- قال ابن حجر عن النحوي ابن جماعة المتوفى سنة 819هـ: |
وكان من العلوم بحيث يقضى |
له في كل فنّ بالجميع |
- وقال الدماميني النحوي المتوفى بالهند سنة 728هـ: |
رماني زماني بما ساءني |
فجاءت نحوس وغابت سعود |
وأصبحت بين الورى بالمشيب |
عليلاً فليت الشباب يعود |
|
إن من قد هويته |
محنتي في وقوفه |
فإذا زال رُبعه |
زال باقي حروفه |
- وقال وقد ولاّه ناصر الدين بن التنسي العقود: |
يا حاكما ليس يُلقى |
نظيره في الوجود |
قد زدت في الفضل حتى |
قلّدتني بالعقود |
- وقال مادحاً البرهان المحلي التاجر: |
يا سريا معروفه ليس يُحصى |
ورئيساً زكا بفرع وأصل |
مذ علا في الورى محلك عِزّاً |
قلتُ هذا هو العزيز المحلّ |
- لزم الدماميني في دين شخص يُعرف بالحافظي فقال الدماميني للملك مؤيد شيخ وذلك في أيام عصيان نائب الشام وكان اسمه أيضا الحافظي: |
أيا ملك العصر ومن جوده |
فرض على الصامت واللافظِ |
أشكو إليك الحافظ المعتدي |
بكل لفظٍ في الدُّجى غائظِ |
وما عسى أشكو وأنت الذي |
صحَّ لك البغيُ من الحافظ |
- ومن نظمه العلمي الذي كان يستهله بخطاب علماء الهند: |
أيا علماء الهند لا زال فضلكم |
مدى الدهر يبدو في منازل سَعدِهِ |
ألمَّ بكم شخص غريب لتحسنوا |
بإرشاده عند السؤال لقصده |
وها هو يبدي ما تعسَّر فهمه |
عليه لتهدوه إلى سُبل رشده |
- مدح السيوطي الشُّمُنّي أستاذه المتوفى سنة 817هـ بقوله: |
هو البحر لا بل دون ما عِلِمه البحرُ |
هو البدر لا بل دون طلعته البدر |
هو النجم لا بل دونه النجم رتبةً |
هو الدّر لا بل دون منطقه الدَّر |
هو العالم المشهور في العصر والذي |
به بين أرباب النُّهى افتخر العصر |
هو الكامل الأوصاف في العلم والتُّقى |
فطاب به في كلِّ ما قُطرٍ الذكر |
محاسنه جلّت عن الحصر وازدهى |
بأوصافه نظم القصائد والنثرُ |
|
لُذ بمن كان للفضائل أهلا |
من قديم ومنذ قد كان طِفلا |
وبمنى حاز سؤدداً وارتفاعاً |
ومكاناً على السِّماك وأعلى |
عالمُ العصر من علا في حديث |
وزكا في القديم فرعاً وأصلا |
علمُ الرُشد ذخر أهل المعاني |
كنز عِلم يوليك طلاّ ووبلا |
قد ترقى من العلوم محلاًّ |
وتبوّأ من الهداية نُزلا |
لو رآه النعمانُ أنعم عيناً |
أو رآه الخليل وافاه خِلاّ |
ذو محلٍّ مثل الهلالِ علاء |
وضياء كالبدر حين تجلَّى |
من يكن أصله الكمالُ فإن |
نال كمالا فإنه نال أهلا |
جَمعَ الله فيك كل جميل |
وبك الله ضم للعلمِ شملا |
|
رزء مصاب جميع المسلمين به |
وقلبهم منه مكلوم ومنكسر |
ما فقد شيخ شيوخ المسلمين سوى |
من انهدام ركن عظيم ليس ينعمر |
تبكيه عين أولي الإسلام قاطبة |
ويضحك الفاجر المسرور والغُمرُ |
من قام بالدين في دنياه مجتهداً |
وقام بالعلم لا يألوا ويقتصرُ |
إذ كان في كل علم آية ظهرت |
وما العيان كمن جاءه الخبرُ |
باع طويل يد علياء مع قدمٍ |
لها رسوخ سِواهُ ما له ظفر |
النقل والعقل حقاً شاهدان رِضاً |
بأنه فاق من يأتي ومن غَبَروا |
أبان علمَ أصول الدين متّضحاً |
وكم جلا شُبها حارت بها الفِكرُ |
محقق كامل الآلات مجتهد |
وما عسى تبلغُ الأبيات والسُّطرُ |
قد توَّج الفقه بالشرح المفيد وقد |
حلاَّه بالدّرّ أبحاث له غُررُ |
كلامه في علوم العرب أجمعها |
مُغني اللبيب إذا أعيت به الفكرُ |
والنظم في الرتبة العليا فضيلتهُ |
يحكيه في الانسجام القطر والنهرُ |
على هُدى الأقدمين الغُرِّ منهجة |
علماً وقولاً وفعلاً ما به نُكرُ |
سعى إليه قضاء العصر يخطبه |
فردّه خائباً زُهداً به حصرُ |
له مكارم أخلاق يسود بها |
أكابر العصر إن طالوا وإن فخروا |
وجود حاتم يجري من أنامله |
لوافديه وإن قلّوا وإن كثروا |
له فصاحة سحبان وشاهُدها |
إجماعُ كل الورى والنصُّ والنظر |
لو يحلف الخلق بالرحمن أن له |
كلَّ المحاسن والإحسان ما فجروا |
عمَّ الورى منه عِلمُ ما له مدد |
ومن فوائده ما ليس ينحصرُ |
وكلُّ أعيان أهل العصر مرتفع |
بالأخذ عنه لعلياء ومفتخر |
المنهل العذب حقاً للورود فما |
عن غيره لهم ورد ولا صدرُ |
شيخُ الشيوخ ولا أوحشتَ من سكنٍ |
ولا عفا لك ربع زانه الخفرُ |
حياتك الحقُّ في الدارين ثابتة |
ما العالمون بأموات وإن قُبروا |
قطعت عمرك إما ناشراً يُهدى |
أو نافعاً لفتى قد مسَّهُ الضررُ |
غرست دوحة علم للورى فهمٌ |
من مستظلٍّ ومن دانٍ له الثمرٌ |
حُزتَ العُلى في الورى علماً ومنقبة |
سوى الذي لك عند الله مُدَّخر |
أبشر بروح وريحان ودار رضا |
ورحمة وصفاء ما به كدر |
أبشر وبشراك صدق ما بها ريب |
كما بها يشهد النزيل والأثرُ |
يثني عليك جميع الخلق قاطبة |
إن الثناء على هذا لمعتبرُ |
فالله يخلفهُ في نسله كرما |
والله أعظم من يُرجى ويُنتظر |
- ومدح الشهاب المنصوري الشّمُني بقوله: |
أنت الذي اختاره الباري فزينه |
بالحُسن في الخلق والإحسان في الخُلقُ |
كم معشرٍ كابدوا الجهل القبيح إلى |
أن عُلِّموا منك علماً واضح الطُّرقِ |
وقيتهم بالتقى والعلم ما جهلوا |
فأنت يا سيدي في الحالتين تقي |
|
غيرُ شيخ الشيوخ في الناس فضله |
فلذا لا تزال تشكرُ فضله |
لا ترى غير ما يسرّك منه |
جمعَ الله بالمسرات شمله |
النقي التقي دينا وعرضاً |
الجليلُ الجميلُ قدراً وخصله |
فكثير في الناس فيضُ نداهُ |
وقليلُ أن تنظر العين مثله |
- قال السيوطي المتوفى سنة 911هـ في الإمام الشافعي: |
إن ابن إدريس حقاً |
بالعلم أولى وأحرى |
لأنه من قريش |
وصاحبُ البيت أدرى |
|
أيها السائلُ قوماً |
ما لهم في الخير مذهب |
اترك الناس جميعاً |
وإلى ربك فارغب |
|
إني عزمتُ وما عزمٌ بمنخرم |
ما لم يساعده تقدير من الباري |
أن لا أُصاحب إلا من خبرتهم |
دهراً مقيماً وأزماناً بأسفار |
ولا أجالس إلا عالماً فطناً |
أو صالحاً أو صديقاً لا بإكثار |
ولا أسائل شخصاً حاجة أبداً |
إلا استعارة أجزاء وأسفار |
ولا أذيع ولا للعالم الفطن الصديق |
ما يحتويه مكون أسراري |
ولا أصحاب عامياً وإن شهدوا |
بأنه صالح معدوم أنظار |
ولستُ أُحدِثُ فعلاً غير مفترضٍ |
أو مستحبّ ولم يدخل بإنكار |
ما لم أقم مستخير الله متكلاً |
وتابعاً ما أتى فيها من آثار |
|
طوبى لمن مات فاستراحا |
ونال من ربه فلاحا |
ما نحن إلا في قوم سُوءٍ |
أذا هُمُ قد بدا ولاحا |
أستاذ سابق في الجامعة |
|