Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/07/2008 G Issue 13062
الخميس 29 جمادىالآخرة 1429   العدد  13062
أضواء
المونودراما في الرياض
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لستُ متخصصاً في المسرح، ولا في الفنون السينمائية أو غيرها من الفنون الإيقاعية، إلا أنني ومثلي كثير من المواطنين يحبون المسرح ويتابعون ما تعرضه خشبة المسرح من مسرحيات، خصوصاً المسرحيات التي تبتعد عن الابتذال وتسوق الفن الرخيص الذي يعتمد على الإغراء وعرض الأجساد كبضاعة بخسة، وإنما تعرض المسرحيات الهادفة التي تثقف المشاهدين وتعرض لهم تجارب إنسانية وثقافية وفكرية تسهم في رفع مستوى الإنسان من خلال ما يشاهد من قيم راقية وأخلاقيات عالية ومشاركة إنسانية. ولذلك فقد اعتبر العديد من علماء الاجتماع والفكر والتربية المسرح صنواً للمدرسة والجامعة، بل بعضهم ذهب إلى أكثر من ذلك حين عدَّ المسرح جامعة الشعب المجانية.

لهذا فقد احتفينا كمثقفين وكتاب ومواطنين بالجهود الطيبة التي بذلتها أمانة مدينة الرياض عندما اعتمدت في احتفالات عيد الفطر عرض العديد من المسرحيات الهادفة في أكثر من مسرح في مدينة الرياض، وعادت الأمانة فتوسعت في عرض المسرحيات وأصبح مرتادو المسرح يشبعون رغباتهم وهواياتهم في أيام عيدي الفطر والأضحى وأيضاً في المناسبات الأخرى، فيما ظلت بعض المسرحيات تعرض خاصة على مسرح مركز الملك فهد الثقافي ومسارح بعض الكليات والجامعات، ككلية اليمامة، وجامعة الأمير سلطان، وهذا ما أوجد بداية نهضة مسرحية، تظهر أن المسرح في المملكة العربية السعودية بدأ يشق طريقه ليصبح إحدى وسائل التثقيف في المجتمع، وقد تجاوب الشباب السعودي مع هذه النهضة حيث شكلت العديد من الفرق المسرحية خاصة في الرياض وجدة والدمام والقصيم وقدمت أعمالاً حظيت بإعجاب رواد المسرح، بل وحصلت بعض المسرحيات على جوائز في المسابقات العربية. وقد شجع هذا النشاط المسرحي القائمين على شؤون الثقافة، كوكالة الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام، وجميعات الثقافة والفنون على تنظيم مهرجانات وعروض لفنون المسرح.

وهذه الأيام يتواصل مهرجان الرياض الأول للمونودراما الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون وتتواصل عروضه على مسرح كلية اليمامة.

والذين قد يستغربون مصطلح المونودراما، فأشير وباختصار إلى أن مفهوم المونودراما يعتمد على عرض مسرحي يقوم به ممثل واحد، وهو ما يفرض على الممثل الذي يتصدى لهذا الفن المسرحي الراقي، أن يكون ذا قدرة تعبيرية متقدمة وراقية حتى يستطيع أن يوصل الفكرة للمشاهد عن طريق لغة الجسد وتوظيف المؤثرات الصوتية والإضاءة وغيرها من أدوات المسرح، وقد برع الممثلون في عروض المهرجان الذي سيستمر على مسرح كلية اليمامة بالرياض، مما يبشر بتواصل النهضة المسرحية، ويؤكد أن رجال المسرح السعودي قد عرفوا الطريق وبدأوا يسهمون في تثقيف المجتمع.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد