ما بين جيل الرعيل الأول من الأدباء السعوديين وجيل الألفية مساحة للتأمل في رؤية الأديب لذاته !
أثر عن الأديب أحمد عبدالغفور عطار قوله عن أدب جيله بأنه: (أدب تلامذة مدارس)! ويعلق د. إبراهيم الفوزان على هذه الجملة بأنها من باب التواضع، ولا يصح أن نبني عليها حكما نقديا على أدبهم فتواضع هؤلاء الرواد جعلهم يزهدون في نتاجهم وفي تصنيف أدبهم، ويصف هذا التواضع (بالتواضع المرفوض).
أمام هذه الفكرة وقفت متأملة الأنا المفرطة في تمجيد الذات لدى جيل الشباب الآن من الجنسين فما إن تقرأ حوارا لروائية شابة تجرب قلمها في فن الرواية! أو أخرى تتسلق مملكة الشعراء بمجموعة نثرية تسميها شعرا، أو آخر يحتفل بتوقيع إصداره الشعري الأول، ما إن تقرأ لهؤلاء فسيتملكك العجب والدهشة من الثقة بالذات، والزهو بالإبداع الوليد، وحشد عبارات الإطراء والثناء التي قيلت وكتبت حولهم. وكأنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل !.
لا نريد من المبدع هضم ذاته وبخسها حقها من التقدير الذاتي ؛ فمرآة العطار هنا تعكس صورة قاتمة من باب التواضع المرفوض فالمنجز الإبداعي يستحق تقدير الذات. والنرجسية سمة للمبدع وقدر منها كاف، لكن الأزمة الحقيقية لدى هذا الجيل هي مفارقة مضحكة مبكية ومعادلة مقلوبة فتضخم الأنا وعلو الإحساس بالذات يقابله تواضع النتاج وضعفه! وهنا نريد من المبدع أن يستعير مرآة العطار من باب التواضع المطلوب !
د. نوال ناصر السويلم