حينما قام هذا الكيان العظيم الذي اسمه المملكة العربية السعودية على يد المؤسس والموحد العظيم عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه، أقول حينما قام هذا الكيان كان مصدر دخله يعتمد أولاً على (الحج) فقط. ثم لما تدفق النفط غزيراً مدراراً بفضل من الله ونعمته أصبح مصدر الدخل الأساسي هو البترول الذي ارتقى سريعاً بالمستوى المعيشي للمواطن السعودي وأصبح دخلاً هائلاً للدولة القوية التي أصبحت تنافس أغنى الدول في العالم والحمد لله من حيث قوة الاقتصاد وارتفاع مستوى الدخل للفرد فيها، كما استفاد المواطن من منجزات الحضارة أكثر من غيره من مواطني العالم بفضل القدرة الشرائية للدولة والفرد. بالطبع هذا ما فعله النفط وحينما ارتفعت الأصوات في العالم مهددة بتوصل العقل الغربي إلى إيجاد الطاقة البديلة للنفط، قال مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله: إننا بالإضافة إلى النفط نملك ثروة لا تقدر بثمن من المعادن التي لسنا بحاجة إلى استغلالها اليوم. وبالطبع كان هذا التصريح الملكي السامي مبعث طمأنينة وفخر للمواطن السعودي التي لم تزل ولسوف تبقى بإذن الله أرضه الطاهرة تمنح الخير والثراء والاستقرار.
وبالأمس أيضاً، عفواً قبل مدة ليس بالبعيدة صرح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة: إن السياحة في المملكة إذا ما استغلت بشكل جيد فإنها ستصبح مصدراً للدخل لا تقل عن البترول. وهذا ما يهمنا بالضبط في هذه المقالة. وذلك لأن النفط مادة ناضبة ولربما كذلك المعادن التي تختزنها الأرض ولن يبقى على الأمد البعيد إلا الحج ما بقيت أطهر بقعتين على الأرض ألا وهما مكة المشرفة والمدينة المنورة وبالطبع ستبقى الأماكن التاريخية التي ترتبط بالحضارة الإسلامية والتي تزخر بها هذه الأرض الكريمة ولعل أولى بشائر ما صرح به الأمير سلطان بن سلمان من كون السياحة ستصبح مصدراً آخر للدخول هو اعتماد (مدائن صالح) -الحجر- تحديداً من التراث الإنساني العالمي من قبل منظمة اليونسكو الدولية. وبالطبع هنالك مئات بل الآلاف من الآثار المتناثرة بالمملكة والتي لو سلط عليها الضوء بشكل حضاري وإعلامي مكثف وتوفرت لها الصيانة الترميمية لأصبحت محط أنظار العالم أيضاً وبذا ستكون خطوتنا الأولى لتحقيق أمنية الأمير سلطان بن سلمان بجعل السياحة مصدراً آخر بعد النفط ولم لا دعونا نهتم بهذا الحلم الحضاري المهم لتحقيقه على أرض الواقع، دعونا نهتم، دعونا نهتم.