Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/07/2008 G Issue 13062
الخميس 29 جمادىالآخرة 1429   العدد  13062
إيران وحقيقة الضربة الأمريكية - الإسرائيلية

طهران - أحمد مصطفى

انشغلت وسائل الاعلام الاقليمية والدولية ولازالت بموضوع ساخن يتعلق ب(التهديدات الامريكية - الاسرائيلية) ضد ايران ورغم ان الاخيرة قد قللت من قيمته وجدواه إلا أن الماكنة الاعلامية الغربية والاقليمية لازالت تشتغل عليه حتى انه تحول إلى موضوع الساعة بامتياز؛ ويعود ذلك إلى قضية مهمة وحيوية وهي: ان التهديد الامريكي او الاسرائيلي لم يصدر من شخصيات ثانوية بل صدر من شخصيات قيادية في تلك الدول بتعبير آخر: لها حصة الاسد في صنع قرارات الحرب والسلم؛ ويعتقد محللون ايرانيون تحدثوا ل(الجزيرة): بأن اسرائيل تتمنى ضرب ايران لكنها تحتاج إلى دعم امريكي، ويضيف هؤلاء: ان ادارة بوش تحلم بتسوية الموضوع النووي الايراني سلميا او عسكريا قبل نهاية ولاية بوش التي باتت تعد العد التنازلي لنهايتها) ويعتقد الدكتور سلمان نور (باحث ايراني) ل(الجزيرة): بأن بوش يريد ضرب ايران لانها حسب اعتقاداته تشكل تهديدا لدول المنطقة والعالم واضاف: ان بوش اعترف اكثر من مرة بأن ضربة صدام كانت ضربة مستعجلة لان الاولى هو ضرب ايران وليس العراق) ويؤكد نور: بأن ايران تعتبر التصريحات الراهنة للامريكيين والاسرائيليين غير مجدية لان بوش بحاجة إلى اعوام لرئاسته حتى يتمكن من ضرب ايران كما ان اسرائيل بحاجة إلى دول اقليمية لاسناد طائراتها في الجو، والحال ان الاجواء في المنطقة تقع تحت الرقابة الاستخبارية لايران) وحتى نتمكن من دراسة ذلك المحور نورد هنا بعض التصريحات التي صدرت اليوم عن الرئاسة الايرانية والبرلمان وهي تصريحات تأتي في اطار الرد الايراني على التهديدات الامريكية، فقد اكد الرئيس الايراني احمدي نجاد: ان قرار اميركا للتواجد في منطقتنا هو نوع من الانتحار، الا انهم وبغية الحيلولة دون تطور ايران ابدوا الاستعداد للدخول في هذه المخاطرة الكبيرة. وقال الرئيس نجاد للصحفيين على هامش افتتاح مصنع البتروكيمياوات في محافظة كرمنشاه (غرب ايران): ان الاعداء بطبيعة الحال يدركون جيدا بان محاولاتهم لن تؤثر في ارادة الشعب الايراني وقال، علينا الوقوف بثبات وان نبني ايران من خلال استثمار كل الامكانيات المتاحة في الداخل. واضاف: ان الاعداء وفي القضية النووية لم يتمكنوا من الوقوف امام حركة هذا الشعب ولن يتمكنوا ابدا. وصرح الرئيس الايراني: انه إلى ما قبل سنوات لم يكن احد يتصور ان تصل امبراطورية اميركا إلى نهايتها وقال، اننا نرى الاميركيين وصلوا إلى الحائط المسدود في جميع الطرق وان نهاية امبراطوريتهم قد حانت.

واكد الرئيس نجاد: ان تحدثهم بلغة التهديد والقوة يعني انهم وصلوا إلى النهاية، لانهم لو كانوا يتحلون بالمنطق لما تحدثوا بهذا الاسلوب. من جانبه اكد علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني: ان سياسة العصا والجزرة اثبتت عدم فاعليتها وان التعاطي الغربي المعقول سيجابه بسياسات معقولة ايضاً.

واضاف لاريجاني: ان العدو سيتلقى صفعة قوية اذا ما استمر في نهج الغطرسة وواصل الحديث بلغة القوة وقال: ان على الاعداء ان يتخذوا نهجا يقتضيه العقل والمنطق ويتجنبوا نهج الغطرسة والحديث بلغة القوة لأن ذلك سيجعلهم يتلقون صفعة قوية من ايران).

فكما نلاحظ ان الرئيس نجاد لازال يصر على نهاية عهد العم سام وانه آيل للسقوط والزوال، وأما رئيس البرلمان لاريجاني فقد انتقل من عصر التصريحات المعتدلة ايام زمان إلى عصر التصريحات النارية؛ وإلى جانب تلك الشخصيات فإن ايران بمتطرفيها واصلاحييها تعد العدة للمنازلة مع اسرائيل؛ وقد اضافت تلك الاجواء مبررا لحكومة نجاد لكي تفر من المشكلات الداخلية وخاصة الازمة الاقتصادية؛ وفي الجانب الاخر فإن امريكا واسرائيل لازالتا تراهنان على الحل العسكري لتأديب ايران واحالة برنامجها النووي إلى التقاعد ولكن يبدو ان تلك هي نوع من الامنيات الوردية لان الايرانيين المعروفيين بدهائهم لا يمكنهم ترك برنامجهم الذي كلفهم مليارات الدولارات عرضة للغرباء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد