الرباط - «الجزيرة»
أعلن الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، أن الإنجازات التي تحققت للمنظمة والخطوات التي قطعتها على طريق التطوير والتجديد ومسايرة أحدث ما يعرفه العصر من نظم تربوية ومناهج علمية، جعلتها جهازاً إسلامياً دولياً ذا مصداقية وفعالية وتأثير في المحيط الذي يعمل فيه وعلى الصعيد الدولي. وقال: (إن هذا النجاح الكبير الذي أحرزته الإيسيسكو، يضاعف من الأعباء الملقاة على عاتقنا، ويفتح أمامنا مجالات واسعة للعمل من أجل خدمة الأهداف التربوية والعلمية والثقافية لأمتنا الإسلامية وللإنسانية جمعاء).
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الدورة التاسعة والعشرين للمجلس التنفيذي للمنظمة صباح أمس في الرباط.
وقال إن خطة العمل الثلاثية الحالية للإيسيسكو تميزت بالتجديد في البرامج والأنشطة، وبالابتكار في أساليب الإدارة والتنفيذ، وحفلت بالبرامج التي تعالج قضايا العصر مثل حوار الأديان والثقافات وتحالف الحضارات، ومعالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف، والتربية على حقوق الإنسان والشورى والديمقراطية والتسامح والاعتدال والوسطية، والعناية بالمرأة والطفولة، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية والطاقة المتجددة، والتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وتجديد تقانات المعلومات والسياسات الثقافية، ومحو الأمية التقليدية والرقمية بمنهجية جديدة، وتجديد المنظومة التربوية، وتطوير التعليم العالي وفق المعايير الدولية للجودة والاعتماد.
وأشار إلى أن هذا التطور الحثيث الواسع المدى البعيد الأثر الذي تعرفه الإيسيسكو، أشادت به القمة الإسلامية الحادية عشرة المنعقدة في داكار في شهر مارس الماضي، كما أشاد به مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد أخيراً في كامبالا، وقال إن هذه إشادة نفتخر بها ونعتزّ ونراها وساماً على صدور العاملين في هذه المنظمة.
وأعلن المدير العام للإيسيسكو أن الفترة ما بين الدورتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين للمجلس التنفيذي، كانت حافلة بالعمل الدؤوب على شتى المستويات، في إطار خطة العمل الثلاثية للسنوات (2007-2009م)، وأعلن أن نسبة الأنشطة المنفذة بلغت حتى الشهر الماضي (80،53). وقال إن هذا الإنجاز هو من المؤشرات المهمة ذات الدلالة القوية التي تؤكد أن المنظمة في تصاعد مستمر ونمو متواصل.
واستعرض إنجازات الإيسيسكو خلال الفترة الأخيرة، فذكر أن المنظمة حرصت على إعادة تأهيل المعلمين والإداريين والموجهين التربويين في دورات وطنية وإقليمية وأنشطة تأهيلية، وواصلت الإشراف الإداري والأكاديمي على مركز الإيسيسكو التربوي في تشاد ومندوبية الإيسيسكو في جزر القمر، إضافة إلى المشاركة في تسيير مركز التكوين المستمر في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها في كلية الدعوة الإسلامية في العاصمة الليبية طرابلس، بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، وواصلت جهودها في إيفاد أساتذة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتدريس التربية الإسلامية، إلى المؤسسات التعليمية والتكوينية في الدول الأعضاء ولصالح الأقليات الإسلامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وعقدت (76) اجتماعاً للخبراء والمسيرين والقياديين في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال والعلاقات الخارجية والتعاون والتخطيط والمعلومات والتوثيق.
وقال إن الإيسيسكو واصلت تنفيذ برنامجها الخاص بالاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية، حيث احتفت خلال السنة الماضة بالمدن الأربع التالية: فاس وطرابلس وداكار وطشقند عواصم للثقافة الإسلامية، وتحتفي هذه السنة بكل من: الإسكندرية، ولاهور عاصمتين للثقافة الإسلامية. وذكر أن المنظمة أعطت دفعة قوية لجهودها في مجال تعزيز حوار الأديان والثقافات وتحالف الحضارات على الصعيد الدولي. وأشار إلى أن الإيسيسكو واليونسكو اتخذتا قراراً مشتركاً بتأييد المبادرة الرائدة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حول حوار الأديان، وذلك في رسالة وجهها المديران العامان للمنظمتين الإسلامية والدولية إلى خادم الحرمين الشريفين، في الترحيب بالمبادرة.
وأشار إلى أن الإيسيسكو استكملت بناء قاعدة المعطيات الخاصة بإعداد دليل يضم الهيئات والمراكز والمؤسسات العلمية والتقانية، ودليل الأكاديميات العلمية، ودليل جامعات العالم الإسلامي، ووضعت مؤشرات وطنية في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأطلقت (الشبكة العلمية للعالم الإسلامي)، التي تقدم المعلومات حول الأنشطة العلمية للإيسيسكو.
كما أشار إلى أن الإيسيسكو قدمت خلال السنة الماضية (97) دعماً فنياً ومالياً لمؤسسات تربوية وثقافية وعلمية.
وذكر أن الإيسيسكو أقامت شبكة واسعة من علاقات التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية والإقليمية، حيث بلغ عدد الاتفاقيات الموقعة مائة وثلاثاً وستين (163) اتفاقية وبروتوكولاً للتعاون مع منظمات إسلامية وعربية ودولية وإقليمية ومؤسسات جامعية وأكاديمية وإعلامية وثقافية.
وتحدث الدكتور عبدالعزيز التويجري عن الأوضاع الدولية وتأثيراتها على العالم الإسلامي، فقال: (إننا نعمل في مناخ إقليمي ودولي تتصاعد فيه تحديات من كل جانب تنعكس على العالم الإسلامي، ومن هذه التحديات استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحصار الظالم لشعبها، والأوضاع الخطيرة في العراق، والتوترات السياسية والمذهبية في لبنان، ومناطق أخرى من عالمنا العربي الإسلامي، وانطلاقاً من مسؤوليتنا إزاء هذه الدول الأعضاء في الإيسيسكو، بادرنا دائماً إلى إصدار بيانات نندد فيها بالعدوان المستمر على الشعبين الفلسطيني والعراقي، وننبه إلى خطورة ما يبيّت للبنان وللمنطقة برمّتها، وندعو إلى الحفاظ على وحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية).
وناشد المدير العام للإيسيسكو جميعَ الأطراف المعنية، تحكيمَ العقل ومراعاة المصلحة الوطنية، والتمسك بالثوابت الإسلامية، وذلك تفويتاً للفرصة على الأعداء الذي يسعون إلى تمزيق الأوطان، وضرب فئات الأمة بعضها ببعض، تحقيقاً لأهداف شريرة ومخططات عدوانية.