في الوقت الذي هلت فيه عقود الرعاية على الأندية السعودية وخاصة الجماهيرية بعشرات الملايين واستبشر بها مسؤولو الأندية وجماهيرها فوجئ الجميع بأن تلك الملايين لا تعادل إلا ملاليم بعد تسارع وتيرة تضخم الأسعار وفي كل المجالات ومنها بالطبع المجال الرياضي الذي نحن بصدده الآن ومن ذلك على سبيل المثال فإن التعاقد مع جهاز فني متكامل للفريق الأول فقط يكلف النادي بما لا يقل عن عشرة ملايين ريال للموسم الواحد لكن الضربة القاصمة جاءت في بورصة الانتقالات أو الإعارة فالتعاقد مع لاعبين من فئة نجوم (الفايف ستار) كفيل بسحب مبلغ الرعاية كاملاً وهذا ما واجهته مؤخراً بعض الأندية في محاولاتها التعاقد مع النجوم، فالأخبار الصحفية تؤكد أن الاتفاق مثلاً طلب عشرين مليوناً لبيع عقد عبد الرحمن القحطاني بينما طلب للتنازل عن زميله المدافع ماجد العمري مبلغ لا يقل عن ثمانية عشر مليوناً فيما أعار نادي الطائي النصر اللاعب عبد الله حماد (المغمور) لمدة موسم واحد بما يقارب الأربعة ملايين هذه الأرقام (الفلكية) سابقاً والطبيعية حالياً تؤكد أن شركة الاتصالات وموبايلي هما الكاسب الأكبر من عقود الرعاية والتي سيصنفها مسؤولو الأندية بعد موسم أو موسمين بأنها عقود بخست حقوق الأندية وذلك عندما يكون عائد الرعاية لا يشكل إلا 30% من ميزانية النادي للموسم الواحد وهذا ما ينبئ بمواجهة الأندية مستقبلاً لأزمات مالية جديدة خاصة عندما يصل عقد انتقال نجم واحد إلى خمسين مليوناً وهو متوقع مما يعني عدم الاكتفاء الذاتي والعودة مجدداً للاعتماد على دعم أعضاء الشرف بالأندية لمواجهة تحمل الأعباء المالية فيها والبحث عن تنمية وتنويع الاستثمار بالأندية وعدم الركون على عقود الرعاية التي لن يزيد عائدها لمدة خمس سنوات قادمة وكان الله في عون مسؤولي الأندية لمواجهة مطالب الجماهير لجلب النجوم..!
للنصراويين خاصة..!
تبذل إدارة النصر مع اللجنة الرباعية بقيادة الأمير فيصل بن تركي وعمران العمران جهوداً كبيرة نحو إعادة صياغة الفريق الأول لصناعة فريق الأحلام ليعيد الأمجاد السابقة لذا جاءت الخطوات النصراوية في هذا السياق متسارعة لجعل الحلم حقيقة واقعة وهذا ما نلمسه من تظافر الجهود والعمل الجبار الذي تم وسيتم قريباً.
لكن الأمر الذي لا يحاول النصراويون الخوض فيه هو من أين تمر عدة النصر للبطولات والأمجاد..! وسأكون أكثر جرأة وأقول إنه يمر من (نفق) الهلال أولاً وليس آخراً وللتوضيح أكثر فإن ابتعاد النصر عن البطولات جاء بعد أن سيطر الهلال على الفوز بلقاءات الفريقين إذاً لن تكون العودة إلا من خلال صناعة فريق قادر على التفوق على الهلال في مواجهاتهما عندها سيكون طريق النصر نحو البطولات مفتوحاً على مصراعيه والفريق الأولمبي للنصر أكد ذلك الموسم الماضي بفوزه ببطولة الأمير فيصل بن فهد وهذا ما يحب أن يعرفه النصراويون جيداً بعيداً عن الوعود أو الاجتهادات التي قد لا تصيب ولا شك أن الوصول لهذا الهدف ليس سهلاً وسيكون ثمنه غالياً ورجال النصر قادرين على ذلك..!
نوافذ
- لماذا لا تتوجه الأندية والمنتخب السعودي إلى المدرسة الإيطالية التي أثبتت نجاحها على المستوى العالمي حيث لم يسبق أن أعطي المدرب الإيطالي فرصة التدريب في المنتخب أو الأندية الكبيرة.
- الدوري الإنجليزي والإيطالي وكذلك الحال في بقية دول العالم تقام المباريات عصراً ما المانع أن يحدث هذا لدينا ولماذا الإصرار على إقامتها مساءً خاصة في فصل الشتاء الذي تسجل درجات الحرارة فيه تحت الصفر بالإضافة إلى هدر الطاقة الكهربائية.. سؤال مع التحية نوجهه للجنة الفنية.!
- غياب مهاجم النصر المحترف محمد الشهراني عن تمارين فريقه لأكثر من أسبوع دون علم ناديه يؤكد أن معظم اللاعبين المحليين لا زالوا أميين في الاحتراف ويبدو أن المسؤولية مضاعفة على لجنة الاحتراف ومسؤولي الاحتراف بالأندية لتكثيف برامج التثقيف (الاحترافي) بدءاً من قطاع الناشئين والشباب..!
- من القرارات التي تسجل للاتحاد السعودي لكرة القدم استحداث بطولتي الناشئين والشباب لكأس الاتحاد، وهذه البطولتان ستساهم في دعم وصقل وتطوير المواهب الشابة بالأندية من خلال توفر فرصة أكبر أمامها للبروز.
- النصر هذا الموسم كسب كوكبة من الكوادر الإدارية ذات الكفاءة والمؤهلة علمياً ومهنياً فقط هم يحتاجون حرية العمل والدعم لأداء الأعمال المناطة بهم بعيداً عن التدخل الذي سيهدم البناء الإداري الذي سار ويسير عليه النادي مع بداية هذا الموسم.
- الإدارة النصراوية استخسرت ثمانية ملايين لمدة ثلاث سنوات في نجم الفريق ولاعب المنتخب السعودي سعد الحارثي وفي المقابل دفعت وبسهولة تامة ما يقارب الأربعة ملايين لمدة موسم واحد في لاعب لا يصنف ضمن النجوم الكبيرة ولم يسبق له أن مثل المنتخب تناقض غريب وعجيب يؤكد ما كتبته سابقاً أن في النصر من لا يرغب ببقاء الحارثي..!
- آلية انتخاب مجالس إدارات الأندية يجب أن تتغير ويتم تطوير مواد النظام الحالي بما يتوافق مع المرحلة الحالية والمستقبلية خاصة وأن الأندية الممتازة ستتحول قريباً إلى أندية محترفة مما يستوجب أن يكون ترشيح أي إدارة قادمة لموسم واحد وليس أربعة مواسم كما هو الحال الآن وذلك إلى حين صدور النظام الجديد لانتخاب مجالس إدارات الأندية.
- العنصر الأجنبي هو دائماً من يصنع الفارق وبقاء البرازيلي التون مع النصر لن يدعم الفريق الذي يحتاج إلى صانع ألعاب في مستوى التايب وتشيكو كما أن حاجة الفريق لقلب دفاع (أيسر) أكثر ضرورة في الطريق نحو تكوين فريق ينافس على البطولات وليس المراكز المتقدمة..!
- الإخوة القراء الأعزاء نستودعكم الله في إجازة تمتد إلى شهر مع دعائي للجميع بالتوفيق والسداد.
alzamil@cti.edu.sa