نتائج متابعة أخبار الرياضة المحلية في صحفنا اليومية بشكل يومي وبتركيز شديد وما خفي كان أعظم، ولا أعلم بصراحة لماذا كان واجبا على صحفنا اليومية تخصيص صفحة كاملة عن الرياضة المحلية وفي مقابلها صفحة كاملة عن أخبار الرياضة العالمية سوى لأسباب مغرضة قد يكون وراءها مخطط مشترك بين هذه المؤسسات وعدد من الأطباء الذين سينتفعون من الطابور الطويل الذي سيقف منتظراً باحثا عن العلاج.
بطولات لا تعد ولا تحصى وكؤوس ومهرجانات، وكل من يمتلك ما يوازي مائتي دينار قادر على شراء كأس بطولة ذهبي صناعة صينية ويقيم بطولة وكأس ومهرجان ولا ضرر من أن يقوم سيادة المسؤول من تسليم كأس البطولة للفريق الفائز ومن ثم يتحول كل هذا إلى خبر تتناقله الصحف والإذاعة المحلية والجهوية وحتى الوطنية والغريب في الموضوع أن هذه البطولات أو الأخبار لا تنتهي ولا تتوقف حتى إنني قد قرأت في يوم ما فوز نفس الفريق ببطولتين في نفس اليوم، ناهيك عن استمراريتها في الصيف والشتاء مساءً صباحا.وبالرغم عدم اعتراضي أو تشددي على إجراء مثل هذه البطولات إلا أنني أتساءل عن دور الجهات المختصة في مثل هذا النوع من التنظيم، والتساؤل يزداد بشكل كبير عن دور الجهات الحكومية في اعتماد مثل هذه المباريات أو حتى النتائج.
أما اتحاد كرة القدم المنتخب والمسؤول الأول عن اللعبة لم أحتج لأتفهم إمكانياته ووضعه سوى خبر صغير كان عن نظام المنافسة وإمكانية تغييره، فالخبر جاء بشكل غير عادي متحدثا عن شطارة اتحاد كرة القدم في وضع تصور للتغيير في أي وقت ودون شرط التقييم وإحصاء النتائج وتحديد المعوقات، بمعنى آخر قدرة الاتحاد على تحديد الأهداف في ظرف قياسي.
وبالرغم من تحفظاتي على طريقة كتابة الخبر وتأثيره على لاعبي الفرق التي تلهث وراء الاستدراك والمتناسية نظام المنافسة والبقاء للأجدر. إلا أنني تفاجأت من مستوى الكتابة في هذا الموضوع والذي تطرقت له الصحافة حيث لا توجد أي أهداف من قريب ولا بعيد ولا محدد بإنجاز أو ببطولة وهو ما دفعني إلى السؤال عن الأشخاص المسؤولين عن الاتحاد ومدى معرفتهم باللعبة أو حتى اهتمامهم بها، وبذلك لم أعد مستغربا من الكم الهائل من البطولات التي تجرى بشكل يومي في وطننا العزيز.
بصراحة.. لم يعد مستغربا تراجع مستوانا في كرة القدم برغم المساعدات والتنقلات والمعسكرات والمحترفين وضعف المنافسين من قوتهم، فالمسؤولون عن كرة القدم في بلادنا لا يتذكرون واجباتهم سوى أول الشهر مع قبض الرواتب أو وصول المساعدات وإعلامنا لا يكتب سوى عن البطولات الوهمية التي تتكاثر بحيث سنصل في يوم ما لبطولة لكل شارع وكأس لكل مواطن، أما ما حققناه في السابق فسيظل تحت بند مفاجأة حتى يتكرم علينا أحد المسؤولين لينهي ما يحدث من مهازل.حقيقة لم أعرف لمن أوجه كلماتي هذه.. هل أوجهها لاتحاد القدم؟؟؟ ولكني أعرف أن عينه بصيرة ويده قصيرة وهو لا يتحمل وزر أي شيء رغم ما أسمعه من كلام عن مشاكل بين أعضائه.. لأن علة الكرة موجودة حتى قبل أن يولد بعض أعضاء هذا الاتحاد..؟؟؟ أم أوجه كلامي لوزير الشباب والرياضة الرياضي جدا والخلوق جدا والمتفهم لنا ولمشاكلنا كلما سنحت الفرصة.. أعتقد أنني لم أخطئ بتوجيه الكلام إليه.وأخيراً أتى الرد في الوقت الذي أنا بصدد إتمام هذا المقال من اجتماع الحكومة الأخير في الفاتح جويلية 2008 حيث قررت الحكومة تأطير التظاهرات الرياضية وقطع الطريق أمام أعمال العنف والشغب التي عادة ما كان يثيرها المناصرون وتخلق فشلا للتظاهرة وذلك بمصادقتها على إنشاء اللجنة الوطنية للتنسيق ما بين القطاعات من أجل الوقاية من العنف في الأماكن الرياضية ويتفرع عن هذه اللجنة لجان ولائية تابعة في وصايتها لولاة الجمهورية وتضم في تشكيلتها ممثلين عن الدوائر الوزارية المعنية وممثلي أنصار الفرق الرياضية.
وبهذا تستحق الرياضة ببلادنا وقفة متأنية وإعادة النظر في طريقة إداراتها ولنا فيكم كل الأمل بقراءة هذه الكلمات وحتى الرد.
نعمان عبدالغني