Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069
التوافق بين الكتاب
والصحفي والقارئ!
سلمان عبدالله القباع

ليس من أبجديات الكتابة فرض الرأي على الآخر..

من مصلحة الكاتب أن تكون هناك علاقة بينه وبين القارئ، هذه العلاقة تستمد من الوقت ومعرفة ما يدور في عقول القراء، الكاتب يكتب لمصلحة ما، ويرى أن هناك فجوة وضياع ومصلحة وغيرها من المهام التي تعطي اهتماماً أوسع إلى (بوح) ما يريد القارئ.

الإعلام وخاصة المقروء وشعاره تقريباً (عين القارئ)، يسطر الكاتب رؤية أو نظرة يرى أنها هي الحل الأمثل ويرى أنها من المفترض أن تكون وتجد تلك النظريات الصدود من القراء، وهذا من حقهم ومن رؤيتهم التي تعكس ما يرى الكاتب، وهنا تكمن (حلاوة الحوارات) بين الكاتب والقارئ.

كم كاتب لدينا في الصحف؟ وبالأصح كم كاتب (جريء) يكتب بقناعة بسياسة (المبدأ) المغروس في صراطه؟

نلاحظ الردود ونلاحظ الكم الهائل من العقول التي ترفض تلك المبادئ!! ليس أنها ترى عكس ذلك ولكن نظرة (العين الواحدة) هي التي أدت إلى تلك الظاهرة!

الكاتب لديه نظرة تتمحور حول مصلحة ما، ويريد بها فائدة للقراء، فائدة تتعلق بحراك حياته اليومي، بعمله، بمنزله، يبدي رأيه حول مسألة ما من التثقيف الواعي، لديه اطلاع كامل حول أدبيات المقالة، لا يكتب لأجل أن يثير ويفرد (عضلاته) ويشتهر على حساب الآخرين!

وأخلاقيات الكاتب الصحفي تتسم باحترام القارئ؛ لأننا نعرف كثيراً أن المجتمع هو المساعد الحقيقي لتنظيم هيكلة الحياة اليومي، وهو ما يساعد الكاتب على تحقيق الاحترام بمفاهيم ميسرة يتسع إدراجها للعقول.

ومهنة الكاتب الصحفي والذي لا نعتبره (تخصص) إنما مزاول مهنة إعلامية ترتقي تلك المهنة بالاحتكاك والخبرة وتتسع قدرات الكاتب من اطلاعه وثقافته وأيضاً مع الأيام وما يصادف من تدوين ملحوظة ينتفع بها كثيراً في المستقبل، ووضع (معايير) باستبيان (مدى فائدة القارئ بما أطرح) هي ما يشغل كثيراً من الكتاب الصحفيين، وهي من المفترض أن نجدها لدى كل كاتب (يهتم كثيراً) بمهنته الصحفية، ويتوجب على الكاتب أن يقيس جميع النتائج من خلال ما يطرح إذا كان له عمود يومي أو أسبوعي؛ لأن الرأي الآخر هو مواكب لحضارة تطلعات الرؤية التي يجب أن تكون بقناعة لدى الكاتب، الكاتب يكتب ويهمه كثيراً الرأي الآخر، لديك ثقافة عالية جداً ومطلع ويسطر ما يدور في مخيلتك، ولكن هناك التضاد من الآخر، فلا تجزم أو تبصم أن رأيك هو السديد أو هو ما يريده كل قارئ، الاختلاف سنة إلهية وضعها البارئ.. هذا الاختلاف هو ما يجب أن نوظفه بالاحترام والتقبل، لا ننجرف خلف بعض التيارات أو بعض الممارسات الخاطئة، والتي نجدها (حلقة) قذف وشتم، ومسألة عدم المواجهة هي أفضل وسيلة للهروب، ولكن (الاختباء) هي شعار من يرى المسائل من عين واحدة.. والكاتب الصحفي يجب أن يعي أن هناك من يقرأ من الصحيفة من مسؤول ومن شخصيات لها مكانتها الاجتماعية والوظيفية، ولا بد أن يكون حواره الكتابي مليئا بسمات الاحترام وبث روح الأخلاقيات.

الصحافة هي همزة وصل بين القارئ والمسؤول، هي همزة وصل بين الكاتب وما يدور في فكر القارئ، مهنة (السهل الممتنع) روعة ولها رونق خاص، لا تريد إلا ثقافة من الكاتب واحتكاكا مع المجتمع مع وجود انتقاء الكلمات والجمل المركبة المفيدة، قد يرى الكاتب أن ليس من اهتمامه (تقصي) تحرير كل كاتب ولكن يريد ماذا سوف يكتب الكاتب!! نظرية فعلاً وجدناها بكثير من القراء، وهي رؤية المتصفح لمضمون المقال فقط، ماذا كتب الكاتب وعن ماذا يتحدث! حلاوة الكتابة الصحفية تختلف من كاتب إلى آخر، فهناك من يكتب لنظرة مستقبلية وهناك من يكتب من واقع مشكلة لا تزال، والملاحظات تندرج على طاولة الكاتب بتدوينها يومياً ومن ثم تسطيرها بالمقال المعد للنشر، وهناك أخيراً وجهة نظر لدى (رئيس التحرير) بأي صحيفة بعدم صلاحية النشر وهو أدرى بذلك لأنه ينظر لنظرة لا يراها الكاتب، وقد تكون في مصلحة الصحيفة خاصة بعد النشر وبمصلحة عامة للكاتب، وهناك الكتاب الصحفيين من يؤججون الأمور بين القارئ والآخر، (سجال بين الرأي والرأي الآخر) حول تأييد الكاتب وما سطر من عدمه، وهي نتائج في كلتا الحالتين من مصلحة الكاتب، مصلحة عمومية يستفيد منها الكاتب والقارئ بصفة عامة ومصلحة خاصة للكاتب نفسه بمراجعة ما كتب وتنوير خطوته القادمة، لأن النقد الهادف من الضروريات التي يجب أن تتواجد في عالم الصحافة، أما النقد (التجريحي) أو (غير المجدي) فلا تظهر له أي بصمات أو نتائج هادفة سوى هضم أدبيات سمات احترام الكاتب فقط.



s.a.q1972@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد