم يتحول من المدن إلى القرى.. حسب الظروف المحيطة بهم.
تنظيم القاعدة مازال يحرص على اجتثاث أفراد المجتمع ويعمل في الإمكان التي تقل فيها المراقبة الأمنية ويضعف فيها الجانب الفكري خاصة بعدما تلقى الكثير من الضربات الاستباقية من قبل رجال الأمن بتوفيق الله تعالى واليوم يتوجه إلى القرى والإمكان البعيدة عن المدن المكتظة بالسكان، فهم يحرصون على تجنيد الشباب وخاصة صغار السن وحدثاء الاستقامة ويركزون تركيزاً أولياً على العاطلين والتعبئة النفسية والتدريب على السلاح.، بحيث يستغلونهم نظراً لواقعهم الذي يعيشونه وبهذا يسهل التجنيد لاسيما وأن محاربة الأفكار المتطرفة تقل في القرى بشكل كبير وهذا يسهل عميلة التجنيد، وأيضاً يكثر نشاطهم في المدن وخاصة الإمكان التي يسكن فيها الأثرياء والأحياء الراقية، فيسعون للتعرف على أبناء تلك الأحياء في المساجد وتكون البداية بتقديم هدية عبارة عن شريط (إسلامي) يتحدث عن واقع المسلمين في البلاد التي فيها معارك كالعراق مثلاً بعد ذلك يتم إقناعهم بمساعدة المجاهدين في الخارج وتأمين احتياج أسرهم، حتى يتمكنوا منهم بهذه الطريقة.
بالإضافة أنه عند القيام بعملية انتحارية أو هجوم مسلح يقوم به تنظيم القاعدة في أفغانستان أو العراق أو في أي مكان تتواجد فيه هذه التنظيمات يقوم الإعلاميون لتنظيم القاعدة بنشر هذه الأخبار عبر شبكة الإنترنت وأخص بالذكر موقع الساحات السياسية وموقع أنا المسلم وغيرها من المواقع التي تخدم مصالح تنظيم القاعدة وفي المواقع المهمة والتي يتواجد فيها أكبر عدد ممكن من الناس فيقومون بنشر صور الهجوم وكتابة التقارير الخاصة بها، فينتظروا المؤيدين لهذه الأعمال في داخل الدولة السعودية أو في خارجها بعد ذلك تتم مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني للمشاركة في مساعدة الأخوة المجاهدين ولو بنشر أخبارهم وشيئاً فشيئاً حتى يتم تجنيد البعض بهذه الطريقة ومن ثم يخيرون بين الجهاد في العراق أو أفغانستان أو الجهاد في داخل المملكة العربية السعودية.
ومن أساليبهم داخل المدن والقرى أنهم يحرصون على تغيير أشكالهم بحلق لحاهم ولبس الجينز أحياناً ووضع الأشرطة الغنائية في سياراتهم والمجلات محاولة منهم لاختراق المجتمع والمؤسسات الحكومية والتمويه على رجال الأمن عند نقاط التفتيش بزعمهم.
والبعض منهم يستخدم هذه الطريقة عند مغادرته الأراضي السعودية لأجل الجهاد في العراق، وكل هذه الأساليب صدرت بفتوى من مشايخ الضلال عندهم كما أفتى بعضهم بالانتحار والسرقات والغش.
5- الثناء على أسامة بن لادن وتكذيب فتاوى ابن باز.
للأسف الشديد أنه وجد في هذا العصر من يثني على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلادنا كالشيخ عبدالله بن جبرين للأسف الشديد بل ويعتذر له في تكفيره للدولة السعودية، وليس هذا فحسب بل يعتبر فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مكذوبة عليه وليست صحيحة، لذا يحرص محبي تنظيم القاعدة عبر شبكة الإنترنت نشر هذه الفتوى في الكثير من المواقع لأجل إضلال شباب الأمة الإسلامية، والمصيبة أن هذا التكذيب لهذه الفتوى لم يصدر إلا بعد وفاة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والفتوى موجودة في مجموع فتاوى الشيخ وفي شريطٍ صوتي، وقد أثبت ذلك الكثير من العلماء كالشيخ صالح الفوزان.
6- محاضرات وأناشيد الجهاد تقام في شقق مفروشة؟
نستغرب من وجود الكم الهائل من الأناشيد الجهادية الحماسية والزج بها في التسجيلات وشبكات الإنترنت وكذا المحاضرات مع أننا لا نجد في الغالب إعلانٌ للمحاضرات الجهادية تعلن عبر وسائل الإعلام ولا في الملصقات التي توضع على جدران المسجد؟
فإذاً متى تقام هذه المحاضرات والأناشيد وأين؟
سؤال مهم ويحتاج إلى إجابة.
الحقيقة أن أصحاب هذه المحاضرات والأناشيد الجهادية الكثير منهم يتهرب من وزارة الإعلام خشية منع الشريط من الفسح مع أن الغالب من هذه النوعية من الأشرطة تفسح مباشرة دون إعاقة، فالحاصل أن هناك مهندسين أصوات لهم شقق مفروشة أو شقق خاصة (عائلية) يقوم المحاضر والمنشد بإنجاز عمله داخل هذه الشقة تحت إشراف مهندس الصوت، وإذا انتهى العمل فالأناشيد إن كان من الصعب إخراجها للتسجيلات الإسلامية فمباشرة تنشر عبر مواقع الإنترنت فلها سوقها ولها روادها، وكذا المحاضرات إما أنها تنشر عبر المواقع أو تدس في التسجيلات الإسلامية دون حسيب أو رقيب؟!
ولذلك وجد الكثير من الأناشيد الجهادية التي تعزي بمن قتلوا في دولة العراق وتذكرهم بأسمائهم فالمقتول والمنشد جميعهم من أبناء هذه الدولة ولا نرى أي متابعة أو مسائلة عن هذه الأناشيد الجهادية والضحية هم أبناء الوطن!!
7- أناشيد تغذي التطرف والإرهاب الجهادي.
تعتمد الكثير من الجماعات الحزبية في الوطن العربي على إشعال روح الهمم لدى الشباب، ويشتد الأمر في بلادنا، حيث أن غالب التسجيلات الإسلامية وبنسبة كبيرة جداً لا تخلو من الأناشيد الإسلامية، وليس هذا فحسب بل لا تخلو من الأناشيد الجهادية الحماسية الثورية، والهدف من هذه الأناشيد هو تهيئة الشباب للجهاد والغزو وتحريك مشاعرهم تجاه ما يحصل للمسلمين في البلاد الإسلامية بل بعض هذه الأناشيد تعتبر القيام بالعمليات الانتحارية شهادة في سبيل الله وهناك أناشيد تعتبر من يقتل في تلك المعارك شهيد وأنه يتمتع بالحور العين وأناشيد تصبر الوالدين عند سماعهم بمقتل أبنهم في ساحات القتال إذا خرج من الدولة، فمن ذلك ما ينشده منشد المجاهدين (كذا يسمونه في مواقع الإنترنت) أبو عبدالملك حيث يقول: أماه خلي الدمع والتنهيد أن ابنك المقبور مات شهيداً أماه كلا لا تقولي قد مضى ولدي على درب الأسى مفقودا أنا في جنان الخلد حياً لم أمت قد صرت خلقاً في الجنان جديداً فأنا هنا حيٌ وربي لم أزل وأعيش في كنف الإله سعيداً.
وللمعلومية أن المنشد أبو عبدالملك هو صاحب نشيد نحن الذين على الجهاد تبايعوا ونشيد فجروهم حيث كانوا وانحروهم والموجود في الملف الصوتي (لمواجهات لتنظيم القاعدة في حي السويدي في مدينة الرياض) ونشيد سنخوض معاركنا معاهم والذي هو موجود أيضاً في وصايا من قام بالتفجيرات.
بالإضافة لبعض المنشدين والتي تنادي بفك الأسرى، بل هناك أناشيد خاصة للأطفال تدعوهم لحمل الأسلحة الرشاشة والقتال وبعض الأشرطة يوجد فيها وصايا لمقاتلين في البلاد التي أشرت إليها سواء في أفغانستان أو الشيشان مصحوبة بهدير الرشاشات وقصف الطائرات فمن أناشيدهم والتي تباع لشباب هذه البلاد:
المجاهدون، ثوار، قادمون، دوي الرصاص، أنا في الميدان، الكارثة وطلائع النصر، وإني ماضٍ لأجاهد، فجروهم حيث كانوا وانحروهم، جهزونا سلحونا أيدونا، وبعضها عبر شبكة الإنترنت كالحور تناديك، هيا أقتلوني شهيداً.
ومن أناشيدهم الموجودة اليوم عبر التسجيلات الإسلامية والتي تدعو إلى التمرد على ولاة الأمر والذهاب إلى ساحات القتال كالعراق أو أفغانستان:
بارودتي بيدي وبجعبتي كفني، بغداد فانتطري فجري ولا تهني، قدسي فانتظري فجري ولا تهني، ونشيد: فجر يا استشهادي في أعداء الدين، ونشيد: لبيك يا أرض العراق أقولها رغم القيود فلن أعيش جباناً، ونشيد سنخوض معاركنا معهم وسنمضي جموعاً نردعهم، ونشيد النصر لاح لنا من فوق تلك الجبال بيعة الموت هنا بيعة الموت هنا (وهذا المنشد يشير إلى أن النصر لاح من جبال أفغانستان وبيعة الموت التي بايع عليها هنا في المملكة العربية السعودية) ولا عجب أن يكون هذا المنشد من زملاء الانتحاري محمد الشهري، والأمر المخزي أن بعض هذه الأناشيد الموجودة في التسجيلات الإسلامية وإلى يومنا هذا هي موجودة في وصايا من نفذ التفجيرات في بلادنا المباركة، وأناشيد الانتحاري محمد شظاف الشهري الذي فجر نفسه في مجمع الحمراء السكني شرق الرياض في عملية إرهابية عام 1424هـ يباع بعضها وإلى يومنا هذا في التسجيلات الإسلامية، وخلاصة هذه الأناشيد أنها تبدأ بالتحريض للجهاد والعمليات الانتحارية والتمرد على ولاة الأمر وتنتهي بتسلية الآباء والأمهات والصبر واحتساب الأجر عند الله حينما يقتل أبنائهم في المعارك! ولا ننسى أن بعض هذه التسجيلات الإسلامية تبيع أشرطة محمد حسان (المصري) الذي يعلن بكل صراحة تأييده لحكومة طالبان وتنظيم القاعدة إذ يقول قال ما نصه: (وأمريكا تدخلت الآن بذريعة القبض على أسامة أو قتل أسامة، وهو البطل الذي أسأل الله أن يحفظه بحفظه وإخوانه جميعًا، فإنهم هم الذين ردوا شيئًا من الكرامة المسلوبة لهذه الأمة). شريط: (لك الله يا أفغانستان).
وللمعلومية فإن الكثير من الأناشيد الجهادية والتي تباع في التسجيلات الإسلامية موجودة في المواقع الجهادية عبر شبكة الانترنت ويتم استخدامها والاستفادة منها في عمل الأفلام الجهادية والقتالية في العراق وأفغانستان ووصايا المقاتلين.
8- مقالات وصوتيات لبعض مشايخ الصحوة تساند التنظيمات الإرهابية وتنادي بالتربية الجهادية!
قبل أن أسرد بعض كلمات مشايخ الصحوة الخطيرة أذكر كلاما لأحدهم وهو الشيخ طلال الدوسري والذي سئل عن مشايخ الصحوة الذين خرجوا من السجن ما نصه: يقول البعض إن كثيراً من المشايخ كانت مواقفهم شديدة؟ ولكن بعد المحن تراخت؟
فكان الجواب: ليس بصحيح وأنا أعتبرها استراحة محارب، فالداعية تتغير فيه أشياء لكن المنهج لا يتغير أبداً، هذا بيننا وبين الله قد يتغير شيء من الجوارح أما القلب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وهذا دين ندين الله به. ذكر ذلك في مجلة السمو ص11 العدد الثالث عشر.
قلت: فهنا الشيخ طلال ينفي تراجع البعض عن مناهجهم ويصف مواقفهم الحالية باستراحة محارب، وهذا يؤكده بقاء الأشرطة المهيجة والمقالات المحرضة دون البراءة منها ومما فيها من باطل، فهناك الكثير من المقالات التي تؤجج مشاعر الشباب وفيها تكفير صريح للدول. وأضرب على ذلك بعض الأمثلة: فقد قال سليمان العلوان مكفراً المملكة العربية السعودية وجميع البلاد الإسلامية مستثنياً فقط حكومة طالبان في شريط (كيف ينتصر المسلمون) إذ يقول: إن حكومة طالبان حكومة إسلامية تمثلت فيها حقيقة الإسلام وقد هدموا كثيراً من القبور وحطموا الأصنام... الخ إلى أن قال: البلاد العربية كلها تحكم بغير شرع الله، تحكم بالطاغوت والقوانين الوضعية، وهي متحالفة أيضاً مع نظام هيئة الأمم وهذا لا يوجد في حكومة طالبان.. الخ ويدل على تكفيره لكل من يحكم بالقوانين الوضعية ما جاء في كتابه الموجود في الكثير من المكتبات والذي يعتمد عليه أفراد تنظيم القاعدة حيث قال: أن الذين يفضلون أحكام الطواغيت الوضعية على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فهؤلاء كفار)، انظر كتاب التبيان في شرح نواقض الإسلام ص: 36 ويدل على أنهم يقصدون ويفسرون هذا الكلام ببعض الدول الخليجية بذلك ودولتنا السعودية بشكل خاص حيث قال أحدهم والذي يصفه تلاميذه بابن تيمية هذا العصر (وهو براء من هذا الوصف) فقد قال عبر قناتهم المحبوبة قناة الجزيرة، برنامج: بلا حدود، حلقة الأحد 14-9-1424هـ الموافق 9-11-2003م. (يجب على الدولة أن تعالج هذه المشكلة، يعني.. يعني (تلغى كل القوانين الوضعية)، وتتحاكم فعلاً إلى الشريعة.
قلت: فتأملوا قوله: تلغى كل القوانين الوضعية وتتحاكم فعلاً إلى الشريعة.
والدولة الإسلامية في نظرهم الإسلامية والتي تطبق شرع الله وتحكم بما أنزل الله (هي حكومة طالبان) البلاد التي خرجت لنا المعثم والهاجري والمقرن والدندني الذين كفروا البلاد والعباد وعاثوا في الأرض الفساد، ويقول أيضاً في شريطٍ صوتي:
(فشوقنا كبيرٌ أن تكون أفغانستان النواة واللبنة الأولى للدولة الإسلامية).
المصدر: شرح العقيدة (الطحاوية) الشريط رقم (266) الوجه الثاني.
وأنسب ردٌ لهذا وأمثاله هو ما قاله العلامة الفقيه محمد بن عثيمين رحمه الله إذ يقول: لا يضر السحاب نبح الكلاب، لا يوجد والحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة، وهي لا تخلو من الشر كسائر بلاد العالم، بل حتى المدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من بعض الناس شر.لقد حصلت السرقة وحصل الزنا.
وقال أحد شيوخ الصحوة نافياً عن حكومة الكويت الشقيقة أن تكون حكومة شرعية بقوله: إن حكومة الكويت ما كانت تحكم بالشريعة الإسلامية، وما كانت تحكم بما أنزل الله، بل كانت تحكم بالقوانين الوضعية.
قلت: فلا تستغربوا أن نرى من يكفر الحكومات الخليجية ويخرج على ولاة الأمر فيها إذا علمنا أن هذه الفتاوى هي السبب.
وقال صاحب كتاب (كيف الأمر إذا لم تكن هناك جماعة) تأليف: عبدالحميد هنداوي والذي قدمه عميد كلية الشريعة سابقاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سعود النفيسان: فالمسلمون اليوم جميعاً بلا جماعة ولا إمام وقد يعترض البعض على هذا بوجود دولة مثل أفغانستان إذ إن لها حكومة إسلامية وراية إسلامية قائمة على الجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ومواجهة قوى الكفر والطغيان المحادين لله تعالى. (ص:101- 102).
بل جوز صاحب هذه الكتاب الهجرة إلى أفغانستان!
فقال: يجوز للمسلم إن يهاجر إليها وأن يعمل تحت رايتها كما يجوز أن يعمل مع غيرها من الجماعات التي تعمل لنصرة هذا الدين ورفع رايته..الخ..
وقال أيضاً: وخاصة أنه ليس هناك دولة من هذه الدول تعلن أنها دولة الخلافة أو يعلن رئيسها أنه خليفة المسلمين أو يبايعه الناس على ذلك فإن ذلك لم يحدث في بلد من البلدان ولو على مستوى القطر نفسه وإنما هي ملكية وراثية أو انتخاب على الرئاسة لا على الخلافة. (ص:103)
وقال صاحب (دعاة على أبواب جهنم) يوسف الفكي والذي قدمه الشيخ عبدالله بن جبرين: إن ديار اليوم هي ديار كفر ولم يتميز المؤمنون من المجرمين، والمتحمسون من المتعجلين ينادون بقتال الطاغوت وكأنهم لا يعلمون أن ورثته أشد منه مكراً. ص:176
وقال: إن في اغتيال الطاغوت أجر، وهو من أحب الأعمال إلى الله، ولكن قد تحول موانع بين المجاهدين وبين الطاغوت، ومن الموانع التي تكون عقبة في طريق المجاهد عدم تجمع العصبة المسلمة تحت لواء موحد، يكون ذلك إذا وحدوا صفهم وأعدوا عدتهم وأنهم متميزون عن عدوهم
وقال: وعلى الدعاة أن يصبروا حتى تتميز الصفوف... المرجع السابق: 176
وفي كتاب (التربية الجهادية) والذي منع من نشره في المكتبات السعودية ونشره الشيخ ناصر العمر في موقعه (المسلم) بالرغم من منعه يقول صاحبه مخاطباً التنظيمات الإرهابية الخارجية التكفيرية التي تواجه الحكومات الإسلامية: (.. ليس المعني في الموقف الثاني تلك الحركات الجهادية التي تدافع عن المسلمين في أفغانستان والشيشان وغيرها،وإنما المعني هم أولئك الذين يرون مواجهة الأنظمة الطاغوتية في بلدان المسلمين دون الحصول على الحد الأدنى من الإعداد والقدرة، وقبل وضوح راية الكفر في تلك البلدان للناس، ودون وضوح راية أهل الإيمان في مقابل ذلك؛ مما ينشأ عنه اللبس والتلبيس على الناس، فتختلط الأوراق ويجد هؤلاء المجاهدون المستعجلون أنفسهم وجهًا لوجه أمام إخوانهم المسلمين الذين غرر بهم ولبس عليهم وقيل لهم بأن حكومتهم شرعية، وأن الخارجين عليها متطرفون إرهابيون مفسدون، ولم يجد الناس من يزيل عنهم هذا اللبس فحينئذ تقع الفتنة بين المسلمين، ويقتل بعضهم بعضًا..)
وفي صفحة93 يقول أيضاً مؤلف الكتاب: إذا كان العدو منافقًا أو مرتدًا قد التبس أمره على المسلمين فلا بد أن يسبق ذلك جهاد البيان وفضحه للناس حتى يستبينوا سبيل المجرمين وتتضح راية الكفر للناس، وفي نفس الوقت يُعَرِّف المجاهدون أنفسهم للناس حتى يتبينوا حقيقة دعوتهم وأهدافهم، وأنهم لا كما يصورهم إعلام المجرمين بأنهم إرهابيون مفسدون خارجون على الشرعية? وسيأتي تفصيل هذه المسألة قريباً إن شاء الله تعالى.. انتهى.
وفي غلاف كتاب التربية الجهادية متحدثاً عن الأخذ بكل الأسباب المشروعة لإعداد العدة الشاملة للجهاد:
(ومن أهم هذه الأسباب والوسائل: فقه المرحلة التي نحن فيها ولوازمها، وذلك حتى لا تضيع الأمة بين المفرطين في إعداد العدة لجهاد الكفار وتربية النفوس على ذلك، وبين المتعجلين للمواجهة مع الكفار والمنافقين بالصدام المسلح قبل استيفاء شروط تحقيق هذه المواجهة).
قلت: فهو يرى أن هذا الكتاب يحث على معرفة الواقع الذي يعيشه الجهاديون وعدم مواجهة الأنظمة الحاكمة قبل استيفاء تحقيق شروط المواجهة وهي إعداد العدة وبيان كفر الحاكم.
فهو لا ينكر الخروج على الحاكم بل ينكر استعجالهم في الخروج قبل إعداد العدة، فتأملوا يارعاكم الله واعلموا ما يحاك لهذه الدولة المباركة ليلاً ونهاراً.
والعجيب في الأمر رغم ضلالات هذا الكتاب ومنعه من النشر في المكتبات إلا أن الشيخ ناصر العمر قد وضعه في موقعه وأثنى عليه بالرغم من إحالة أفراد تنظيم القاعدة لهذا الكتاب والذي يعتبر مرجعاً لهم.
بل إن الشيخ ناصر العمر يقول مخاطباً حكام المسلمين كما هو منشور عبر موقعه (المسلم): (هل تتصورون أنكم في سجنكم للدعاة، أو في قتل الدعاة، أو في تشريد الدعاة تحققون أهدافكم؟! لا والله، إن من خلال التجارب في السنوات الماضية ثبت عكس ذلك تماما؛ فإن السجون مدرسة الدعاة، مدرسة لتمحيص الدعاة، ولإخراج الرجال).
وتحت عنوان رسائل إلى المجاهدين في أنحاء العالم وخص جبهة الإنقاذ حيث يدعوهم للصبر بقوله: (صبرا إخواننا في الجزائر، هذا طريق الدعوة، لا بد من الجهاد، لا بد من التحمل).
وقال: لا يمكن أن يحدث هذا بدون تضحيات، فصبرا.
قلت فتأمل أخي المسلم الكريم ناصر العمر يدعو جبهة الإنقاذ بالجزائر بالصبر والاحتساب عند الله، وهذه الجماعة قد تلطخت أيديها بدماء المسلمين في الجزائر وقامت بأعمال تفجيرية وكفرت وأفسدت في الأرض، والشيخ محمد بن عثيمين في شريطٍ صوتي ومكتوب بخيط يده ينادي هذه الجماعة بتقوى الله جل وعلا ورمي السلاح والكف عن قتل المسلمين والأنفس المعصومة، والشيخ ناصر العمر يأتي ويدعوهم للصبر والاحتساب في أعمالهم ويصفهم بالمجاهدين؟!
ولا نستغرب أنه جاء ذكر شيخين من رموز الصحوة هما سلمان العودة وسفر الحوالي في المملكة العربية السعودية في كتاب إدارة التوحش الذي جاء ذكره في بيان وزارة الداخلية حيث جاء في نفس الكتاب (أن التيارات التي وضعت مشاريع مكتوبة وتصلح للنقاش لما لها من واقع عملي، هي خمسة تيارات:
(1) تيار السلفية الجهادية.
(2) تيار سلفية الصحوة الذي يرمز له سلمان العودة وسفر الحوالي).
وقد سبق هذا الكتاب فارس الزهراني أحد عناصر تنظيم القاعدة في بيانٍ صوتي له مشهور.
9- كلمات خطيرة لم يتم التراجع عنها؟
هناك الكثير من الكلام الخطير الذي مازالت تؤجج مشاعر الشباب والذي لم يتراجع عنها أصحابها وهي موجودة عبر شبكة الإنترنت ففيها التحريض والتكفير الشيء الكثير وأورد بعضها لضرب الأمثلة فقط.
قال صاحب شريط (رسالة من وراء القضبان) والمنشور عبر شبكة الانترنت (غير المحجوب) أما السجن فلا يعنيني في قريب أو بعيد، فأمره سهل.. إلى أن قال: والسنن الجارية على من كان قبلنا، وهو الطريق إلى تصحيح الأوضاع ولا شك في ذلك، بل إنني أطمع وأرجو أن يكون ذلك تفجيراً للطاقات الكامنة في الأمة، لأننا نحتاج إلى أعداد غفيرة من الدعاة والمصلحين والمجاهدين في هذا السبيل.
وقال أيضاً في شريط له: ضغوط الناس لا يمكن إهمالها بحالٍ من الأحوال، فنحن -الآن- في عصرٍ صار للجماهير فيه تأثيرٌ كبير، فأسقطوا زعماء كباراً، وهزوا عروشاً، وحطموا أسواراً وحواجز، وما زالت صورة العُزَّل الذين يواجهون الدبابات بصدورهم في الاتحاد السوفيتي، بعدما قام الانقلاب الشيوعي الأخير الذي فشل، ما زالت صور أولئك العزل يتدافعون في وجوه الدبابات بالآلاف، بل بعشرات الآلاف حتى استطاعوا، وهم لا يملكون ولا رصاصة واحدة أن يقفوا في وجه ذلك الانقلاب ويفشلوه، ما زالت هذه الصورة ماثلة للأذهان، وقد رآها العالم كله حيةً في شرقه وغربه.
وقال الشيخ سلمان العودة في محاضرة (التربية الجهادية) لا شك أن الشاب المكتمل هو هدف هذه التربية الأساسي، فإن الشباب هم وقود الحروب والمعارك وحطبها، ولذلك فإن العناية بهم أبلغ من العناية بغيرهم، لكن -أيضاً- كبار السن والأطفال والنساء هم هدف لهذه التربية، ولذلك انظر تجد الأطفال الصغار مستهدفين بالتربية الجهادية، فتربيهم في المنزل على بغض الكفار وقتالهم، وتنشئتهم على أخبار الجهاد والمجاهدين، وما أعد الله تعالى في الجنة لهم، وتحفيظهم أناشيد الجهاد في سبيل الله، العناية بغيرهم، لكن -أيضاً- كبار السن والأطفال والنساء هم هدف لهذه التربية، ولذلك انظر تجد الأطفال الصغار مستهدفين بالتربية الجهادية، فتربيهم في المنزل على بغض الكفار وقتالهم، وتنشئتهم على أخبار الجهاد والمجاهدين، وما أعد الله تعالى في الجنة لهم، وتحفيظهم أناشيد الجهاد في سبيل الله.
وقال أيضاً: أيضاً الدروس في المساجد سواءً كانت دروس قرآن أو دروساً علمية، فالمقرئ -مثلاً- الذي يحفظ الطلاب القرآن، أليس لائقاً به أن يقف عند آيات الجهاد والاستشهاد، ويحيي في الناس هذه المعاني، أو الشيخ الذي يدرس الناس -مثلاً- كتب السنة أليس لائقاً به أن يقف عند أحاديث الجهاد في سبيل الله عز وجل: كتاب الجهاد.. كتاب السير والمغازي.. أخبار المجاهدين في سبيل الله.. سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلا نريد أن يتخرج إنسان يحفظ القرآن فقط لكنه لا يغار لله ورسوله، ولا نريد أن يتخرج إنسان يحفظ صحيح البخاري وصحيح مسلم ولكنه لا يهمه أن تنقلب الدنيا رأساً على عقب، نريد إنساناً يحفظ القرآن، ويحفظ صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومع ذلك يعيش هموم المسلمين ويحزن لأحزانهم، ويسعى إلى الإصلاح بقدر ما يستطيع، ويحاول أن يجاهد في الواقع بكافة الميادين.
أيضاً المدرسة تقوم بتربية علمية وعملية كثيرة، ونشاطات مختلفة علمية وبدنية، ونشاطات صفية وغير صفية، فلا بد أن تشتغل المدرسة الابتدائية، أو المتوسطة، أو الثانوية، أو الجامعة بالتعبئة وإعداد الناس لهذا الأمر. كذلك وسائل الإعلام يجب أن تربي الناس على الجهاد في سبيل الله عز وجل في كل شيء، حتى الأناشيد التي تبث وتذاع يجب أن تكون أناشيد حماسية تحرك في الناس روح الجهاد في سبيل الله، وترفع الناس عن حضيض الشهوة والمادة والدنيا، ولا يمكن أن نتصور أنا نتغلب على عدونا بحنجرة فلان أو فلانة، كلا، ولا بصوت المغني الفلاني، وإنما نتغلب على عدونا بأن نعد الناس إعداداً صحيحاً تتضافر فيه جميع الوسائل ومنها وسائل الإعلام، فهي تساهم مساهمة فعالة في بناء المجتمع ويدخل في ذلك التلفزة والإذاعة والصحافة وغيرها، يجب أن تجند كما ذكرت في تعبئة الناس وإعدادهم لمعركة الإسلام الكبرى.
قلت: فأي معركة الإسلام الكبرى التي يريد منها استعداد المجاهدين لها وتجميع الشباب لها وتربية الرجال والنساء والأطفال عليها؟
وكيف لا نستغرب من وجود الكم الهائل من الخارجين عن الطاعة والذين يريدون سفك الدماء والتخريب والإفساد يجدون مثل هذا التوجيه في تأجيج مشاعرهم نحو المجتمع والدولة.
10- طريقتهم في جمع التبرعات.
نستغرب عند سماع بيان لوزارة الداخلية وبث الصور، الكم الهائل من جمع الأموال التي بحوزة تنظيم القاعدة، كيف وصلت لهم وكيف تم جمعها ومن يساندهم في ذلك.
ولذلك نقول: إن جمع هذه التبرعات يمر بعدة طرق فمن تلك الطرق.
1- الاستعانة ببعض مراسلي تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق والذين يحملون تزكيات وطلب المساعدة لدعم المجاهدين في تلك الدول نظراً لحاجتهم لتلك التبرعات فهم يأتون عن طريق الحج والعمرة فهم يدخلون الدولة دون معرفتهم وكشف هويتهم لأن ذلك يصعب للغاية، فتقدم هذه التزكيات لبعض المشايخ المعنيين بذلك وهم يقومون بجمع الزكاة والصدقات من الناس بحجة أن الجمع لصالح الأسر الفقيرة أو حلقات تحفيظ القرآن أو الأعمال الخيرية وهذه الطريقة يسلكها ممن عرفوا بعدم سلامة المنهج. ومن ثم تسلم الأموال لهم بهذه الطريقة ويتم بها شراء الأسلحة والمتفجرات وتدريب تنظيم القاعدة وتدريب شباب هذه البلاد الذين يتم إرسالهم كي يعودوا متدربين ومستعدين لأي توجيه يقال لهم.
2- الحرص على جمع التبرعات لتفطير الصائمين قبيل رمضان وفي رمضان والهدي وكفالة الدعاة عن طريق الكوبونات، وهذه أسهل طريقة لجمع التبرعات وخاصة في مكة المكرمة نظراً لإقبال الناس في بذل الخير ومساعدة الفقراء وسد حاجة الناس.
3- طلب دعم الفقراء والمحتاجين في الداخل بأشياء عينية كالثلاجات والأفران وغرف النوم والمجالس والمكيفات، وإذا تم جمع أكبر عدد ممكن من هذه العينات تم بيعها وتحويلها لتنظيم القاعدة في الداخل أو في الخارج.
هذه أغلب الأساليب التي يتم فيها تجنيد الشباب في دولتنا المباركة وجمع التبرعات وتعبئة الشباب مما يعني أننا مازلنا نعاني وسنظل نعاني مادام الوضع بهذه الصورة فنحن بحاجة إلى أن تطرح الحلول لاجتثاث هذا الفكر من منابعه الأصلية، سائلاً الله أن يحمي قيادة هذه الدولة وشعبها وكل مخلص ومحب وأن يرد كل من أراد بنا وفي بلادنا شراً.
K22334455K@hotmail.com