موسكو - سعيد طانيوس
ردّت روسيا على دعوة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الدول المنتجة للنفط إلى زيادة الإنتاج لتغطية الطلب العالمي بالتأكيد على أنها لن تسارع إلى زيادة إنتاجها من الذهب الأسود. وكشف متحدث باسم الوفد الروسي إلى قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في اليابان أن روسيا التي هي إحدى الدول الكبرى الثماني وإحدى الدول المنتجة للنفط لم تتعهد بزيادة إنتاج النفط.
وعبر قادة الدول الثماني في بيانهم الرسمي عن القلق إزاء ارتفاع أسعار النفط إلا أنهم لم يجتمعوا حول تشخيص أسباب غلاء موارد الطاقة, مكتفين بتوجيه الدعوة إلى زيادة إنتاج النفط.
ورأى الخبير الروسي اناتولي دميترييفسكي، رئيس (معهد قضايا النفط والغاز)، أن مجموعة الثماني وجهت دعوتها هذه إلى دول قادرة على زيادة إنتاج النفط وهي الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
أما بالنسبة لروسيا فإن الخبير الروسي المستقل سيرغي يجوف يرى أنها لا تستطيع أن تزيد الإنتاج في وقت سريع إلا إذا بدأت باستخراج النفط في البحار المحيطة بروسيا. ولكن الخبير لا يرى ظروفا مواتية لبدء استثمار حقول النفط في الجرف القاري الروسي. وأشار الخبير إلى أن المملكة العربية السعودية هي الدولة المنتجة الوحيدة التي تستطيع أن تزيد إنتاج النفط.
وأظهرت إحصائيات رسمية أن إنتاج روسيا من النفط خلال فترة ما بين كانون ثاني - يناير وأيار - مايو من العام الجاري انخفض بنسبة 0.2% عن مثيله في الفترة المماثلة من عام 2007 بينما انخفضت الصادرات الروسية من النفط بنسبة 8.17%.
لذلك تدعو روسيا التي وصل إنتاجها النفطي إلى طاقته القصوى إلى استخدام الطاقة النووية على نطاق واسع. حيث قال الرئيس دميتري ميدفيديف أمس في مؤتمر صحفي عقد في ختام اجتماع قمة مجموعة الثماني في اليابان , إن روسيا ترى أنه من الضروري أن تكون الطاقة النووية إضافة مهمة للنفط والغاز كمصدر للطاقة ولا سيما ان حل مسألة غلاء الغذاء ومسألة التغير المناخي مرهون بتطورات الوضع في سوق النفط والغاز.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده تعتزم زيادة إنتاجها الزراعي وصادراتها من المواد الغذائية لمواجهة أزمة الغذاء العالمية. وقال (إن إسهام روسيا في حل هذه المشكلة (أزمة الغذاء العالمية) على المدى البعيد تتمثل قبل كل شيء في توسيع الإنتاج الزراعي بشكل كبير، وكذلك صادرات المواد الغذائية).
وقدم الرئيس الروسي خلال اجتماع قمة مجموعة الدول الصناعية المتقدمة الثماني في اليابان وصفة علاج لمواجهة غلاء المواد الغذائية اقترح فيها على دول العالم الرئيسية أن تعقد اجتماعات (قمة الغذاء) التي ستساعد في تتبع تطورات الوضع في سوق الغذاء.
وأكدت روسيا في اليوم نفسه عزمها على زيادة مساهمتها في حل أزمة الغذاء، حيث قال وزير الزراعة الروسي ألكسي غوردييف إن روسيا تتطلع إلى زيادة إنتاج الحبوب مرة ونصف المرة خلال الأعوام القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن روسيا ستنتج في العام الجاري 85 مليون طن من الحبوب وتوجه حوالي 15 مليونا منها للتصدير.