لم يقتصر دور قاعة (أتلية جدة) على إقامة المعارض التشكيلية المتميزة التي تنفرد بها هذه القاعة، بل إنها تكاد تكون أكثر القاعات حراكاً في هذا الجانب وبمتابعة وحصر للمعارض التشكيلية التي تقام في محافظة جدة ستجد أن قاعة (أتلية جدة) قد (أكلت الجو) من حيث الكم وقبل ذلك الكيف وحضورها الذي يؤهلها لتسويق اللوحة إضافة إلى الجاذبية التي تحظى بها هذه القاعة لدى التشكيليين بشكل عام.. ميزة أخرى قدمتها هذه القاعة وهي مبادرتها إلى إقامة حفل تكريم سنوي لشخصية تشكيلية محلية، كما في حفل التكريم الذي أقيم مؤخراً للفنان التشكيلي الرائد سعد العبيد، هذا الرجل المسكون بكل جزئيات التشكيل.

يأتي هذا التكريم الذي سبقه إقامة العديد من حفلات التكريم كما حصل في العام الماضي عندما تم تكريم التشكيلي (المشاكس) أحمد فلمبان.

أعود للقاعة ونهجها أو مبادرتها الموغلة في الجمال والتي جاءت أيضاً لتؤكد عمق الحس الوطني والأدبي والذوقي لهذه القاعة وحرصها على أن يكون لها حراكاً شاملاً لكل المعطيات التشكيلية.

فجميل جداً أن تستضيف القاعة أسماء تشكيلية وطنية بارزة قدمت لوطنها من خلال هذا المسار الشيء الكثير وإذا كان لبعض الجهات المختصة في التشكيل قصور أو تريث في تفعيل مثل هذه المبادرات الجميلة فإن الأحبة في الأتلية كان لهم قصب السبق وكثيراً ما كان لهذه القاعة حضور مشرف في مثل هذه المعطيات التي تسهم في إيجاد مناخات تشكيلية أكثر عذوبة. الشيء الذي أود الإشارة إليه أن ما قامت به هذه القاعة سواء في مجال التكريم أو سواه من معطيات أصبحت قدوة للغير ثم إن مثل هذه التوجهات لهذه الصالة غير مستغربة إطلاقاً وكان متوقعاً من صالة بحجم وحضور وخبرة الأتيلة مثل هذا النوع من الفعاليات إذا ما علمنا أن من يقف على هرمها فنان بحجم طه صبان هذا الفنان الرائد الذي أكد ومن خلال هذه القاعة على حرصه واهتمامه بكل ما له علاقة بازدهار الحركة التشكيلية وتناميها ثم إن وجود (قوميسير) لهذه الصالة بحماس وخبرة وأريحية الناقد هشام قنديل هو الآخر إضافة مهمة لتواصل القاعة مع كل المعطيات السباقة التي تؤكد أن الصالة تسير وفق خطط وبرامج ومسارات واعية تتواكب مع كل المنجزات الجمالية التي بلا شك سوف تلاقي التقدير والإعجاب من كل الأطياف الثقافية بشكل عام.