لبنان عش عصفور..
منسوج من قش ناعم..
وأعواد شجر رقيقه..
يملك قابلية الحريق..
وقابلية الانكسار..
***
لبنان يمثّل رقصة (اليوتوبيا) اليونانية..
لهذه الرقصة خاصية الكمال..
وخاصية التناغم في الحياة..
وخاصية الرؤية في القصد والعمل..
***
لبنان يمثّل رقصة (الفلمنكو) الإسبانية..
لهذه الرقصة خاصية العنف..
وخاصية التحدي..
وخاصية التناقض في الأداء..
***
لبنان لديه صدمة..
مثل صدمة فتاة مراهقة..
في زمن التجلي..
لحبيب عاق سافر في دروب العتمة دون أن ينبس بكلمة..
***
لبنان محشور في خانة التناقض..
لا هو ميت في خانة الأموات..
ولا هو حي في خانة الأحياء..
ليس لديه نهاية للبس الأبيض..
وليس لديه نهاية للبس الحداد..
له فنون ومفاتن الشرق..
وله عقوق التجانس وامتزاج اللون..
له حدس ووعي..
وله إشكالية التجرد والانتماء..
له فكر تصويري ودلالة الرمز..
وله رفض الحوار وعنف التخاطب..
له استدارات وجدانية جميلة..
وله ميول النوايا القبيحة..
له فلسفة الحياة وامتداد الفضاء وحرية التحليق ..
وله أصولية الفهم وأصولية الإدراك وأصولية السرد..
***
لبنان غارق في أتون وعيه الإنساني..
وأتون وعيه الحضاري..
وأتون وعيه المذهبي..
وأتون وعيه الطائفي..
وأتون وعيه الاجتماعي..
وأتون وعيه البيئي..
وأتون وعيه الفكري..
وأتون وعيه الفني..
***
لبنان لم يتجاوز حالة العنف بعد..
يمشي على رمال متحركة..
بعكازين من أعواد قصب..
يتعامل مع ممكنات الخيال الحدسي..
له سمو ونرجسية الأفكار والتطلعات..
لكنه صوفي الانهماك في لحظات خاشعة لحالات منهكة..
له تقارب لوني زاه..
لكنه يملك تقاطعات بيانية باهتة..
يميل نحو الاستطالة والتحليق نحو الأفق..
لكنه لا يملك القدرة على الوثوب والتطلع والهيبة والشموخ..
يملك قدرة التلويح..
لكنه لا يملك القدرة على البقاء في مساحة العرض..
له رغبة المقاومة..
ولديه رفض المقاومة..
***
إنني أخاف على لبنان..
وأملك إحساساً بالخوف والحرص على ممتلكات هذا العش الجميل..
بكل أغراض هذا العش الفكرية والإنسانية والحضارية والتاريخية..
***
إنني لا أريد للبنان..
أن يكون رصاصاً طائشا..
أو قذائف (أر. بي. جي)
أو قنابل حارقة..
أو هدماً تراكمياً..
أو قتلاً مقيتاً..
أو عنتريات فاشلة..
أو نظريات (سادية)..
أو ادعاءً لبطولات (زائفة)
***
إنني أريد للبنان..
سحراً متفرّداً..
وشمساً متفرّدة..
وقمراً متفرّداً..
وعصافير متفرّدة..
وإنسانا متفرّداً..
ووجوداً متفرّداً..