تدنى مستوى الشعر إلى الحضيض رغم كثرته وانتشاره إعلامياً والشاعر الحقيقي بدأ يخجل ويظهر على استحياء وسط هذه المعمعة الشعرية سواء في المناسبات الخاصة أو ما يبث عبر وسائل الإعلام المختلفة العديدة إضافة إلى ذلك فإن المتذوق للشعر من الجمهور الذي تغلب دقته في الملاحظة أغلب الشعراء بدأ يتلاشى وسط كثرة الجمهور السطحي فإذا كان الشاعر أو المتذوق الحقيقي يعتبر القصيدة التي يرد فيها بيتا مكسوراً أو معسوفا أمرا به ثقل أو ليست ذات مغز مفيد يعتبرها ليست قصيدة فإن أغلب الشعراء والجمهور الحالي يعتبر العكس صحيحا ولقد أثر هذا على قيمة الشعر والشعراء الحقيقيين وأصبحوا يكالون ويوزنون بميزان الشعراء أو أنصاف الشعراء أو الداخلين إلى بوابة الشعر بدون موهبة أو وراثة أو هواية وهي مقومات الشاعر ولكن لمجرد أن يقال شاعر وهذه السلبيات تدعو الشاعر الحقيقي إلى التزام الصمت في استراحة محارب أو التفكير جدياً في اعتزال الشعر لان الشعر أصبح لا قيمة له عند أحد بل وصل الأمر إلى اعتباره إحدى وسائل التسلية في حفلات الأعراس وما شابهها فلا يستغرب أي شاعر أن يدعى إلى الطاولة المعدة للشعراء في كل مناسبة وبدون علمه وموافقته على إلقاء قصيدة أو قصائد ولكن لشيء اعتاد عليه الجميع أو ثمناً لحضوره ودعوته وكما قال المثل: (على خبز بطنه).