تأملت هذه الدنيا فلم أجد أحداً أخذ لنفسه قسطاً من الراحة أو ارتسمت في حياته ساعات يخلد فيها للسكون إلا جاءته صفحات العمل شاء أم أبى. ليس في الحياة إجازة وإن جاءت تمشي على استحياء فقد شرعها الله لحكمته أن تكون للحركة والعمل إن الفارق بعيد جداً بين إجازة أعمال معصية يكون العقل فيها غافياً ومعصية تتبجح كأنها فضيلة وبين إجازة يشع فيها نور السماء وتبني فيها حياتك لمماتك.
إن أعظم إجازة في التاريخ أن تضع قدمك في الجنة وإن أعظم سبيل للخلود والراحة أن تنام قرير العين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إن الإجازة بين يديك فضعها ما شئت هي وحدها دعائم يتمخض عنها مستقبلك أو قارعة تلتف حواليك لتفنيك لا تعلق آمال حياتك على إجازة فمن ترك الصلاة عامداً فقد كفر وإن أراد لنفسه إجازة ومن عق والديه فقد عصى وإن قال أنا في إجازة، {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.