Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/07/2008 G Issue 13062
الخميس 29 جمادىالآخرة 1429   العدد  13062
لما هو آت
هل يتوقف الإبداع عندهم...؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

الحرف مطية النية... والخيال...

تتعدد قوالبه وهو في البدء جملة من التعابير... وسمت بالشعر والنثر...

واندرج تحت الشعر قوالبه وأشكاله بدءاً حتى انتهى لقصيدة النثر وهو تحايل ذكي للخروج عن الاندراجات المتعارف عليها... وجاء من وسم صاحب الكلمة الجميلة المجنحة بالشاعر الناثر...

ولئن وسم الشعر بالشعور والأحاسيس حتى تقولب هذا المصطلح ليشير فقط إلى جملة من التراكيب داخل نص

محفوف بالمشاعر معجون بالتخيل... قافز على المألوف يأتي كلمة في سطر أو جملة في تركيب أو بيتاً في قافية..

فإن أي نوع من الكلام في خانة الأدب الكبرى لا يخلو من الشعور... والدليل أن قصيدة النثر لا تزال في مختبر الرفض والقبول لأي الضفتين تنتمي... مع أنها لون من ألوان الجديد المواكب لحركية التحديث الشامل في واقع الإنسان وفي مجال إبداعاته الأدبية وهو لا يقل أهمية عن مجالات حياة الإنسان الأخرى التي تم القبول لمنجزاتها على الأصعدة جميعها المرتبطة بحضارته...

ولئن كان الشعر يميل نحو جانب وجدان الإنسان

إلا أنه في العصر الحديث أصبح يخاطب المنطق ويبلور الفكر ويعالج قضايا لا تقف عند النفس والخاطر والأحلام..

بل تنازع كل ذلك حركية المُعاش وأنفاس التفاعل... ومسحات المتردد في أصداء منافذ الضوء والصوت والريح والماء والهواء في الحياة اليومية ودولبتها السريعة...

قصيدة الفكرة والخاطرة واللمحة والحركة تهيمن على المنظور الواقعي لحركية المتقبَّل في واجهة منفذ الباب والشاشة وطبلة الأذن....

غير أن هذا ليس من مهام الشعراء وحدهم إن أريد الاستمرار في الفصل بين النص الشعري على حداثته وبين النص النثري على صياغته...

إذ لا من يفكر وهو يتجرد عن شعوره حتى الذي يضع تنظيراً فكرياً أو يصل لقاعدة معرفية أو يبتكر معادلة علمية... والدليل أن علماء الطبيعة هم أكثر من يشعرون ويتفاعلون مع إبداع الخالق في الخلق,,, ولا ثمة تفاعل كهذا يخرج عن مجال الشعور وتفاعل الأحاسيس بها...

فلماذا والشأن كذلك توقف الحديث عن الإبداع عند مرفأ الشعراء...؟

ونهك النقاد والكاتبون قوادم جيادهم لهاثاً وراء النصوص الشعرية... وأهملوا النصوص النثرية وكتابها وفيها من الإبداع ما لا تصل إليه أحياناً قصائد أو شعراء تم استنزف الوقت والجهد في الكتابة عنها وعنهم...؟

وإن خرجوا عن مظلة الشعر لم يمدوا إلا نحو القص بأنواعه... ظناً بأنه الفن القادر على الاحتواء ومن ثم الإفراغ..

لتطويق ومن ثم بعث الواقع...

فهل يقف الإبداع عند الشعر فقط...

أو المعايشة وإعادة التكوين عند الرواية والقصص فقط...؟

كما هل يقف النقد عند من درسه في مدرجات الجامعات وكأنه لابس يقف في طابور الحائك...؟

متى نؤمن أن الإبداع طائر يحلق ولو في نص منثور لم تضفر كلماته في تفعيلة... أو تلضم في قص... وأن المبدعين ليسوا سجناء مصطلح نمط بعينه... أو رأي بذاته... أو خانة بحدودها... أو توجه نقدي بمدارسه...؟؟؟

فافتحوا النوافذ لاستنشاق عطور الإبداع كلها....



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد