للمربي مكانته البارزة في مجال التربية والتعليم؛ وذلك للدور الأخلاقي الذي يقوم به إلى جانب دوره التعليمي؛ فالمعلم هو القدوة لمن يربيهم وهو مدرسة الأجيال في نشر الأدب والأخلاق سلوكاً وتعليماً، نظرياً وتطبيقاً.
من خلال توفر صفات تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة من صفات علمية وثقافية ونفسية واجتماعية، ولقد سرني غاية السرور تلك الدراسة العلمية للزميل د.عبدالعزيز بن عثمان الفالح مدير مركز الإشراف التربوي شمال الرياض في أطروحته -ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في المملكة العربية السعودية- والتي وضحت أن من أهم العوامل التي تؤثر تأثيراً مباشراً في أداء المعلم لدوره المهني ما يتعلق أساساً بنوعية الإعداد الذي يتلقاه قبل دخول المهنة، كما أن الإعداد الجيد للمعلم، مسألة ضرورية من أجل تحسين نوعيته، بل من أجل تلافي الآثار العكسية! التي يسببها إذا لم يحسن إعداده الإعداد الجيد القائم وفق برنامج ثقافي علمي أكاديمي ومهني متوازن، وتأتي أهمية الإعداد في أنه يميز المعلم عن غيره من العاملين في مختلف المجالات المهنية، ويستهدف إكساب معلم المستقبل أسرار التدريس وأصوله؛ فالمعلم هو حجر الزاوية في التعليم، وهو روح العملية التعليمية، وأساسها الأول وركنها الركين؛ فالمعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها، ولا يضن على إروائها بغالٍ ولا رخيص، ويستصغر كل عقبة دون بلوغ غايته في أداء رسالته وللمعلم دور فاعل ومؤثر لكونه القدوة والمثل الأعلى؛ فهو ناقل الخبرة والمعرفة والتجربة، ومن تحت عباءته خرجت بقية المهن الأخرى.
لذا فإن حسن اختيار الأفراد للالتحاق بالكليات التربوية هي البداية الصحيحة للإعداد لمهنة التعليم لأن هذا الاختيار يتوقف عليه نجاح إعداد المعلمين؛ ومن ثم يتحقق العناية الفائقة، والاهتمام الكبير، وقد ذكرت التوصية ضوابط اختيار طلاب كليات التربية بناء عليها حتى يمكن للتعليم أن يكتسب صفة مهنية وهي:
1- الرغبة في ممارسة التعليم.
2- القدرة على التعبير والتفكير السليم.
3- أن يكون على مستوى من القدرات العقلية يضمن له القيام بأدوار وعمليات التعليم.
4- أن يكون على مستوى من الاتزان النفسي.
5- أن يكون خالياً من العيوب الخَلْقية.
6- أن يحرص على تدعيم قيم الطلاب واتجاهاتهم نحو:
أ- الإيمان بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
ب- تقدير التراث العربي الإسلامي واحترامه.
ج- اعتزازهم بالانتماء إلى وطنهم وأمتهم العربية والإسلامية.
ختاماً إن للمعلم دوراً ذا أثرٍ تجاه المجتمع الذي يعيش فيه؛ فعليه السعي الجاد إلى رقيه؛ وذلك بأن يتحلى هو نفسه بالقيم، والمثل العليا، وأن يكون نبراساً للجميع في ذلك، فالتعليم العام يُعد المواطن الصالح والإنسان الصالح، ويعلمه التفكير الصحيح وحب الحوار واحترام الآخرين وآرائهم؛ بل واحترام المسؤولية والإقبال عليها، لذا فالأمانة التي حملها أمانة عظمى وعليه واجب جسيم نحو أدائه المهني، ونحو طلابه والمجتمع بل والأمة كلها.. بمثل هذه التوصيات التي جاءت في هذه الدراسة العلمية الحديثة والتي ينبغي لوزارة التربية والتعليم الاستفادة منها والأخذ بها بعين الاعتبار عند الاختيار أو الترشيح للعملية التعليمية؛ كذلك الكليات التربوية عليها الدور الأكبر في الأخذ بمثل هذه التوصيات والدراسات العلمية والتي من شأنها الرفع من كفاءاتها ومخرجاتها التعليمية.
ومضة قلم -مشتقة من هذه التوصية-:
أخي المعلم: لا تخش حكم الآخرين بل حكم الضمير اخش.
Saad.alfayyadh@hotmail.com