لا أعتقد أن هناك بلداً بالعالم شهد حدثا مماثلا لمثل ذلك الذي أقيم في مدينة الرياض الثلاثاء الماضي، والذي أضاء سماءه الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ورئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، ذلك المشروع الخيري الذي نظم حفل الزواج الجماعي لـ 1636 شابا سعوديا، ليبدؤوا مرحلة عمرية جديدة داخل القفص الذهبي.
كانت صورة الأزواج تتوسطهم القيادة (ممثلة بالأمير سلمان على صفحات الجرائد تثير البهجة والسرور بقلب كل من ينتمي لهذه البلاد المباركة، بل وتجبر كل شفاة على الابتسام والنظر بعين الرضا إلى هذا الحدث التاريخي بالبلاد، الذي أثبت مجددا بما لا يدع مجالا للشك حرص أعضاء الأسرة الحاكمة على التواصل مع جماهير المواطنين ومحاولة تلمس احتياجاتهم وتحقيق غاياتهم.
من المتعارف عليه أن الزواج من أهم ركائز المجتمع الإسلامي السليم، والذي دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف في مواضع عدة، ودعا رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كذلك إلى التكاثر، وفي دعوة واضحة إلى أهمية الإنجاب وما يتبعه من حسن وصلاح تربية لينتج عنه جيل إسلامي قوي يستطيع تأدية تعاليم دينه على أكمل وجه، قال عليه الصلاة والسلام: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.
كما أن الزواج وتكوين الأسر ينشر الطمأنينة والاستقرار بأي مجتمع إنساني إضافة إلى كونه يخفف إذا لم يلغ من تفشي حالات الجرائم الأخلاقية والحوادث الاجتماعية الشاذة، التي ينشأ معظمها غالبا نتيجة العزلة الأسرية أو عدم تحمل الشاب لأي مسؤولية، ناهيك عن شعوره كما لو كان يعيش وحيدا، مما يجعله عرضة لأي إغراءات محرمة، أو حتى لوسوسة النفس الأمارة بالسوء المذكورة في القرآن الكريم.
ألف تحية لسمو أمير الرياض على موقفه النبيل، ومثلها لكل من تبرع أو ساهم لإحياء مثل هذه المناسبات الخيرية، ودعاء بالمغفرة والرحمة لشيخنا عبدالعزيز بن باز.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7387 ثم أرسلها إلى الكود 82244
almamlaka@hotmail.com