كانت هناك تجربة في الموسم قبل الماضي من الاتحاد العربي السعودي بالتعاقد مع خبير أجنبي يساهم بفكرة وتجربته في هذا الاتجاه، حيث تم الاستعانة بالخبير الكروي والمحلل الرياضي (عبد المجيد الشتالي) تقابلت معه بدعوة من زميل رياضي استضافنا في إحدى الأمسيات، وكانت الجلسة تضم العديد من المدربين ومساعديهم والمديرين الفنيين، وتعددت معه اللقاءات التي أسرني في إحداها قائلا بأنه يريد أن يضيف شيئا لكرة القدم السعودية ولكن الوقت والزمان لم يساعداه!, كما صارحني قائلا: جلست وتحدثت معك أكثر مما جلست مع اللجان الفنية وأمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم!.
عزيزي القارئ
المتابع لرياضتنا السعودية في مجال كرة القدم بالتحديد يرى الكم الهائل من المدربين المحترفين في جميع المدارس الكروية من مختلف أنحاء العالم الذين يتوافدون بعقود ضخمة مادياً تكلف أنديتنا السعودية الملايين من الدولارات في بداية كل موسم رياضي وتغادر نهاية الموسم محملة بأرصدة مادية كبيرة جداً دون امتصاص رحيق خبراتها وللأسف الشديد تكون الفائدة المرجوة من استقدام هؤلاء المدربين العالميين محدودة جداً وعلى نطاق الفريق الأول لكرة القدم في النادي المتعاقد معه المدرب حيث تقع الفائدة إن وجدت, على مجموعة معينة من اللاعبين تتراوح أعدادهم بين (28 - 35) لاعبا فقط وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هو، كيف نستفيد من جميع المدربين الأجانب قبل مغادرتهم البلاد..؟؟
وهو سؤالٌ يتردد كثيراً في فكر كل مهتم ومتابع لشؤون كرة القدم السعودية.
الإجابة عن هذا السؤال ملقاة على عاتق مجالس إدارات الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم.
أما عن رأيي المتواضع، فأتمنى إنشاء لجنة جديدة في الاتحاد السعودي لكرة القدم تحت اسم (لجنة الخبراء)، ويكون دورها محصورا على متابعة كل جهاز فني جديد قادم إلى أرض الوطن، كلٌ باسمه الفني على أن تستمر المتابعة معه إلى نهاية عقده في كل ما هو جديد في عالم كرة القدم للاستفادة من خبراته في هذا المجال على أن تقوم هذه اللجنة بالتنسيق مع إدارات الأندية، بزيارات ميدانية إلى جميع المدربين الأجانب في كل نادٍ وفي مقر عملهم، وعقد اجتماعات وورش عمل مكثفة معهم ومع مساعديهم ومن ثم كتابة تقارير عن كل زيارة تبرز فيها السلبيات والإيجابيات التي يراها المدربون والفنيون حول كرة القدم السعودية إلى أن نصل إلى بلورة خطة طموحة ترتقي برياضتنا السعودية أكثر.
ثم ترفع مرئيات اللجنة والمدربين حول تلك الزيارات وورش العمل إلى مجلس إدارة الاتحاد السعودي لتفعيل ما يمكن تفعيله في المسابقات المحلية والمنتخبات الوطنية واحترافية اللاعب السعودي والأندية السعودية.
والآن وبعد تشكيل مجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، ولوجود مجموعة عاصرت الحياة الرياضية في ميادين الأندية، طرحت هذا الموضوع كوني على يقين بتقارب وجهات النظر ولكي لا تضيع الخبرات التي تصل إلى أرض الوطن الحبيب.
والله الموفق لما فيه الخير.