موسكو - سعيد طانيوس
فجّرت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى أذربيجان, آن ديرسي، ، مفاجأة حين كشفت يوم الثلاثاء عن إن ممثلي الولايات المتحدة وأذربيجان سيبحثون إمكانية انتساب أذربيجان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال اجتماع تشاوري أميركي أذربيجاني سيغقد في شهر تموز/ يوليو المقبل. وسارع ممثل أذربيجان لدى الناتو، كامل حاسييف, إلى محاولة التخفيف من وقع هذه المفاجأة على الجار الروسي ,فقال تعليقا على تصريح السفيرة الأميركية, إن أذربيجان لا تسارع إلى تقرير مسألة الانضمام إلى الناتو ولكنه أكد أن (تعاوننا) يشهد تطوراً.
وعبر المحلل السياسي الأذربيجاني راسم موسابيكوف عن دهشته موضحا أن السلطات الأذربيجانية لم تتحدث من قبل عن رغبتها في الانضمام إلى الناتو، خاصة أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، فبالإضافة إلى روسيا لا بد أن تعترض إيران أيضا على ذلك. وفضلا عن ذلك هناك (حرب مجمدة مع أرمينيا).
واعتبر هذا المحلل أن جر أذربيجان إلى حلف الناتو يخدم مصلحة الغرب ولا يخدم مصلحة أذربيجان. إلا ان ما جاء على لسان السفيرة الأميركية لم يفاجيء الخبير الروسي ألكسي مالاشينكو. ففي ظنه ان سعي أذربيجان إلى الانضمام إلى الناتو قد تقف وراءه رغبة في الاستعانة بالحلف لإنهاء النزاع مع أرمينيا على إقليم قره باغ (كرباخ).
وقال المحلل السياسي دافيد بابايان من إقليم قره باغ إنه يتوقع أن يكثف حلف الناتو التعاون مع أذربيجان، لأن أذربيجان تشكل إحدى حلقات الوصل بين أوروبا وآسيا الوسطى والصين والهند.
ومن هنا فإن الغرب يرى له مصلحة في تطبيع العلاقات بين أذربيجان وقره باغ بحسب رأيه. وعلاوة على مساعي ضم اذربيجان للحلف، دعا قادة الناتو في قمتهم الاخيرة في بوخارست أوائل نيسان/ابريل الماضي، إلى ضرورة ضم اثنين من الجمهوريات السوفيتية السابقة لصفوفه في المستقبل القريب هما أوكرانيا وجورجيا. وبهذا تكون عملية توسع الناتو باتجاه الشرق التي بدأت في عقد التسعينات من القرن الماضي قد قفزت إلى نقطة حاسمة جديدة.
فبعد قبول دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق الثلاث في هذا الحلف, جاء دور جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى وفي مقدمتها أوكرانيا واذربيجان وجورجيا.
ومن شأن انضمام هذه الدول الثلاث إلى الناتو - إن تم فعلا - أن يشهد هذا الحلف أكبر توسع له منذ انضمام ألمانيا الغربية إليه في عام 1956. ويتطلب إدراك الواقع السياسي الذي سينشأ حتما نتيجة لهذه الخطوة تفكيراً عميقاً وشاملاً.