Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
مباركة التي لم تداهن!
منيرة ناصر آل سليمان

في الحقيقة لست من المتابعات لبرنامج أوبرا رغم شهرته، لكن شاء الله تعالى أن أشاهد إحدى حلقاته مؤخراً والتي سطعت فيه (مباركة) فكانت نجمة من بين نساء أمريكيات استضافتهنّ أوبرا.

كانت أمريكية مثلهنّ لكنها تميّزت كثيراً وتجاوزت معاناتهن واهتماماتهنّ! خرجت (مباركة) بابتسامتها الهادئة وحجابها وحشمتها وسجادتها وركعاتها الخاشعة مع عائلتها، بثقتها واعتزازها بإسلامها، بسرعة بديهيّتها وفهمها لدينها.

ما أروعها وهي تقتطع جزءاً يسيراً من عملها لتؤدِّي الصلاة في وقتها.

ولله درّها وهي تعمل دون أن يخدش عملها سترها أو يُبرج جسمها حتى أنّها أضافت ملابس ساترة على ملابس عملها لتبدو أكثر سترا!

جاءت إجاباتها على الأسئلة المكثّفة والسريعة وافية مدهشة حتى للمذيعة ذاتها!

لم تراوغ، لم تداهن، لم تلت وتعجن، أو تبحث عن رضاهم، لم تزم شفتيها في تبرُّم ولم تأس على ضياع حريتها مقارنة بتحرُّر الأخريات، تحدّثت عن الإسلام في إجابات مختصرة مركّزة حتى قالت المذيعة إنّ الإسلام أسرع الأديان انتشاراً.

مباركة جاءت بعد نساء أمريكيات في نفس الحلقة إحداهنّ قالت إنها (سنقل مذر) أُم وحيدة ترعى أربعة أطفال بلا أب وتتمنى زوجاً يساعدها، قالت أخرى إنها تحلم بالزواج لتصبح أُماً، واستمر هذا الحلم سبع سنوات قابلت فيه عدّة رجال مقابلات غرامية لتحظى بزوج، واشترت كلباً (أعزّكم الله تعالى) لتذهب به لأماكن التجمعات لعلّها تحظى بزوج، لكنها حين وصلت لعمر السابعة والثلاثين قرّرت أن تحصل على طفل بنفسها من المتبرعين بالنطف!

ومباركة أيضاً جاءت بعد نساء مسلمات عربيات! في غير تلك الحلقة لكن الفارق كان مهولاً في الإجابات! فهي حين قالت إنّ الحجاب أمر إلهي في القرآن الكريم! وكأنّها تقول (سمعنا وأطعنا) كنّ قد أرجعن الحجاب للعادات والتقاليد.!

لم تكن بحاجة لتبرّر هذا الأمر الإلهي وتجعله أمراً اختيارياً أو ترجعه للعادات والتقاليد أو تجعله قضية ملفّقة وتهمة للإسلام ليس إلاّ! لتنفي عنها تهمة التحرُّر وتتزيّن في عيون متحرّرة تعشق التبرّج وتتخذه أسلوب حياة! ولم تخدع نفسها بأنّه يسبب لها الخطر لتبرّر تبرُّجها! لكنها وهي تحيط قسماتها بحجابها الساتر، تعلن أنّها تتعبّد ربها بارتدائه! في حين كنّ قد أظهرن طاقاتهنّ في التبرُّج ومحاولة الوصول لرضى الآخرين!

يذكِّرني ذلك بضحكات كاثلين (امرأة أمريكية كبيرة في السن) وهي تتحدث عن صديقتها العربية المسلمة التي حدّثتها عن معاناتها في الطائرة وهي تستبدل الستر بالتبرُّج أو العكس حين تكون في رحلة من وإلى وطنها!

فلم َ؟ سؤال كبير بحجم الدهشة! أن نرى من يتدّرجن في الانسلاخ من تعاليم الإسلام وقد تربّين عليها وهنّ اللاتي نشأن في مجتمعات محافظة، ويتبارين فيمن تتكّشف أكثر!؟ في حين نرى من تربّين على التفسُّخ والعري ونشأن في مجتمعات متحرّرة يلتزمن بالحشمة والستر ويتبارين فيمن تتستّر أكثر! منذ أن يدخل الإسلام قلوبهنّ.؟

الفرق أظنه خاضع لمسألة العبادة والوازع الديني.

مرفأ صغير

العزيزة أسمهان مع سعادتي بتواصلك آمل أن أستلم روايتك قريباً.



marrfa@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد