معاهد ومراكز التدريب الإداري والفني والمهني إنما جعلت لتطوير الكوادر وتنمية المهارات ورفع درجات ونسب الجودة المهنية والاحترافية في شتى صنوف الوظائف حتى القيادية منها.
ويلاحظ حرص جميع الموظفين على الانخراط في دورات تدريبية على كافة المستويات لكن الأهداف تختلف باختلاف المفاهيم والقناعات نحو الأداء الوظيفي والمهني عمليًا لا نظريًا، فبعضهم يجمع بين هدف تطوير القدرات ونيل درجات وظيفية أعلى من خلال اجتياز أكثر من دورة تدريبية، وبعض آخر يصرح بأنه يهدف لتحسين درجته الوظيفية أولا، وعلى كل الأحوال فإن المتدرب يفترض أنه قد اجتاز دورة تطويرية أو أكثر في درجته الوظيفية، والتدريب والتطوير للكوادر الوظيفية يعني تحسين الأداء ومستوى الإنتاج وانضباطية العمل وهي ثمار التناغم الوظيفي التسلسلي بين الإدارة المدربة وطواقم العمل بما لديها من تراكم معرفي أو (تواصل منهجي) مزدان بثقافة متنامية بأهمية العمل بكل قنواته كناموس للحياة ومصدر للرزق وعنوان لعلو الهمم، وامتثال للتوجيه الرباني إذ يقول سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ.. }إلى آخر الآية، لكن إن كانت الدورات تتوالى والترقيات تتتابع في حين أن السلوك الإداري لدى المدير والنهج الوظيفي لدى المرؤوس ومستوى الإنتاجية والأداء لم يتغير، فكيف سنعتذر لأجيالنا القادمة؟!