أظهر الأخوة الأكراد علاقاتهم التي كانوا يخفونها مع الإسرائيليين للعلن، إذ بالرغم من أن العلاقات الكردية الإسرائيلية ذات تاريخ طويل وقديم منذ أن أسس لتلك العلاقات المحامي الكردي العراقي محمود عثمان عضو مجلس النواب العراقي الحالي عن التحالف الكردي، يوم كان مستشاراً للملا مصطفى البرازاني، الذي أرسله لعقد اجتماع سري مع رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير، ومن ذلك اليوم والعلاقات الكردية الإسرائيلية متواصلة، وقد نشر العديد من المعلومات التي أفادت بأن الأكراد العراقيين قد استعانوا بالخبراء الإسرائيليين في مواجهاتهم مع الجيش العراقي أثناء حكم صدام حسين، كما أن الموساد الإسرائيلي كان أول من افتتح مكاتب له في السليمانية وأربيل وأنه استطاع بمساعدة الأكراد فتح مكتب له في كركوك بعد احتلال العراق.
العلاقات الإسرائيلية الكردية التي ظل الأكراد يحاولون بشتى الطرق جعلها سرية أظهرها (مام جلال) أي الرئيس العراقي الطالباني للعلن، وحرص على أن يحصرها في الشأن الكردي حيث ذكر بيان لمكتب طالباني وزع على الصحفيين جاء فيه أنه (خلال حضور رئيس الجمهورية جلال طالباني مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد حاليا في العاصمة اليونانية أثينا، وفي اليوم الثاني للمؤتمر حيث ألقى خطابه، بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم إيهود باراك رئيس حزب العمل الإسرائيلي لمصافحة الرئيس طالباني).
وأوضح البيان (أن الرئيس طالباني، الذي استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني، تعامل مع الامر بصفته الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية وليس بصفته رئيس جمهورية العراق).
واعتبر البيان أن ما جرى لم يكن سوى سلوك اجتماعي حضاري لا ينطلي على أي معنى أو تداعيات أخرى، ولا يحمل العراق (الدولة) أي التزامات، كما أنه لا يؤسس لأي موقف مغاير لسياسات جمهورية العراق وتوجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية.
انتهى بيان مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني، الذي أكد على أن اللقاء شأن كردي بحت، أي لا علاقة له بالعراق رغم أن العراق يعد من الناحية السياسية والدولية تحت الاحتلال.. وأن الأمر لا يزال بيد المحتلين الأمريكيين الذين لا يرون على وجه البسيطة أفضل من الإسرائيليين، إلا أن لقاء أثينا يعد تجديداً وإحياءً للعلاقات الكردية الإسرائيلية.
أحد الظرفاء الذي حضروا اللقاء نقل ما دار من حديث بين الطالباني وباراك وباللغتين الكردية والعبرية فقد بادر مام جلال براك بالتحية:
(جوني باشي) كيف الحال؟
باراك (توف متسيان) بخير، بأحسن حال.. وأردف باراك قائلاً (ما نشمع) كيف هي الأخبار..؟
ردَّ مام جلال (ناباش).. (جبرو لدا أم دوسته) الأخبار غير جيدة..
ولذلك نظل أصدقاء، ولكي يؤكد على صداقته، ودع صديقه باراك بالعبرية ملوحاً.. (شالوم) سلام...!!
ابتسم باراك ولوح لجلال الطالباني قائلاً (لي ترا أوت بسليمانية) إلى اللقاء في السليمانية.
jaser@al-jazirah.com.sa