Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
العلاقات المصرية - الإيرانية تتجه إلى القطيعة

القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد حسين

أصاب عمل فني العلاقات المصرية - الإيرانية في مقتل، هذا ما استنتجه المراقبون من الهجوم الحاد الذي تشنه الصحف ووسائل الإعلام المصرية على طهران بسبب فيلم سينمائي عن مقتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات بشكل يسيء لتاريخ السادات من جهة فيما يؤجج الخلافات بين القاهرة وطهران من جهة أخرى.. ويؤكد المراقبون أن العلاقات بين البلدين قد تتدهور بشكل غير مسبوق إذ إن الحساسية بين البلدين والظروف الإقليمية والدولية ربما لا تتحمل مثل هذا العمل الذي يشكك في وطنية الرئيس المصري السابق.. وكانت إيران قد بدأت في عرض فيلم سينمائي عن اغتيال الرئيس الراحل (أنور السادات) أسمته إعدام الفرعون الذي تم حسب عدد من قيادات الجماعة الإسلامية يتقدمهم خالد الإسلامبولي وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام وحسين عباس خلال العرض العسكري يوم 6 أكتوبر 1981.. وبالرغم من أن الجماعة المصرية تراجعت عن موقفها تجاه السادات ووصفته في مراجعاتها عن العنف بأنه شهيد وأنه بطل حرب أكتوبر التي حررت جزءاً غالياً من أرض مصر وأنه لو عاد الزمن ما قتلوا السادات.. وأشار الخبراء إلى أن العلاقات كانت في طريقها للتطور حيث شهدت الشهور الماضية لقاءات بين البلدين على مستوى وزاري فضلاً عن أن التبادل التجاري بين البلدين في ازدياد.. وأوضح الخبراء أنه بالرغم من وجود خلافات حادة في وجهات النظر بين البلدين تجاه القضايا الراهنة في الشرق الأوسط خصوصاً في العراق ولبنان وفلسطين إلا أن الأمور كانت تتجه للأفضل لولا ما تفعله إيران بين الحين والآخر من حك أنف القاهرة بفيلم تارة وتصريحات تارة أخرى وتسيير مظاهرات إيرانية ضد مصر كما حدث من قبل.

وبالرغم من أن بداية الأزمة بدأت من أسرة السادات حيث هددت بمقاضاة منتجي الفيلم وهو شيء طبيعي أن يعملوا جاهدين لحماية تاريخ والدهم إلا أن القضية اتخذت منحى جديداً باستدعاء الخارجية المصرية للقائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بالقاهرة وأبلغته احتجاجاً رسمياً على الفيلم.. فيما قال مسئول مصري هو السفير تامر خليل مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية إن الفيلم يؤثر على أى تطور إيجابي للعلاقات بين البلدين وإن مثل هذه الأمور لا تصح ولا تدل بأي شكل على أن إيران تتفهم الحساسيات المصرية، وبالتالي فإن هذا الفيلم يؤثر على أي تطور إيجابي للعلاقات بين البلدين.. وتطورت القضية بشكل متسارع عندما شنت صحف مصرية قريبة من الحكومة هجوماً شديداً على إيران وسياساتها وعنونت صحيفة (روز اليوسف) المقربة من الحزب الوطني الحاكم صدر صفحتها الأولى بعبارة: (وقاحة إيرانية جديدة في حق مصر.. حملات الحقد الفارسي تتواصل).. وكتبت الصحيفة تقول إن مصر تدرك كل القناعات الإيرانية التي تعبّر عن نيات سيئة ولا يمكن أن تقيم (مصر) علاقات مع دولة تنظر إلى الرئيس المصري الراحل على أنه خائن.. وأضافت أن إيران تساند الإرهابيين بأساليب مختلفة من خلال إيوائهم وتهريبهم.. هذه الإهانات لا تعبّر إلا عن حقد فارسي شيعي واضح في إيران، وهي تؤكد الأسباب الأكيدة التي تدفع مصر إلى عدم إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد