كثرة الأقاويل وتعددت الآراء حول الأسباب والمسببات التي أدت لهبوط فريق الفيحاء لمصاف أندية الدرجة الثانية وتوديعه بشكل رسمي أندية الدرجة الأولى منهيا بذلك مشواره الذي أمتد لأكثر من خمس سنوات وواضعا حدا للواقع المرير الذي عاشه هذا العام، ضجت المجالس الفيحاوية وكثر حديثها حتى أمست للمتصور كالأستديو التحليلي لا يشاهده سوى أصحابه كل يدلى بالرأي ويستميت في الإقناع، ففريق يرى أن الإدارة الشابة عملت واجتهدت وفق إمكانياتها المحدودة ولكن لم يحالفها التوفيق فيما أمتدح فريق أخر الدور الشرفي الكبير إلا أنه يرى أن الدعم المادي غير كافي لتسيير أمور الفريق فما يدفعه العضو في سنه لا يغطي ما يتقاضه اللاعب في شهرين، فيما ذهب فريق أخر بآرائه وأقواله إلى أبعد من ذلك معللين سبب الهبوط للظروف التي لم تخدم الفريق مابين إصابات وغيابات وتشتيت ذهنية المدرب فمجموعة تتدرب في مدينة الرياض والأخرى في المجمعة فيما يرى آخرون إلى أن الفريق كان يعاني فنيا من البداية، وجميع هذه الآراء من وجهة نظري والتي تمثل أصحابها ناتجة عن حب الكيان وحسرة الهبوط ولا أحد أي كان يستطيع التشكيك في الحب والولاء فشعار إذا لم تكن معي فأنت ضدي هي شعار بدأ يتلاشى ومفهوم يجب أن يندثر فمن حق أي فرد كان في المجتمع الحضاري ابدأ الرأي وعلينا احترامه حتى لو لم يوافق الهوى أو يصيب الهدف، كما أن سياسة الطابور المنغلق الذي يغتلف البعض والذي يتحسس من الإعلام المقروء وما ينشر فيه بخصوص النادي هي أيضا سياسة خاطئة لا يتبعها إلا من لديه قصور في الثقة، ومن هنا فإني أرى أن لا نكثر الحديث في الماضي وأن لا نبحر في العملية التنظيرية فالعمل الميداني مرهق للغاية فما بالك وأفراده متطوعين في خدمته، هؤلاء الأفراد الذين ضحوا بأوقاتهم وقدموا الكثير والعمل الكبير من أجل خدمة ناديهم سوى من الإدارة الحالية أو الإدارات السابقة، كما لا ننسى أن هناك إدارة قائمة وأعضاء شرف ملمين بكل صغيرة وكبيرة وبكل شاردة وواردة هم الأعرف ببواطن الأمور، وعلينا إذا ما كنا جادين في العمل أن نجعل من الهبوط أول خطوات التصحيح وأن نبدأ من الآن إلى عقد اجتماع شرفي عاجل لوضع النقاط على الحروف ومعرفة مدى استمرارية الإدارة الحالية إدارة الشباب الطموح أو البحث عن إدارة جديدة قادرة على السير بالنادي البرتقالي وفق أهداف واضحة وخطط مدروسة هذه الخطط التي لن ولن تتحقق بدون الاستقرار الإداري المنشود والذي يفترض أن لا يقل عن أربع سنوات وهذا ما ننادي به وننشده، منوها إلى أهمية اختيار أعضاء الإدارة وفق رغبة العضو بعيدا عن الضغوطات وسد المقاعد الشاغرة، فالاستقرار الإداري والعمل المنظم هو ما جعل من تجربة نادي الرائد الشقيق أنموذج للنجاح، كما ننادي بأن تشمل هذه الخطط الاختيار السليم لمدرب له سابق خبرة في الدوري السعودي قادر على صناعة فريق منافس مع أهمية تطعيم الفريق بعناصر شابه بعيدا عن أسماء تلعب بتاريخ الماضي و تحاول استرجاع بقايا الأمس فطبيعي أن يكون الأداء بأثر رجعي، كما أن من المهم للغاية أن تشمل الخطط المستقبلية كيفية استقطاب بعض لاعبي النادي السابقين لخدمة الفريق من خلال العمل الميداني أو الاستفادة منهم في لجنة استشارية تختص بالأمور الفنية وخلاصة القول: فإن المجتمع الفيحاوي بقيادة أعضاء شرفه ورجاله الأوفياء مطالبين بوقفة صادقة كما عودونا مع النادي البرتقالي وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وذلك لن يكون إلى بعودة جادة لكل عضو شرفي أبعدته مشاغل الحياة أو أصيب بالملل الناتج عن عدم تحقق ما يصبوا إليه، فالنادي ليس ملكية خاصة ينتظر من أصحابها توجيه الدعوة والحضور فعضو الشرف هو أحد أفراد الهرم الإداري المقرر والمعني في المقام الأول بتعليق الجرس فإذا كانت مدينة المجمعة تنمو وتتطور بشكل يفوق الوصف فمن الأولى أن تتغير المفاهيم القديمة عن النادي وأن نسعى لوضع الفيحاء في واجهة تطور ورقي المدينة المستقبلية، كما لا ننسى بأننا مقبلون قريبا على ما يشبه النقلة الرياضية الكروية لدينا والتي ستغير كثير من مراكز فرق الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى وسيرتفع عدد الأندية المشاركة في الدوري بدرجتيه إضافة إلى الاتجاه الكبير للقطاع الخاص بتنمية رؤوس أموالها عن طريق الرياضة من هنا فعلينا أن نعمل من الآن للظفر بمكتسبات هذه النقلة بعودة الفريق لوضعه الطبيعي من خلال التكاتف المعهود وبخطط إدارية مستقبلية محكمة ركيزتها الصبر والعطاء بهمة رجال عودونا على الإخلاص والوفاء، وبأذن الله قادرين على الوصول للطموح وتحقيق الغاية
يوسف الثميري المجمعة