كنت أنوي الكتابة عن موضوع (الابتعاث) والعطاء السخي الذي خصه به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وتذليل الصعاب بل تزيين الطرق لتحصيل العلم والمعرفة والاستفادة من الخبرات ومواكبة التطور والتقدم ومزاحمة رواده على منصات الشرف..
وبينما كنت أعد لهذا الموضوع هالني وأفزعني ما رأيته ورآه الجميع على وسائل الإعلام من خطط -قتلها الله في مهدها- موجهة بسلاح المضلين لتطعن الوطن وأبناءه فاستحالت كيدا رُدَّ في نحر كائده بفضل الله ثم بفضل البواسل الأبطال حماة هذا الكيان الشامخ (المُعَزِّ بعزة الإسلام) والمُشَرَّف (بأطهر بقاع الأرض)..
وبين ما كنت أنوي كتابته وما هالني أمره (شتّان)! -فبين وطن يعطي ليعز.. وفكر ضال يغرر ليذل.. بين نية تعمل لعزة الدين والوطن بعطائها السخي ورفع الفكر بما يعلي الشأن ويرفع الهامة ويجلب العلم ولو في أقاصي الأرض وفكر يدس السم في استمالة العواطف بزيف وضلال، ويشرع أبوابه لهتك صلاح الفكر وحرمة المال بما لا يحل ديناً ولا عرفاً تغريراً ومكراً وخبثاً.. بين وطن يقدم للعقل نوراً، وفكر مضل يقدم جهلاً ودحوراً - بينهما مسافات لا تقاس كالمسافات بين الحق والباطل.. الخير والشر.. صدق النية وكذبها.. فمن أراد عزة الدين والوطن حقاً أعزه بأول كلمة نزلت في كتابه الكريم {اقرأ} وبأمر رب
{عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}.. لا بتدليس وتضليل وتكفير..
ومن أراد عزة دينه ووطنه أكرم أهله بميدان العلم ولم يزج بهم في دم الضلالة.. ومن أراد العز لدينه ووطنه نحت بأيدي أبنائه في حضارته وتقدمه وتطوره (نحن أبناء وطن عزيز)..
فلتدم يا وطن عزيزاً أبياً مؤمناً بأن العلم نور ينير الطريق للمهتدين ويعمي أبصار اللصوص المتربصين وقوة تقهر الحاقدين.. ولتدم قوتك بأساً في وجوه المضلين.. ولندم دوماً نردد:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى الدهرَ غيري له مالكا
almdwah@hotmail.com