بعد غياب دام ما يقارب الأربعة وأربعين عاماً.. عاد الماتدور الإسباني للفوز بنفس البطولة التي فاز بها عام 1964م.. غياب الكرة الإسبانية عن تحقيق البطولات الدولية وضع أكثر من علامة استفهام للاتحاد الإسباني للعبة.. فما الذي يميز الدوري الايطالي والألماني والهولندي في أورروبا والدوري الأرجنتيني والبرازيلي في أمريكا الجنوبية لأن تنتج تلك البطولات لاعبين يحققون البطولات الدولية لمنتخبات بلادهم على المستوى القاري والعالمي؟

** الإجابة جاءت في عدة عوامل.. لعل أبرزها هو الارتقاء بالبطولات المحلية لأن تكون منافساتها مثيرة طوال فترات العام وأن يكون هناك أكثر من فريق قوي بإمكانه الفوز باللقب.

** من أهم العوامل أيضاً.. إنتاج لاعبين للاحتراف في البطولات الخارجية لإضافة عنصر الخبرة والاحتكاك في بطولات مختلفة.. وهو ما قد يفتقده أي منتخب عند مشاركته ضمن فعاليات أي بطولة دولية.

** إنتاج اللاعبين الصغار بدأ به الإسبان في الفئات السنية حيث تم الاهتمام الكبير بالقاعدة.. ولو أردنا ضرب مثال مبسط لأحد نجوم المنتخب الإسباني فإن فرناندو توريس صاحب هدف النهائي هو أقرب الأمثلة التي ستعكس لنا مدى الاهتمام الذي أتحدث عنه في هذا المقام.

** توريس بدأ في سن السابعة فقط.. في دوري مصغر جداً للحواري ومن ثم انتقل للعب في دوري منظم على مستوى القرية الصغيرة التي ولد فيها.. بلدة فينلابرادا التي تقع جنوب مدريد وسجل طوال منافسات هذا الدوري خمسة وخمسين هدفاً وهو مازال في سن العاشرة فقط.

** في سن الحادية عشرة اختطف أتليتكومدريد الهداف الصغير.. وشارك توريس في بطولة دولية مصغرة ضمت لاعبين صغارا من فرق برشلونة وآي سي ميلان وريال مدريد ومانشستريونايتد ويوفنتوس.. ليصبح بمرور الوقت أحد أعمدة ونجوم الفريق.

** ليس توريس وحده وانما فابريغاس واكزافي هيرنانديز (أفضل لاعب في اليورو 2008) كان لهم صولات وجولات في البطولات الدولية على مستوى الناشئين والشباب وحققوا العديد من الألقاب القارية والعالمية لإسبانيا.

** وبالعودة لعامل إنتاج اللاعبين أعتقد أن العودة المبسطة لمسيرة توريس عكست لنا مدى الاهتمام الذي وجده اللاعب منذُ نعومة أظافره حتى أصبح هداف ليفربول الانجليزي دون منافس.. وها هو اليوم يتوج بطلاً مع منتخب بلاده.

** بالتنظيم المميز للبطولات المحلية.. وبالاهتمام الكبير بالفئات السنية.. وبالاحتراف الخارجي.. حصدت إسبانيا اللقب الأوروبي من بين أقوى وأعتى الفرق في القارة العجوز.

** هل نعتبر من الخطوات التي قام بها الاتحاد الإسباني لكرة القدم ونتخذ من العوامل التي اعتمد عليها أساساً نبني عليه خطواتنا ومستقبلاً ننظم به بطولاتنا؟

** الاهتمام بالقاعدة والفئات السنية في مملكتنا الحبيبة موجود وفي تزايد مستمر من قبل المسؤولين.. ولكن العمل على توسعة هذه القاعدة لم يتم على الوجه المطلوب بعد.. فزيادة عدد فرق البطولات المحلية وعدد الأندية في المملكة مطلب ملح لابد من العمل على الاهتمام به.

** غياب المنتخبات السعودية للفئات السنية عن الفوز بالبطولات القارية والمشاركات العالمية.. له عدة أسباب من أبرزها عدم اهتمام الأندية بلاعبيها الصغار وعدم إعطاء الفرصة للاعبين الشبان بأن يشاركوا مع الفريق الأول في سن مبكرة.. وهو ما أوضحه السيد أنجوس مدرب المنتخب المُقال.