Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/07/2008 G Issue 13069
الخميس 07 رجب 1429   العدد  13069

نحاة شعراء (4-4)
أ.د عبدالكريم الأسعد

 

- قال ابن حجر عن النحوي ابن جماعة المتوفى سنة 819هـ:

وكان من العلوم بحيث يقضى

له في كل فنّ بالجميع

- وقال الدماميني النحوي المتوفى بالهند سنة 728هـ:

رماني زماني بما ساءني

فجاءت نحوس وغابت سعود

وأصبحت بين الورى بالمشيب

عليلاً فليت الشباب يعود

- وقال ملغزاً في غزال:

إن من قد هويته

محنتي في وقوفه

فإذا زال رُبعه

زال باقي حروفه

- وقال وقد ولاّه ناصر الدين بن التنسي العقود:

يا حاكما ليس يُلقى

نظيره في الوجود

قد زدت في الفضل حتى

قلّدتني بالعقود

- وقال مادحاً البرهان المحلي التاجر:

يا سريا معروفه ليس يُحصى

ورئيساً زكا بفرع وأصل

مذ علا في الورى محلك عِزّاً

قلتُ هذا هو العزيز المحلّ

- لزم الدماميني في دين شخص يُعرف بالحافظي فقال الدماميني للملك مؤيد شيخ وذلك في أيام عصيان نائب الشام وكان اسمه أيضا الحافظي:

أيا ملك العصر ومن جوده

فرض على الصامت واللافظِ

أشكو إليك الحافظ المعتدي

بكل لفظٍ في الدُّجى غائظِ

وما عسى أشكو وأنت الذي

صحَّ لك البغيُ من الحافظ

- ومن نظمه العلمي الذي كان يستهله بخطاب علماء الهند:

أيا علماء الهند لا زال فضلكم

مدى الدهر يبدو في منازل سَعدِهِ

ألمَّ بكم شخص غريب لتحسنوا

بإرشاده عند السؤال لقصده

وها هو يبدي ما تعسَّر فهمه

عليه لتهدوه إلى سُبل رشده

- مدح السيوطي الشُّمُنّي أستاذه المتوفى سنة 817هـ بقوله:

هو البحر لا بل دون ما عِلِمه البحرُ

هو البدر لا بل دون طلعته البدر

هو النجم لا بل دونه النجم رتبةً

هو الدّر لا بل دون منطقه الدَّر

هو العالم المشهور في العصر والذي

به بين أرباب النُّهى افتخر العصر

هو الكامل الأوصاف في العلم والتُّقى

فطاب به في كلِّ ما قُطرٍ الذكر

محاسنه جلّت عن الحصر وازدهى

بأوصافه نظم القصائد والنثرُ

- ومدحه أيضاً بقوله:

لُذ بمن كان للفضائل أهلا

من قديم ومنذ قد كان طِفلا

وبمنى حاز سؤدداً وارتفاعاً

ومكاناً على السِّماك وأعلى

عالمُ العصر من علا في حديث

وزكا في القديم فرعاً وأصلا

علمُ الرُشد ذخر أهل المعاني

كنز عِلم يوليك طلاّ ووبلا

قد ترقى من العلوم محلاًّ

وتبوّأ من الهداية نُزلا

لو رآه النعمانُ أنعم عيناً

أو رآه الخليل وافاه خِلاّ

ذو محلٍّ مثل الهلالِ علاء

وضياء كالبدر حين تجلَّى

من يكن أصله الكمالُ فإن

نال كمالا فإنه نال أهلا

جَمعَ الله فيك كل جميل

وبك الله ضم للعلمِ شملا

- ورثاه بقوله:

رزء مصاب جميع المسلمين به

وقلبهم منه مكلوم ومنكسر

ما فقد شيخ شيوخ المسلمين سوى

من انهدام ركن عظيم ليس ينعمر

تبكيه عين أولي الإسلام قاطبة

ويضحك الفاجر المسرور والغُمرُ

من قام بالدين في دنياه مجتهداً

وقام بالعلم لا يألوا ويقتصرُ

إذ كان في كل علم آية ظهرت

وما العيان كمن جاءه الخبرُ

باع طويل يد علياء مع قدمٍ

لها رسوخ سِواهُ ما له ظفر

النقل والعقل حقاً شاهدان رِضاً

بأنه فاق من يأتي ومن غَبَروا

أبان علمَ أصول الدين متّضحاً

وكم جلا شُبها حارت بها الفِكرُ

محقق كامل الآلات مجتهد

وما عسى تبلغُ الأبيات والسُّطرُ

قد توَّج الفقه بالشرح المفيد وقد

حلاَّه بالدّرّ أبحاث له غُررُ

كلامه في علوم العرب أجمعها

مُغني اللبيب إذا أعيت به الفكرُ

والنظم في الرتبة العليا فضيلتهُ

يحكيه في الانسجام القطر والنهرُ

على هُدى الأقدمين الغُرِّ منهجة

علماً وقولاً وفعلاً ما به نُكرُ

سعى إليه قضاء العصر يخطبه

فردّه خائباً زُهداً به حصرُ

له مكارم أخلاق يسود بها

أكابر العصر إن طالوا وإن فخروا

وجود حاتم يجري من أنامله

لوافديه وإن قلّوا وإن كثروا

له فصاحة سحبان وشاهُدها

إجماعُ كل الورى والنصُّ والنظر

لو يحلف الخلق بالرحمن أن له

كلَّ المحاسن والإحسان ما فجروا

عمَّ الورى منه عِلمُ ما له مدد

ومن فوائده ما ليس ينحصرُ

وكلُّ أعيان أهل العصر مرتفع

بالأخذ عنه لعلياء ومفتخر

المنهل العذب حقاً للورود فما

عن غيره لهم ورد ولا صدرُ

شيخُ الشيوخ ولا أوحشتَ من سكنٍ

ولا عفا لك ربع زانه الخفرُ

حياتك الحقُّ في الدارين ثابتة

ما العالمون بأموات وإن قُبروا

قطعت عمرك إما ناشراً يُهدى

أو نافعاً لفتى قد مسَّهُ الضررُ

غرست دوحة علم للورى فهمٌ

من مستظلٍّ ومن دانٍ له الثمرٌ

حُزتَ العُلى في الورى علماً ومنقبة

سوى الذي لك عند الله مُدَّخر

أبشر بروح وريحان ودار رضا

ورحمة وصفاء ما به كدر

أبشر وبشراك صدق ما بها ريب

كما بها يشهد النزيل والأثرُ

يثني عليك جميع الخلق قاطبة

إن الثناء على هذا لمعتبرُ

فالله يخلفهُ في نسله كرما

والله أعظم من يُرجى ويُنتظر

- ومدح الشهاب المنصوري الشّمُني بقوله:

أنت الذي اختاره الباري فزينه

بالحُسن في الخلق والإحسان في الخُلقُ

كم معشرٍ كابدوا الجهل القبيح إلى

أن عُلِّموا منك علماً واضح الطُّرقِ

وقيتهم بالتقى والعلم ما جهلوا

فأنت يا سيدي في الحالتين تقي

- وقال فيه أيضاً:

غيرُ شيخ الشيوخ في الناس فضله

فلذا لا تزال تشكرُ فضله

لا ترى غير ما يسرّك منه

جمعَ الله بالمسرات شمله

النقي التقي دينا وعرضاً

الجليلُ الجميلُ قدراً وخصله

فكثير في الناس فيضُ نداهُ

وقليلُ أن تنظر العين مثله

- قال السيوطي المتوفى سنة 911هـ في الإمام الشافعي:

إن ابن إدريس حقاً

بالعلم أولى وأحرى

لأنه من قريش

وصاحبُ البيت أدرى

- وقال أيضاً:

أيها السائلُ قوماً

ما لهم في الخير مذهب

اترك الناس جميعاً

وإلى ربك فارغب

- وقال كذلك:

إني عزمتُ وما عزمٌ بمنخرم

ما لم يساعده تقدير من الباري

أن لا أُصاحب إلا من خبرتهم

دهراً مقيماً وأزماناً بأسفار

ولا أجالس إلا عالماً فطناً

أو صالحاً أو صديقاً لا بإكثار

ولا أسائل شخصاً حاجة أبداً

إلا استعارة أجزاء وأسفار

ولا أذيع ولا للعالم الفطن الصديق

ما يحتويه مكون أسراري

ولا أصحاب عامياً وإن شهدوا

بأنه صالح معدوم أنظار

ولستُ أُحدِثُ فعلاً غير مفترضٍ

أو مستحبّ ولم يدخل بإنكار

ما لم أقم مستخير الله متكلاً

وتابعاً ما أتى فيها من آثار

- وقال مُشتكياً:

طوبى لمن مات فاستراحا

ونال من ربه فلاحا

ما نحن إلا في قوم سُوءٍ

أذا هُمُ قد بدا ولاحا

أستاذ سابق في الجامعة


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد